من صاحب الفضل على الآخر: الأهلي أم موتسيماني؟

17 يوليو 2021
هل يقود موتسيماني الأهلي نحو لقب جديد؟ (Getty)
+ الخط -

سيكون فريق الأهلي المصري الليلة على موعد مع الكأس العاشرة في مسابقة دوري الأبطال، الثانية على التوالي للمدرب الجنوب أفريقي، بيتسو موتسيماني، صاحب ثلاثة كؤوس مع الفريق المصري في ظرف 9 أشهر وهو على أبواب الرابعة ليحقق رقماً استثنائياً في ظرف وجيز لم يسبق له مثيل في تاريخ الأهلي بعدما توج بدوري الأبطال أمام الزمالك، ثم كأس مصر، وكأس السوبر الأفريقي.

وأفسحت هذه الإنجازات المجال أمام عدد كبير من التعليقات والتحاليل والاستنتاجات في الأوساط الكروية المصرية التي تخوض في جدل كبير حول صاحب الفضل في التتويجات في ظرف وجيز لمدرب أجنبي غامرت به إدارة النادي وهو الذي لم يكن يعرف خصوصيات نادي القرن بجماهيره وإعلامه، فانقسمت الآراء بين من يعتقد بأن موتسيماني صنع الفارق وكان صاحب الفضل لأنه جاء في ظرف عصيب كان يمر به النادي في شهر أوكتوبر/ تشرين الأول 2020، وبين من يعتقد بأن تقاليد الأهلي وقوة تركيبته الفنية واستقرار إدارته هي من سهلت مهمة المدرب.

لم يكن يدرك عشاق الأهلي أن استقالة المدرب السويسري، رينيه فايلر، في شهر سبتمبر/ أيلول 2020 قبل نصف نهائي دوري الأبطال ستكون موعدا جديدا مع التألق بانتداب بيتسو موسيماني عشية مواجهة الوداد المغربي في نصف النهائي، والزمالك في النهائي، رغم ثقتهم في لاعبيهم، لكن المدرب الجنوب الأفريقي لم يكن لديه ما يخسره عندما قبل المهمة، وإدارة الأهلي كانت تملك الجرأة وتثق في إمكانيات الرجل وقدرات لاعبيها على رفع التحدي رغم الضغوطات الكبيرة والشكوك التي كانت تحوم حول صحة الاختيار.

إلى أن جاء التتويج باللقب الافريقي التاسع والكأس السابعة والثلاثين وكأس السوبر الأفريقي السابعة في تاريخ النادي، ما جعل بيتسو موتسيماني اختصاصي كؤوس في ظرف وجيز لم يتعد تسعة أشهر، اجتاز فيه أكبر اختبار في مشواره الفني، وجعل الكثير يعترفون له بالفضل والقدرة على صناعة الفارق في بيئة مختلفة.

البعض الآخر من المحللين اعتبر أن تتويجات موتسيماني هي تحصيل حاصل لمنظومة متكاملة لا تستند فقط إلى المدرب، وكان بإمكان الأهلي التتويج بنفس الألقاب بمدرب آخر يعمل في نفس الظروف الجيدة، وسط محيط مساعد.

ويملك تركيبة بشرية ثرية باللاعبين المتميزين، يتحلون بثقافة الفوز وتقاليد كروية تتوارثها الأجيال، وتقودها إدارة جريئة نجحت في اختيار بديل للسويسري رينيه فايلر، سهلت عملية تأقلمه ووفرت له كل الدعم وشروط النجاح، وكانت صاحبة الفضل الأول في تحقيق أربعة ألقاب في أقل من سنة، لتصل مجددا إلى نهائي دوري الأبطال للموسم الثاني على التوالي بحظوظ كبيرة للتتويج بالعاشرة والتربع على عرش القارة الأفريقية كأكثر فريق متوج بدوري الأبطال.

على الورق، يبدو الأهلي أوفر حظاً للتتويج باللقب أمام فريق كايزر تشيفز الذي يصل إلى المباراة النهائية لأول مرة في تاريخه بعدما خاض أربع عشرة مباراة لم تهتز شباكه فيها سوى ثلاث مرات وصنع مفاجأة البطولة باقصائه للوداد المغربي، مما ينذر بصعوبة المهمة فوق أرضية الميدان.

وهو الأمر الذي يدركه مدرب الأهلي الذي يعرف قدرات مواطنيه على رفع التحدي والبحث عن أول تتويج من نوعه، ستكون قيمته كبيرة لو حدث على حساب الأهلي المصري الذي لا يريد من جهته تفويت فرصة أخرى تجنب فيها مواجهة الزمالك والترجي أو الوداد والرجاء في النهائي، مثلما لا يريد موتسيماني تفويت فرصة تحقيق اللقب الثاني من نوعه على التوالي ودخول تاريخ النادي الأهلي من بوابة لن يخرج فيها من قلوب عشاق الفريق مثلما فعل البرتغالي مانويل جوزيه.    

جماهير الأهلي لا يهمها صاحب الفضل في التتويج الليلة، وفي كل تتويجات الفريق سواء كان لاعباً أو مدرباً، ولا تسأل عن صاحب الفضل على الأخر، لأن الأهلي ليس مجرد فريق يتأثر برحيل أو مجيء أي لاعب أو مدرب، بل هو كيان له رصيد وتقاليد وثقافة، يجتمع حوله كل من ينتمي إلى مكونات الإدارة والطاقم الفني واللاعبين، وحتى الجماهير الوفية التي تتحلى بولاء وانتماء كبيرين للنادي بغض النظر عن اسم المدرب الذي يحقق البطولات.

المساهمون