سار الموهبة محمد زيبا في طريق نفق مظلم بحثاً عن طرفه المشع، وخطى أول خطوة من بلده بوركينا فاسو، بغاية تحقيق حلمه المتمثل في أن يُصبح لاعب كرة قدم محترف، لكن مخططه كان جريئاً بالنسبة لصبي لا يتجاوز عمره 13 عاماً.
وروت صحيفة "آر إم سي سبورت" الفرنسية قصة مجنونة عن اللاعب، إذ قطع قارة كاملة وجانب الموت في أكثر من مرة، لكي يحقق هدفه ويُحول حياته من فقر مُدقع طارده ببلده، إلى حياة كريمة بفضل كرة القدم.
رحلة سنتين ومسيرة في الصحراء
في سن مبكرة جداً، اتخذ محمد زيبا قرار السفر سيراً من بوركينا فاسو نحو الجزائر، وقطع الصحاري والأدغال، وصولاً إلى الصحراء الجزائرية الكبرى، ومخاطر الموت فيها عطشاً، لكن إرادته قتلت الصعاب، فواصل مسيره صوب المغرب.
مغامرة على قوارب الموت
وبمساندة من شقيقه الذي حاول مساعدته على إيجاد طريقه، بلغ زيبا شمال المغرب بحثاً عن سبيل لقطع البحر الأبيض المتوسط والوصول إلى إسبانيا، وكانت أول محاولة على قارب مطاطي غرق وهو عليه وسط المياه، ولحسن الحظ أن قوات خفر السواحل المغربية التقطته وأعادته إلى أراضيها.
محاولة ثانية وبداية الحلم
ولم يفقد البوركينابي الأمل، فواصل البحث عن تحقيق حلمه بمحاولة ثانية، كانت مثمرة هذه المرة، وحط الرحال بإسبانيا ثم توجه إلى فرنسا، وسمح له سنه، الذي لم يتجاوز 16 عاماً، بأن يبيت في فندق خاص بالأشخاص غير البالغين.
ميدان صغير يفتح أبواب الشهرة
ولعلّ للصدفة دوراً مهماً في هذه القصة، إذ تردد محمد زيبا إلى ميدان محاذ للفندق من أجل لعب كرة القدم للترويح عن نفسه، ليأتي اليوم الموعود، عندما التقى سامبا سيديبي الذي شاهده يداعب الكرة بمهارة، فاقترح عليه أن يُصبح مدربه الشخصي.
علاقة صداقة وانطلاقة مع ناد فرنسي
ولم يختر سامبا سيديبي اللاعب البوركينابي عن فراغ، فبعد فترة قصيرة واقتناعه بقدراته، قرر أن يعرضه على صديقه مدرب نادي بوبيني بضواحي باريس، لتكون نقطة انطلاقة له من أجل مواجهة مواهب أندية كبيرة.
زيبا يقود بوبيني لإنجاز تاريخي
وأثبت محمد زيبا علو قدمه سريعاً، فبعد أشهر قليلة مع نادي بوبيني، نجح في قيادته إلى تحقيق إنجاز تاريخي، بعد أن أهل زملاءه للعب الدور ربع النهائي لمنافسة كأس غامبارديلا، التي تشارك فيها الفئات السنية لفرق الدوري الفرنسي بدرجته الأولى وأندية ثانية، فقدم تمريرتين حاسمتين بعد مشاركته بديلاً في آخر نصف ساعة، بعد تأخرهم في النتيجة بهدفين نظيفين.