استمع إلى الملخص
- استحدث "كاف" مسابقة "الأفريكان ليغ" التي لم تحقق نجاحاً كبيراً، ويخطط لتنظيمها مجدداً، كما فرض معايير جديدة للسماح للدول بالمشاركة في التصفيات واحتضان المباريات.
- أندية شمال أفريقيا تواجه تهديدات كبيرة بالقوانين الجديدة بسبب أزماتها المالية، مما يجبرها على إدارة مواردها المالية بشكل أفضل لتفادي العقوبات.
فرض الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" نظاماً جديداً على الأندية المشاركة في المسابقات، التي ينظمها سنوياً، إذ أقرّ مجموعة من الشروط التي تُقيّد الأندية وتضعها في موقف صعب للغاية، خاصة التي تعاني أزمات مالية، رغم أنه منح الأندية مهلة من أجل تسوية الملفات، باعتبار أن معظمها لم يكن مستعداً لهذا الموقف الجديد، ولكنه ينوي تشديد المراقبة في المواسم المقبلة.
وشرع "كاف" في القيام بتعديلات على مسابقاته، منذ عدة مواسم، عبر البحث عن بطولات جديدة لتطوير مستوى التنافس، وكذلك تأمين عائدات مالية أفضل وتحسين مواردها، وفي هذا الإطار استُحدثث مسابقة "الأفريكان ليغ" في الموسم الماضي، والتي ينوي الاتحاد الأفريقي تنظيمها مجدداً في الموسم الجديد، ولكنه لم يُعلن التفاصيل الكاملة لهذه المسابقة التي شاركت فيها ثمانية أندية، خلال الموسم الماضي، في نسخة لم تحقق نجاحات كبيرة.
من جهة أخرى، وبناءً على شروط الاتحاد الدولي لكرة القدم، فإن الاتحاد الأفريقي بدأ يفرض معايير جديدة على مختلف الاتحادات، حتى يسمح للدول بالمشاركة في التصفيات واحتضان المباريات على أراضيها، ولهذا فإن العديد من المنتخبات اضطُرت إلى اللعب بعيداً عن جماهيرها في تصفيات كأس العالم، بسبب القيود الجديدة.
وفرض الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، على مختلف الاتحادات المحلية، خلال الموسم الجديد، حرمان الأندية من المشاركة في المسابقات التي تنظمها في حال كانت لها نزاعات مالية ولم تقم بحلها، ولهذا لم تعد المخاطر تشمل المسابقات الدولية فقط، بل طاولت الآن المسابقات المحلية، ولهذا وجدت العديد من الأندية نفسها في موقف صعب للغاية من أجل سداد الديون وفض النزاعات لتفادي العقوبات التي قد يتم فرضها، وبالتأكيد أُبْقِي على عقوبة الحرمان من المشاركات الدولية، ولهذا سارع العديد من الأندية إلى تسوية ملف الديون قبل تجاوز المدة المحددة، وقد كان فريق الملعب التونسي، مهدداً بالغياب، إذ كان مطالباً بتوفير مبلغ مالي يقارب 600 ألف دينار، حتى يمكنه المشاركة في مسابقة كأس الكونفيدرالية الأفريقية، وقد تحرك الاتحاد التونسي لكرة القدم وكذلك وزارة الرياضة التونسية من أجل مساندة مجهودات إدارة النادي لتحصيل المبلغ المالي، وهو ما تمّ فعلاً.
وتبدو أندية شمال أفريقيا أساساً، المهددة أكثر بالقوانين الجديدة، التي فرضها الاتحاد الأفريقي، ذلك أن العديد من الفرق تواجه أزمات مالية خطيرة، بعد ضعف الموارد المالية مع تزايد المصاريف والتي تنصب أساساً على الصفقات التي تقوم بها، وكذلك رواتب اللاعبين والمدربين، فقد دفع التنافس القوي بين الأندية إلى ارتفاع أسعار النجوم والمزايدة على الصفقات، لتجد الأندية نفسها في مواجهة الديون الكثيرة وعقوبات الاتحاد الدولي لكرة القدم.
وقد أنشأ الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، منصة رقميّة يتم تحديثها دوريّاً، تتضمن معلومات عن الأندية التي تمّت معاقبتها من خلال منعها من عقد الصفقات، وبالاطلاع عليها، نجد الكثير من الأندية العربية، خاصة من شمال أفريقيا التي لم تنجح في تسوية النزاعات، وتتنوع عقوبات الاتحاد الدولي ما بين المنع من التعاقدات إلى حين الخلاص، أو تسليط عقوبة المنع لفترات محددة بسبب تراكم الملفات، في وقت مرّ فيه "كاف" إلى عقوبات أخرى، وهي الحرمان من المشاركة، وهذا القانون سيدفع الفرق العربية إلى تفادي الإنفاق بنسب تتجاوز مواردها المالية، إضافة إلى ضرورة تفادي المزايدات التي تجعل الأندية تدفع أموالاً كثيرة من أجل دعم صفوفها بصفقات أجنبية.
وقياساً بسائر فرق القارة السمراء، فإن أندية شمال أفريقيا، هي التي تحرّك "الميركاتو" بصفقات كبيرة، ولم تعد تلاحق اللاعبين في فرق أفريقية، بل أصبحت تتعاقد مع نجوم من دوريات أوروبية وهذا ما كلفها غالياً، لأن العديد من الفرق كانت مهددة بالعقوبات مثل الرجاء والوداد من المغرب، والأفريقي والصفاقسي والنجم من تونس، والزمالك من مصر، كما أن أندية أخرى تعرضت للعقوبات في المواسم الماضية، ولكن بعد القرارات الجديدة التي أصدرها "كاف" ورفع سقف العقوبات، فإن الأندية ستكون مجبرة هذه المرة على تفادي الأزمات المالية.