سادت حالة من الخوف والرعب بين أعضاء مجلس إدارة نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي، بعدما علموا من وسائل الإعلام البريطانية أن النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو أعطى موافقته بشكل نهائي، حتى يكون لاعباً في صفوف الغريم التاريخي مانشستر سيتي.
ومع تزايد الأخبار، يوم الخميس الماضي، سارع المدرب النرويجي أولي غونار سولشاير إلى الحديث مع دائرته المقربة في مجلس إدارة مانشستر يونايتد، وأبلغهم شفهياً بوجوب التحرك على وجه السرعة وعدم الانتظار، بحسب ما ذكره موقع "ذي أثلتيك" البريطاني، الذي كشفت كواليس ما حدث خلال الأيام الماضية.
وأدرك سوشاير ومحيطه أنّه إن لعب البرتغالي تحت قيادة المدرب الإسباني بيب غوارديولا، وبقميص مانشستر سيتي، فإنّ العواقب ستكون كبيرة على يونايتد، لأنّ السماح لأسطورة "الشياطين الحُمر" باللعب مع الخصم التاريخي من دون قتال في سوق الانتقالات سيضر صورة النادي في أعين اللاعبين الحاليين والمشجعين أيضاً.
ورسم سولشاير خطة سريعة، أهمها الفوائد التي سيجلبها رونالدو عند عودته مرة أخرى إلى ناديه السابق، ما جعله يجري مكالمة هاتفية مع إد وودوارد، الرئيس التنفيذي للنادي، حتى يعلم قدرة الإدارة على الدخول بشكل جاد، والتفاوض مباشرة مع وكيل اللاعب خورخي مينديز ويوفنتوس الإيطالي.
لكن المفاجأة الكبيرة بالنسبة للمدرب النرويجي كانت عندما أبلغه إد وودوارد بأنه موافق، وسيبدأ مباشرة المفاوضات مع إدارة يوفنتوس، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لسولشاير، فالمهم هُنا هو رأي النجم البرتغالي. لذلك استعان بأساطير اليونايتد والمدير الفني السابق الاستكلندي السير أليكس فيرغسون.
وبدأت شبكة أساطير مانشستر يونايتد العمل على مدار 24 ساعة كاملة، حتى إنّ االسير فيرغسون قام بمكالمة رونالدو بشكل مُباشر، وضغط على وكيل أعماله خورخي ميندز، حتى ينتقل إلى "الشياطين الحُمر"، ويصرف نظر البرتغالي نهائياً عن مانشستر سيتي.
وتدخل المدافع الصخرة الدولي الإنكليزي السابق ريو فرديناند شخصياً في القضية، وعمل نيابة عن إدارة مانشستر يونايتد، عبر حديثه الطويل مع صديقه رونالدو، وصارحه في المُكالمة الهاتفية بأن الرحيل إلى الغريم مانشستر سيتي سيجعله يمحي إرثه العظيم في "الشياطين الحُمر".
وأظهر أسطورة يونايتد السابق فرديناند حزمه الكبير أثناء تقديم النصائح لرونالدو في حديثه معه، وأبلغه بالأذى الذي يشكله رحيله إلى "السيتي"، فيما حاول إقناعه بضرورة العودة مرة أخرى إلى "الشياطين الحُمر"، والفرحة التي سيرسمها على وجوه الجماهير.
وظلّ فرديناند صاحياً حتى فجر يوم الجمعة وتأكد من قيام إدارة مانشستر يونايتد بالتحرك الفعلي مع نظيرتها في يوفنتوس، فيما طلب من اللاعب البرتغالي برونو فرنانديز الضغط على رونالدو، بالإضافة إلى التواصل مع الفرنسي باتريس إيفرا، صديق البرتغالي المقرب.
وتواصل لاعب يونايتد وأسطورته السابق بالفعل مع رونالدو، حتى إن باتريس إيفرا قام بتوجيه ملاحظات صوتية على موقع التواصل الاجتماعي "واتساب"، من أجل إقناع "صاروخ ماديرا" بالعودة مرة أخرى إلى ناديه السابق، وثنيه عن فكرة الذهاب إلى مانشستر سيتي.
وفي تمام الساعة 01:15 بتوقيت المملكة المتحدة يوم الجمعة، ظهر أولي غونار سولشاير في مؤتمره الصحافي الاعتيادي قبل بداية منافسات الدوري الإنكليزي وعلامات السعادة بادية على وجهه، لأن الإدارة قامت بمهمتها على أكمل وجه.
وتحدث سولشاير إلى وسائل الإعلام بقوله: "كريستيانو هو أسطورة هذا النادي وأعظم لاعب في كل العصور، وإذا سألتني، كنت محظوظاً بما يكفي للعب معه ولقد دربته عندما حصلت على وظيفتي أحد افراد طاقم سولشاير ومساعد كريستيانو بالتسديدات والإنهاء".
وتابع "دعونا نرى ما سيحدث مع كريستيانو. كل من لعب معه لديه نقطة ضعف بالنسبة إليه، ولطالما كان لدينا تواصل جيد معه وكان برونو يتحدث معه، إنه يعرف ما نشعر به تجاهه وإذا كان سيبتعد عن نادي يوفنتوس، فهو يعلم أننا هنا من أجله".
وبعد حديث سولشاير، أدركت وسائل الإعلام العالمية أن رونالدو قام بإعطاء موافقته على العودة إلى يونايتد مرة أخرى، لكن في الوقت نفسه، كانت إدارة "الشياطين الحُمر" تسابق الزمن، حتى قامت بالإعلان المثير في تمام الساعة 04:53 عصراً بتوقيت المملكة المتحدة، عندما كشفت عن قيمة صفقة أسطورتها، حيث بلغت التكلفة 15 مليون يورو مع 8 ملايين يورو كإضافات، وعقد لمدة عامين.
لكن قبل كل التفاصيل التي حصلت منذ الخميس الماضي حتى إعلان صفقة رونالدو مساء الجمعة، كيف حصل كل ذلك؟
مع نهاية بطولة كأس الأمم الأوروبية 2020، حاول خوروخي ميندز، وكيل رونالدو، التواصل مع إدارة يونايتد، لكن أعضاء مجلس الإدارة لم يظهروا أي اهتمام بالصفقة، خوفاً من رد فعل يوفنتوس الإيطالي ورئيسه أنييلي.
ولم يجد مينديز أمامه سوى التواصل مع مانشستر سيتي، الذي وافق بشكل فوري على الصفقة، وقام رونالدو بإبلاغ زملائه في يوفنتوس بما سيحدث، وبأنه سينضم إلى بطل "البريميرليغ"، وسيلعب تحت قيادة بيب غوارديولا.
استخدام ورقة مانشستر سيتي بخطة مينديز جعلت ناقوس الخطر يدق لدى إدارة يونايتد، التي تلقت سيلاً عارماً من الانتقادات، وبخاصة من قبل الجماهير، التي قام بعضها بإحراق قميص الأسطورة، في حين اعتبر الكثير أن ما يحدث هو خيانة لتاريخ "الشياطين الحُمر".
صحيح أن الصفقة حدثت، لكن كل شيء كان من المُمكن أن يتغير لو وافقت إدارة ريال مدريد الإسباني على طلب رونالدو، الذي اتصل مباشرة بالمدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، وأبلغه برغبته في العودة إلى "الملكي" مرة أخرى، لأنه لا يشعر بالراحة مع يوفنتوس، وطلب منه الضغط على فلورنتينو بيريز.
كان أنشيلوتي صريحاً مع رونالدو، وأبلغه بأن فلورنتينو بيريز، رئيس نادي ريال مدريد، لا يُفكر به، ليغلق الباب أمام البرتغالي، الذي ذهب مع وكيل أعماله إلى التفكير في كيفية الخروج من يوفنتوس، لكن كل شيء الآن أصبح من الماضي، وبات "صاروخ ماديرا" لاعباً في يونايتد.