استمع إلى الملخص
- الإعلامي أشرف مطر عبّر عن حزنه لتحول الملعب من مكان للرياضة إلى ملجأ، مؤكداً على عدم استسلام أسرة الكرة الفلسطينية وإعادة الحياة للملاعب بعد الحرب.
- دمرت الحرب 83 منشأة رياضية في فلسطين، وتحولت ملاعب أخرى إلى مراكز إيواء ومستشفيات ميدانية، مع استشهاد ستة مواطنين في محيط ملعب فلسطين.
تحوّل ملعب فلسطين الدولي في مدينة غزة إلى مركز إيواء للنازحين، بعدما دمر الاحتلال الإسرائيلي محيطه، وجزءاً من مدرجاته، في حرب الإبادة التي يشنها على الشعب الفلسطيني منذ السابع من شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وذكر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم أن الملعب الذي كان يتجهز لاستضافة المباريات الدولية المعتمدة، حسب خطة مشتركة بين الاتحادين الفلسطيني والآسيوي لتطويره، تحوّل الآن إلى "ملجأ للنازحين الذين فروا من ويلات القصف، ليصبح شاهداً على أحلامٍ كانت هنا وانطفأت".
وأكد الإعلامي الرياضي أشرف مطر، في حديث خص به "العربي الجديد"، أنه يشعر بألم كبير تجاه ما حدث لملعب فلسطين، مضيفاً: "خلال تغطيتي الأحداث الرياضية طوال 30 عاماً، لم أتوقع تحول ملعب رئيس، كملعب فلسطين، إلى مركز إيواء للنازحين. الآن أتابع الصور، وأشعر بكثير من الألم والحسرة، إذ إن ملعباً لكرة القدم لا يجب أن يحتضن سوى آلاف الجماهير العاشقة التي زينت جنباته طوال السنوات الماضية من عمر المنافسات الكروية في فلسطين، بدلاً من احتضانه الأسر النازحة".
وأضاف مطر، الذي شارك في تغطية زيارة نادي الزمالك المصري التاريخية إلى ملعب فلسطين عام 2000، ثم حضور نادي الوحدات الأردني إليه في العام نفسه: "استضاف الملعب مباراتين من أهم المباريات في تاريخ الكرة الفلسطينية، إذ شهد مواجهة منتخب فلسطين وفريق الزمالك المصري في مباراة ودية تاريخية حضرها عشرات الآلاف من الجماهير العاشقة، ثم استضاف نادي الوحدات الأردني في مواجهته اتحاد الشجاعية الفلسطيني ضمن لقاءات بطولة أبطال الكؤوس الآسيوية، وكنا نتمنى، خلال السنوات الماضية، تكرار مثل هذه الزيارات، ولكن ذلك لم يحدث".
وفي ما يتعلق بمستقبل ملعب فلسطين، وغيره من الملاعب الفلسطينية التي تحولت إلى مراكز للإيواء منذ السابع من شهر أكتوبر العام الماضي، أكد مطر في حديثه لـ"العربي الجديد": "تعرض ملعب فلسطين للقصف في عام 2006، وللدمار في عام 2012، ورغم ذلك أُعيد تشييده عام 2017، وهذا ما حدث مع ملاعب فلسطينية أخرى؛ إذ لم تستسلم أسرة الكرة الفلسطينية أمام كل أشكال الدمار، ولا أتوقع أن تستسلم هذه المرة، بل ستعود الحياة إلى هذه الملاعب فور وقف حرب الإبادة".
ويتسع ملعب فلسطين الدولي لقرابة عشرة آلاف مشجع، وهو أحد الملاعب التي جرى تأسيسها في مرحلة عودة السلطة الوطنية الفلسطينية إلى أرض فلسطين منتصف تسعينيات القرن الماضي، ويصنف ملعباً رئيساً لأندية مدينة غزة ومنتخب فلسطين، وكان الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم قد أشار في وقت سابق إلى نية تغيير أرضيته المعشبة في مشروع تطويره، وتحسينه، لكن المشروع توقف بعد أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وتحوّلت ملاعب: الشهيد محمد الدرة في دير البلح، واليرموك في مدينة غزة، وخانيونس البلدي، إلى مراكز إيواء للنازحين خلال حرب الإبادة الحالية، فيما دمر الاحتلال 83 منشأة رياضية في فلسطين، كلياً أو جزئياً، منها 64 منشأة في قطاع غزة، إلى جانب تحول ملعب رفح البلدي إلى مستشفى ميداني، حسب بيان الاتحاد الفلسطيني الأخير، الذي نشره في الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، حول حصيلة الدمار الذي حل بالرياضة الفلسطينية منذ أحداث السابع من أكتوبر 2023.
وكانت المصادر الطبية في فلسطين أعلنت استشهاد ستة مواطنين في محيط ملعب فلسطين، إثر غارتين إسرائيليتين استهدفتها المكان في السادس من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، في خبر تكرر مرات عدة أثناء حرب الإبادة المستمرة على الشعب الفلسطيني.