ماركو رويس: حكاية الفتى المدلل لدورتموند و"ملك الوفاء"

يملك ماركو رويس عدة ألقاب مثل الزجاجي، ملك الإصابات، المنحوس، لكن لا يمكن إنكار حقيقة أن قائد بوروسيا دورتموند، يعد رمزاً للوفاء، الالتزام، الإصرار، التضحية، بعد ما عاشه خلال 11 عاماً في صفوف "أسود الفيستفاليا".

وعاش صاحب الـ33 سنة حكاية صعبة مع فريق بوروسيا دورتموند، الذي انضم إليه في سوق الانتقالات الشتوية عام 2012، بعدما لاحقته لعنة الإصابات، وشكلت كابوساً حقيقياً حرم أحد أفضل نجوم الدوري الألماني خلال السنوات الماضية، من المشاركة مع "المانشافت" في بطولات كأس العالم.

حكاية الفتى المدلل لنادي بوروسيا دورتموند لم تكن سهلة، ولا يتسع تقريرنا لسرد جميع تفاصيلها، إلا أنه يمكننا وصف ما فعله خلال السنوات الماضية، بإعطائه لقب "ملك الوفاء"، نظراً لرفضه جميع المُغريات والعروض، التي تلقاها من أندية ريال مدريد، برشلونة، أرسنال، تشلسي، مانشستر يونايتد، بالإضافة إلى العملاق بايرن ميونخ.

بقاء رويس مع فريق بوروسيا دورتموند لم يكن سهلاً، خاصة أنه عاصر جميع الأسماء اللامعة في تاريخ كرة القدم الحديث، وتجمعه بهم علاقة صداقة قوية، ولا تنسى الجماهير الرياضية ما فعله مع روبرت ليفاندوفسكي، الذي رحل في عام 2014 إلى بايرن ميونخ، وعانقه واستقبله بترحاب كبير في أول "كلاسيكو" جمع بينهما في الدوري الألماني.

شاهد رويس إلكاي غوندوغان يرحل إلى مانشستر سيتي، بيير إيميريك أوباميانغ يغادر إلى أرسنال، وودع عثمان ديمبيلي، الذي وافق على عرض برشلونة الإسباني، وجادون سانشو الذي اتجه إلى فريق مانشستر يونايتد الإنكليزي.

ولم يكن رويس سعيداً وهو يشاهد صديقه الأميركي كريستيان بوليسيتش يذهب إلى تشلسي، فيما احتفظ بالذكريات مع النرويجي، إرلينغ هالاند، الذي شق طريقه الجديد في مسيرته الاحترافية، بعدما وافق على عرض مانشستر سيتي، وأصبح أفضل لاعب في "البريميرليغ" لموسم 2022/2023، وهدّاف دوري أبطال أوروبا، وبات على مشارف حصد اللقب القاري.

كرة عالمية

التحديثات الحية

برناردو سيلفا.. حكاية "ميسي الصغير" الذي قهر ريال مدريد في الأبطال

رحل الجميع وحصدوا الألقاب المحلية والقارية، وبقي ماركو رويس مع دورتموند يصارع ويقاتل في سبيل تحقيق أول لقب دوري في مسيرته الاحترافية، متسلحاً بحب الجماهير العريضية لـ"أسود الفيستفاليا"، التي تعتبره من أهم الأساطير، الذين مروا بتاريخ الفريق، لكنه فشل بالنهاية، بسبب حصد فريق بايرن ميونخ اللقب في اللحظات الأخيرة.

كل ذلك لا يمنع اعتبار الفتى المدلل لنادي بوروسيا دورتموند، حصد احترام الجماهير الرياضية، وأصبح "ملك الوفاء"، بعدما استمر في مسيرته مع "أسود الفيستفاليا"، وهذا الأمر بات عملة نادرة خلال السنوات الماضية في عالم "الساحرة المستديرة".