- تراجع مستوى المنتخب مستمر، مع 6 انتصارات فقط في 21 مباراة بين 2023 وأوائل 2024، وغياب خطة واضحة من الاتحاد اللبناني لكرة القدم لمعالجة التراجع ومشاكل الدوري.
- الحاجة ماسة لتجديد صفوف المنتخب بإدخال عناصر شابة وتطوير الوضعية الفنية لتجنب نتائج كارثية جديدة، مع وجود لاعبين شباب في الدوري اللبناني بالمميزات الفنية اللازمة.
يستمر منتخب لبنان في دوامة خيبات الأمل والانتكاسات المتتالية في كرة القدم، خصوصاً في التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة إلى بطولتي كأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027، وذلك بعد الخسارة القاسية التي تعرّض لها أمام منتخب أستراليا بخماسية نظيفة في الجولة الرابعة من التصفيات أمس الثلاثاء.
وبعد أن تأهل إلى الدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى بطولة كأس العالم 2022، يواجه منتخب لبنان خطر الخروج من الدور الثاني في تصفيات كأس العالم 2026، والفشل في مواصلة المشوار نحو أدوار متقدمة للمنافسة على فرصة الوصول إلى المونديال لأول مرة في تاريخه.
تراجع مستمر ولا استراتيجية عمل
بين عامي 2023 والشهور الثلاثة الأولى من عام 2024، حقق منتخب لبنان 6 انتصارات فقط في 21 مباراة دولية ودية ورسمية لعبها، وحتى انتصاراته جاءت أمام منتخبات متواضعة، مثل: فانواتو وبنغلادش وبوتان وجزر المالديف والهند، وهذه النتائج هي المعيار الأكبر على ما تشهده الكرة اللبنانية من تراجع كبير ومُستمر.
في عام 2024 فقط، خاض منتخب لبنان 6 مباريات حتى الآن (تعادل وحيد و5 خسائر، من بينها الخسارة أمام كلّ من قطر وطاجيكستان في دور المجموعات لبطولة كأس آسيا 2023 الأخيرة)، بينما في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى بطولة كأس العالم 2026، خسر مباراتين متتاليتين (0-2 ثم 0-5 أمام منتخب أستراليا).
وفي ظل هذا التراجع المستمر، لم يُقدّم الاتحاد اللبناني لكرة القدم أي خطة واضحة أو استراتيجية من شأنها أن تُنقذ منتخب لبنان من الانحدار المستمر في المستوى الفني، الأمر الذي جعل منتخب "الأرز" يتراجع شيئاً فشيئاً، ويفقد حتى قدرته على تقديم مستوىً جيد في المباريات على أرض الملعب.
وهنا تجب الإشارة إلى أن هذه الأزمة تعكس بشكلٍ مباشر المشاكل التي تُعانيها كرة القدم اللبنانية بشكل عام، فبطولة الدوري تُعاني أزمة ملاعب، وليس هناك حلول تلوح في الأفق حالياً؛ ففي وقت تنحصر إقامة المباريات على 3 ملاعب تقريباً فقط، تبرز إلى الواجهة مشكلة العشب الاصطناعي في ملعبين على الأقل، ومِن ثَمَّ ليس هناك ملاعب بعشب طبيعي، مما يُصعّب عملية تطور اللعبة، وإمكانية تطوير مستويات اللاعبين الفنية.
الحاجة لجيل شاب جديد في منتخب لبنان
في ظل النتائج السلبية التي يُسجلها منتخب لبنان، خصوصاً في مباريات عام 2024، يجب أن يدُق الاتحاد اللبناني لكرة القدم ناقوس الخطر من أجل تحسين الوضعية الفنية للمنتخب قبل فوات الأوان، خصوصاً أن جميع المنتخبات الآسيوية وحتى المغمورة منها بدأت في التحسن خلال السنوات الأخيرة.
وربما أفضل ما يُمكن أن يفعله الاتحاد اللبناني لكرة القدم الآن هو البدء في مرحلة التجديد الكبيرة، من خلال دمج العناصر الشابة أكثر، ومنحها فرصاً أكبر في المباريات الدولية؛ لكي تكتسب الخبرة وتُصبح قادرةً على المشاركة بدلاً من العناصر المخضرمة التي مثّلت المنتخب لسنوات طويلة، وحان الوقت لإنهاء رحلتها الدولية وفتح الطريق أمام العنصر الشاب المندفع والمتحمّس.
وفشل الجهازان الفنّيان السابق والحالي، في الاعتماد على عناصر شابة جديدة، رغم انضمام الكثير منها إلى المنتخب الأول في السنوات الأخيرة، لكنّها لا تحصل على فرصٍ حقيقية لفرض نفسها على أرض الملعب، تارةً بسبب استمرار المدربين في الاعتماد على اللاعبين أصحاب الخبرة، وطوراً آخر بسبب عدم استدعاء لاعبين شباب جُدد يمكنهم تغيير الواقع الفني لمنتخب "الأرز".
وفي بطولة الدوري اللبناني، هناك الكثير من اللاعبين الشباب، الذين يملكون مميزات فنية تمكن الاستفادة منها لتطوير مستوى منتخب "الأرز"، إلا أن هؤلاء اللاعبين لا يحصلون على فرص كافية للعب حتى مع أنديتهم، مما يُصعّب عملية اختيارهم لتمثيل المنتخب الأول في المستقبل، وهذه مشكلة أخرى يجب أن يتعامل معها الاتحاد اللبناني لكرة القدم بسرعة من أجل تجنّب تسجيل نتائج كارثية جديدة في المباريات المقبلة.