قطر وتاريخ الميداليات.. برشم صاحب الإنجاز الأكبر وطموح جديد في باريس

تستعد بعثة قطر للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية، المقررة إقامتها في العاصمة الفرنسية باريس خلال الفترة الممتدة بين 26 يوليو/ تموز الجاري وحتى 11 أغسطس/ آب المقبل، بحيث تتضمن البعثة 14 رياضياً ورياضية في خمس رياضات مختلفة، وفي مقدمتها ألعاب القوى التي تعوّل عليها اللجنة الأولمبية القطرية كثيراً لرفع اسم قطر عالياً في هذه الدورة. وتمتلك قطر في حصيلتها، قبل المشاركة في أولمبياد باريس 2024، ثماني ميداليات حققتها خلال مشاركاتها السابقة، بينها ذهبيتان وميدالية فضية وخمس ميداليات برونزية.

قطر وأول مشاركة

كانت المشاركة الأولى لقطر في دورة الألعاب الأولمبية التي احتضنتها لوس أنجليس في الولايات المتحدة الأميركية عام 1984، ممثلة بثلاثة اتحادات رياضية وهي كرة القدم، وألعاب القوى، والرماية، ومنذ ذلك الحين لم تغب عن المشاركة في الأولمبياد، كما خطف المنتخب الأولمبي لكرة القدم الأضواء في تلك الدورة، وذلك بعدما تعادل مع منتخب فرنسا الذي فاز بالميدالية الذهبية آنذاك بقيادة النجم العالمي ميشيل بلاتيني، بنتيجة هدفين لكلّ منهما، ولكن "العنابي" حُرم من التأهل إلى الدور الثاني بعد الخسارة ضد منتخبي تشيلي والنرويج.

وعادت البعثة القطرية لتسجل مشاركتها الثانية في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي أقيمت في سيول بكوريا الجنوبية عام 1988، بعدة رياضيين من ألعاب القوى، ولكنها خرجت خالية الوفاض أيضاً، لتنتظر حتى أولمبياد برشلونة 1992 في إسبانيا، لتفوز بأول ميدالية في تاريخها، وجاءت بفضل العدّاء القطري محمد سليمان، الذي تمكّن من إحراز الميدالية البرونزية بعدما حلّ في المركز الثالث في سباق 1500 متر، ليفتح الأبواب أمام باقي الرياضيين القطريين من أجل المنافسة على إحراز الميداليات.

ولم تنجح بعثة قطر في الفوز بأي ميدالية خلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لسنة 1996 التي أقيمت في مدينة أتلانتا الأميركية، بالرغم من أنها شاركت في ثلاثة تخصصات، وهي ألعاب القوى، والرماية، والطائرة.

إنجازات متميزة في السنوات الماضية

انتظرت قطر أربع سنوات أخرى من أجل حصد البرونز مجدداً، وهذه المرة عن طريق الربّاع أسعد سعيد سيف، الذي نجح في التتويج بالميدالية البرونزية لرفع الأثقال في وزن 105 كيلوغرامات، خلال مشاركته في دورة الألعاب الأولمبية في سيدني بأستراليا عام 2000، وتُعتبر ثاني ميدالية قطرية في تاريخ مشاركتها في الأولمبياد، بعد برونزية محمد سليمان، غير أن قطر لم توفق في إحراز أي ميدالية خلال المشاركة في دورة أثينا باليونان عام 2004، وهو نفس الأمر بالنسبة لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية بكين 2008.

وعادت قطر بقوة إلى منصات التتويج في الدورة الثلاثين للألعاب الأولمبية الصيفية التي أقيمت في لندن عام 2012، إذ حلّت في المركز 76 بجدول الترتيب العام، وذلك بعدما نجحت في تحقيق ميداليتين برونزيتين للمرة الأولى في دورة واحدة، وجاء ذلك عقب مشاركة 12 رياضياً في أربع رياضات مختلفة وهي الرماية، وألعاب القوى، والسباحة، وكرة الطاولة، وجاءت إحدى الميداليات عن طريق الرامي ناصر العطية، الذي نال ميدالية برونزية في مسابقة "سكيت"، كما حصل العدّاء معتز برشم على الميدالية البرونزية الثانية في مسابقة الوثب العالي.

رياضات أخرى

التحديثات الحية

معتز برشم والذهب في أولمبياد باريس: أشعر وكأنني أطير

وأضاف العدّاء معتز برشم إنجازاً تاريخياً جديداً، وذلك بعدما أحرز ثاني ميدالية أولمبية في تاريخه، عقب انتزاعه فضية القفز العالي خلال مشاركته في الألعاب الأولمبية الصيفية في ريو دي جانيرو بالبرازيل عام 2016، مع الإشارة إلى أن بعثة قطر في تلك الدورة كانت الكبرى في تاريخ الألعاب الأولمبية بمشاركة 38 رياضياً ورياضية يمثلون عشر رياضات مختلفة، ويتعلق الأمر بكل من ألعاب القوى، وكرة اليد، والرماية، والفروسية، والملاكمة، والكرة الشاطئية، والسباحة، وكرة الطاولة، والجودو، ورفع الأثقال، وحلّت في المركز الـ69 في جدول الترتيب العام.

وتُعتبر المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية السابقة التي أقيمت في العاصمة اليابانية طوكيو 2020، هي الفضلى في تاريخ مشاركات قطر في الأولمبياد، بحيث حلّت في المرتبة الـ41 في جدول الترتيب، وذلك بعدما حققت ثلاث ميداليات منها ذهبيتان وبرونزية، لتحتل المرتبة الأولى عربياً والـ41 عالمياً، وجاء ذلك بعدما شارك 15 رياضياً، وكانت الأولى من نصيب الربّاع فارس إبراهيم في رفع الأثقال وزن 96 كيلوغراماً، فيما تحصّل معتز برشم على الميدالية الثانية في الوثب العالي، كما حقق المنتخب القطري للكرة الطائرة الشاطئية الميدالية البرونزية.

ويطمح البطل العالمي معتز برشم لتوديع رحلته الاستثنائية في عالم الأولمبياد بتحقيق إنجازٍ جديد حين يخوض منافسات الوثب العالي في أولمبياد باريس 2024 التي تنطلق رسمياً غداً الجمعة بحفل افتتاحٍ استثنائي سيُقام على ضفاف نهر السين، وهو الذي أكد في وقتٍ سابق أن هذه النسخة ستكون الأخيرة له في الألعاب الأولمبية.