ستكون مهمة منتخب ساحل العاج صعبة، عندما يواجه الأربعاء منتخب الكونغو الديمقراطية، في نصف نهائي كأس أمم أفريقيا لكرة القدم، فرغم أنّ "الفيلة" سيحظى مجدداً بدعم الجماهير إلا أن ذلك لن يكون كافياً من أجل تفادي وداع البطولة.
وفي الواقع، فإن منتخب ساحل العاج يواجه إشكالاً يتعلق بكثرة الغيابات في صفوفه بسبب العقوبات إثر طرد لاعبين في ثمن النهائي، فضلاً عن الإصابات التي طاولت اللاعبين في المباريات الأخيرة وجعلت المدرب الفرنسي إيميرس فاييه غير قادر على الاعتماد على التشكيل الأساسي إلى حدّ الآن.
ومنذ بداية البطولة، واجه منتخب البلد المضيف الكثير من العراقيل التي كلّفته التأهل بشبه معجزة حيث كان قريباً من وداع المسابقة منذ الدور الأول، وطبعاً فإن حلوله ثالثاً في مجموعته جعله يواجه منتخبات قوية في بقية الأدوار، ما تطلب منه مضاعفة المجهود.
منتخب ساحل العاج وقوة الشخصية
يعاني منتخب ساحل العاج من ضعف دفاعه، بما أن شباكه اهتزت في آخر 4 مباريات توالياً في البطولة، ولم يصمد إلا في مواجهة منتخب غينيا بيساو الضعيف، وبالتالي فإن المدرب فاييه مجبر على إيجاد خيارات جديدة تضمن له تفادي ضغط المنافسين خاصة وأنه في مواجهة مالي كان عرضة للعديد من الهجومات الخطيرة، ولكن الحظ أسعفه في الكثير من المناسبات وساعده على تفادي قبول هدف ثانٍ كان سيقلب المعادلة بشكل كامل، ويحرمه من التأهل إلى نصف النهائي.
وقد نجح منتخب "الفيلة" في تخطي مشكلة الغيابات وضعف الدفاع، بفضل قوة شخصية لاعبيه وإصرارهم، فبعدما وقف الحظ إلى صفهم ليمنحهم بطاقة التأهل الأخيرة إلى ثمن النهائي، كسبوا التحدي أمام منتخب السنغال بعودة كانت تبدو مستحيلة قبل دقائق قليلة من ضربة النهاية.
وعاد رفاق فرانك كيسييه ليثبتوا قوة شخصيتهم في ربع النهائي أمام مالي بعدما خاضوا معظم فترات اللقاء في نقص عددي، وتقدم منافسهم في النتيجة ولكنهم خطفوا هدف التعادل في آخر دقيقة من الوقت الأصلي وسجلوا هدف التأهل في آخر دقيقة من الحصة الإضافية الثانية وهي معطيات تؤكد أن لديهم الثقة في قدراتهم التي ساعدتهم على العودة من بعيد، وقوة الشخصية ستكون سلاحهم في مواجهة الكونغو الديمقراطية.