حقق المنتخب السنغالي تأهلاً تاريخياً آخر في نهائيات كأس العالم، وبلغ الدور ثمن النهائي لنسخة 2022 بعد تألقه أمام الإكوادور وفوزه بهدفين مقابل واحد، أمس الثلاثاء. ولم يكن التأهل صدفة بل بفضل جهد مجموعة من اللاعبين الموهوبين وعلى رأسهم المدافع كاليدو كوليبالي.
وظهر مدافع نابولي الإيطالي في الوقت المناسب بهدف الفوز وحصد النقاط الثلاث، واختير الأفضل في المباراة القوية التي تساوت فيها فرص التأهل، لكن الكلمة الأخيرة عادت إلى بطل كأس أمم أفريقيا في نسختها الأخيرة.
عائلة تناضل لأجل العيش
سعت عائلة كوليبالي (31 سنة) خلف طلب القوت اليومي عبر إصرار الوالدين على العمل، وكان هدفهما توفير العيش الكريم حتى إن اضطرت الوالدة للعمل في مجال تنظيف بشوارع فرنسا بعدما قررت برفقة زوجها الهجرة، فضمنا طفولة عادية لنجليهما كاليدو الذي غيّر حياتهما نحو الأفضل.
عبقري في الدراسة وعلى الميدان
اشتهر كوليبالي بعبقريته عندما كان طالباً، حيث مزج بين ولعه بكرة القدم ومطالب والديه بضرورة التعلم واكتساب القدر الكافي والشهادات التي تسمح بتوظيفه عند بلوغه السن القانونية، وهو ما نفّذه الطفل بما أنه كان مشهوداً له بحسن أخلاقه.
2012 عام الشهرة
خاض كاليدو مجموعة من التجارب مع الأندية الصغرى في فرنسا لغاية بلوغه نادي ميتز، وفي 2012 جاءته الفرصة التي كان ينتظرها منذ الطفولة، بعدما انتقل إلى نادي جينك وفاز بكأس بلجيكا، وهو ما أثار انتباه نادي نابولي الذي ضمّه عام 2014.
نابولي يحقق الأحلام
ككلّ لاعب كرة القدم، انتظر كاليدو الفرصة لحمل الكؤوس وتحقيق الألقاب، وفتح نادي نابولي له الأبواب ليفوز بكأس إيطاليا، وبلغ وصافة الدوري في ثلاث مناسبات، كما حقق كأس السوبر الإيطالي في أول موسم يقضيه معه.
تشلسي وكأس أفريقيا
عاش كوليبالي ذكريات مميزة في الموسم الأخير، بعدما نجح في الفوز بلقب كأس أمم أفريقيا وحقق حلم السنغاليين الذين انتظروا هذا اللقب طويلاً، واستمرّ تألقه ليفتح له أبواب اللعب في الدوري الإنكليزي الممتاز عبر بوابة نادي تشلسي.
كوليبالي يقع في العنصرية
مخطئ من يعتقد أنّ حياة كاليدو كوليبالي مفروشة بالورود، أو أنّ النجاحات تغطي على الأحداث المؤسفة التي وقع ضحيتها، ففي عام 2016 أطلق عشاق نادي لاتسيو صافرات استهجان وإساءات عنصرية تجاه السنغالي، وتكررت في مباريات ثانية مثل التي خاضها ضد إنتر ميلان.
الجبل K2
لقب عشاق النجم السنغالي محبوبهم بحرف ورقم هو K2، وقد يعتقد البعض أنّ الحرف يشير إلى مطلع لقبه العائلي، لكن الحقيقة أنّ العبارة هي اسم جبل في آسيا يعرف أيضاً بقمة "غودوين أوستن"، وهو ثاني أعلى جبل في العالم بعد قمة إيفرست، ويشير إلى طريقة لعبه واستحالة مرور المهاجمين من أمامه وكأنه جبل شامخ، حسب ما يصفه موقع "لايف بلوغر" في نسخته الإنكليزية.
ما سرّ شارة مباراة الإكوادور؟
حمل كاليدو كوليبالي شارة القيادة كعادته في مباراة كأس العالم ضد الإكوادور، وكانت مباراة حاسمة لبلوغ الدور ثمن النهائي، لكن الغريب أنه دوّن عليها رقم 19، وهو رقم ارتداه أسطورة منتخب "أسود التيرنغا"، بابا بوبا ديوب الذي توفي قبل سنوات لمعاناته من المرض.
من هو بابا ديوب؟
حرص كاليدو على تسليط الضوء على بابا ديوب خلال القمة العالمية التي احتضنتها قطر في أول مونديال عربي، وبابا بوبا ديوب هو نجم سنغالي اشتهر بتسجيله هدفاً في شباك فرنسا خلال مونديال 2002، وسجل هدفاً آخر في مباراة ثانية، كما حقق إنجازاً تاريخياً لبلده ولأفريقيا عبر بلوغ الدور ربع النهائي، وتوفي قبل سنتين تماماً من تاريخ اليوم.
تألق في مونديال قطر
وقاد كوليبالي زملاءه للتفوق على الإكوادور بهدف رائع، وضمن التأهل للدور ثمن النهائي من كأس العالم 2022، كما وقف حائطاً صلباً أمام عدة هجمات حاول من خلالها المنتخب الأميركي الجنوبي أن يسجل، ليسجل هو نفسه ضمن قائمة أفضل المدافعين في الدور الأول.