احتفظ تاريخ نهائيات كأس العالم في فرنسا 1938 بالعديد من القصص والتفاصيل الغريبة، يعتبر أبرزها هو ارتداء منتخب إيطاليا للقميص الأسود في تلك النسخة من المونديال.
وحسب تقرير "آس" الإسبانية، فقد تمكنت فاشية بينيتو أندريا موسوليني، الذي حكم إيطاليا ما بين 1922 و1943، من تلطيخ الكرة بأكثر الطرق تدميراً على الإطلاق في تلك الفترة.
وأقيمت كأس العالم عام 1938 في ظل مرحلة مظلمة غطت على المشهد في أوروبا، وتم اختيار مكان الإقامة (فرنسا) من قبل السلطات الأوروبية، لذلك قررت الأرجنتين (المرشح الأبرز لتنظيم الحدث حينها) وأوروغواي عدم المشاركة، فيما قامت 3 منتخبات فقط من خارج القارة العجوز (البرازيل وكوبا وإندونيسيا) برحلة إلى فرنسا للمشاركة في البطولة.
ومع ذلك، كان العالم متأثراً باحتلال ألمانيا للنمسا، وغزو اليابان لشمال الصين، وكانت الحرب الأهلية الإسبانية في أوجها، فيما استسلمت إثيوبيا للسيطرة الإيطالية، وكانت الحرب العالمية الثانية أكثر الحروب دموية، شهدها الكوكب على الإطلاق، على وشك أن تبدأ.
وبدأت كأس العالم في 4 يونيو/ حزيران بمباراة بين سويسرا وألمانيا، وانتهت المباراة التي أقيمت في "بارك دي برينس" بانتصار سويسرا على الألمان، غير المحبوبين وقتها.
قرار القميص الأسود
فازت فرنسا بمباراتها الأولى على بلجيكا بسهولة، لتضرب موعدا في ربع النهائي ضد إيطاليا،. في ذلك الوقت، وفي 12 يونيو 1938، استقبل المضيفون المنتخب الإيطالي في ملعب "كولومبس"، في ظل الأوضاع السياسية المتأزمة بين البلدين.
إيطاليا، التي اعتمدت لأكثر من عقد من الزمان على اللون الأزرق، ظهرت على أرض الملعب بقميص وسروال أسودين بأمر من موسوليني، وهو اللون الذي تم استخدامه بالفعل في الألعاب الأولمبية عام 1936 أيضاً، كإشادة بـ"كاميسي نيري"، القوة العسكرية التي كانت موجودة في خدمة النظام الفاشي.
وبالإضافة إلى ذلك، غنى الإيطاليون نشيدهم الوطني وهم ينفذون التحية الرومانية التي أنشأها نظام موسوليني، مما تسبب في رفض الجمهور المحلي للمشهد، من خلال صيحات الاستهجان.
لكن "الأزوري" الذي كان باللون الأسود حينها سيطر بشكل كامل تقريبا على المباراة، وانتهت بنتيجة لصالحه 3-1، قادته إلى الدور نصف النهائي، ثم تأهلت إيطاليا للنهائي، ورفعت كأس "جول ريميه" بعد فوزها على المجر، ولكن ليس قبل تلقي المنتخب برقية من موسوليني، كتب بها عبارة: "اربح أو مت".