صنعت النجمة سيمون بايلز، المجد على مستوى رياضة الجمباز، بعدما حصلت البطلة الأميركية، على 30 ميدالية مختلفة على مستوى بطولة العالم والأولمبياد.
وعندما صعدت صاحبة الـ 24 عاماً إلى بساط أولمبياد طوكيو، كانت في مهمة لتعزيز مكانتها كأفضل لاعبة جمباز في كل العصور، وهي التي سميت 4 حركات جمباز "مستحيلة" سابقاً باسمها.
ومع ذلك، وبصدمة مبكرة للفريق الأميركي، اضطرت النجمة إلى الانسحاب من نهائي فريق الجمباز للسيدات، أمس الأربعاء، بعد هفوات غير معهودة في جولات التصفيات، لتؤكد بعدها أنّ صحتها الذهنية أهم من الرياضة.
ونظراً لأنّ مستقبلها في المنافسة غير واضح حتى الآن، يمكن لبايلز أن تستمد قوتها على الأقل، من الأزمات الأكثر صعوبة، التي تغلبت عليها في الماضي.
ونشأت نجمة الجمباز، في دار رعاية بعد ابتعادها عن والدتها المدمنة على الكحول، التي واجهت معها مشاكل عدة، قبل أن يتبناها أجدادها، الذين تناديهم بـ"أمي وأبي".
وتحدثت بايلز بشجاعة في وقت سابق، عن الاعتداء الجنسي الذي تعرضت له على يد طبيب فريق الجمباز الأميركي المسجون، لاري نصار، وكان عليها أيضاً أن تتعامل مع تهمة القتل المؤلمة لشقيقها، قبل أن تتم تبرئته.
نشأت سيمون بايلز في أوهايو، وواجهت طفولة صعبة إلى جانب شقيقتيها، أدريا وآشلي، وشقيقها تيفين، حيث غادر والدها المنزل عندما كانت صغيرة جداً، بينما كانت والدتها تكافح لمواجهة أزمة تعاطي المخدرات، في الوقت الذي كانت فيه تطعم دائماً قطة ضالة في منزلها وتحرم أطفالها من الطعام.
وقالت بايلز في تصريحات سابقة: "كبرت، ركزت أنا وإخوتي على الطعام لأننا لم يكن لدينا الكثير منه، أتذكر وجود قطة حول المنزل تطعمها والدتي حين أكون أنا أتضور جوعاً. لا أحب القطط ...لأن قطة الشارع هذه، كانت تطعمها والدتي. لكنها لم تطعمنا أبداً".
وعندما أثار الجيران الأزمة مع الأخصائيين الاجتماعيين، تم نقل الأطفال إلى دار رعاية، قبل أن يتم اصطحاب سيمون في سن السادسة للعيش مع جديها، نيلي ورون بايلز.
وأضافت: "أمي البيولوجية كانت تعاني من تعاطي المخدرات والكحول وعاشت فترة بين السجن وخارجه. لقد أنقذني والداي، (في إشارة إلى جديها)، وهما موجودان لدعمي منذ اليوم الأول. ليس هناك ما يمكنني قوله لهما لأشكرهما بما فيه الكفاية".
حلم الألعاب الأولمبية
وقعت النجمة في حب رياضة الجمباز بسن السادسة، وسرعان ما أدرك مدربوها موهبتها، وأرسلوا خطاباً إلى منزل جديها لحثها على مزيد من التدريب، وبحلول الوقت الذي كانت فيه تبلغ من العمر 14 عاماً، أدركت أنه سيتعين عليها أن تتدرب في المنزل لتحقيق حلمها.
وكانت التضحية بالتأكيد تستحق العناء، فخلال أول ظهور دولي لها في عام 2013، حصدت الألقاب في البطولة الوطنية الأميركية وبطولة العالم، وبحلول دورة الألعاب الأولمبية في ريو 2016، فازت بأربع ميداليات ذهبية.
أزمة الاعتداء الجنسي
بعد فترة وجيزة من الألعاب الأولمبية، ذهل عالم الرياضة عندما ظهرت مزاعم تجاه لاري نصار، طبيب الفريق الأميركي، الذي اعتدى جنسياً على مئات النجمات، متنكراً بزي معالج طبيعي، وفي عام 2018، أضافت سيمون صوتها بشجاعة إلى المزاعم، وكشفت عن تعرضها لاعتداء في بيان على "تويتر".
وحُكم على نصار في عام 2018 بالسجن لأكثر من 300 عام، وأوضحت سيمون أنه بينما احتفظت بتجاربها في البداية، خاصة لأنها لم تكن على مستوى السوء مثل زميلاتها، إلا أنها خلفت عندها أزمة نفسية.
تهمة قتل لاحقت شقيقها
بينما كثفت من تدريبها تحضيراً لألعاب طوكيو 2020، اهتزت تحضيرات سيمون مرة أخرى، عندما اتُهم شقيقها بالقتل، حيث تم القبض على ستيفن بيلسفي في أغسطس/ آب 2019 في ستيوارت بولاية فلوريدا الأميركية، بتهمة تتعلق بحادث تسبب في مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة اثنين آخرين ليلة رأس السنة.
وتم احتجاز شقيق بايلز في سجن مقاطعة ليبرتي في هانتسفيل، بتهمة القتل العمد، حيث خرج بيان مشترك من قسم الشرطة في كليفلاند ومكتب المدعي العام في مقاطعة كوياهوغا فولز بأوهايو، ليؤكد أنّ مشاجرة وقعت بعد حضور "مجموعة غير مدعوة" إلى حفلة في عقار مستأجر، أعقبه إطلاق نار.
وقالت سيمون حينها، في بيان لها عبر صفحتها على "تويتر": "لا يوجد شيء يمكنني قوله يشفي آلام أي شخص، لكنني أريد أن أعبر عن خالص تعازيّ لكل من تضرر من هذه المأساة الرهيبة، أطلب من الجميع احترام خصوصية عائلتي". وفي الشهر الماضي، تمت تبرئة ستيفين من جميع التهم، بعدما قال أحد القضاة، إن النيابة العامة ليست لديها أدلة كافية لإدانته.
في أولمبياد طوكيو حالياً حالة طوارئ بسبب الارتفاع الحاد في حالات كوفيد-19، حيث تم حظر المتفرجين من معظم الأحداث، ما يعني أن سيمون خاضت المواجهات الأولى، دون أن يهتف جداها المحبان لها في المدرجات.
وبينما يترقب العالم ما إذا كان بإمكانها الاستمرار في المنافسات أو لا، ستحتاج سيمون إلى حب كل أولئك الذين ساعدوها، للتغلب على أزمتها الحالية.