يوم رفع النجم المصري محمد أبو تريكة رسالته التضامنية الشهيرة، الداعمة لقطاع غزة وفلسطين بوجه العدوان الإسرائيلي، والحرب التي كانت تحصد الأرواح وتخلف الرعب لدى الأبرياء عام 2008، تعرّض لانتقادات واسعة وعقوبات، واتهم بإقحام السياسة بالرياضة.
في البداية كي لا نُفهم بطريقة مغالطة، أنا أؤمن أن الرياضة بوابة لإيصال الرسائل، بالتالي فإن الدعم الذي يلقاه الشعب الأوكراني والأبرياء هناك، بسبب الاجتياح الروسي لأراضيهم، أمرٌ لا أراه غريباً ولا خاطئاً، لأن أبو تريكة كان السباق في ذلك، لأن مشهد الدم والحرب أينما كان هو نقيض لمبادئ السلم والحياة.
أنا أنتقد هنا ازدواجية المعايير لدى الكثير من العاملين في مجال الرياضة وكرة القدم في أوروبا والعالم، يوم رفعت أعلام فلسطين على خلفية أحداث حي الشيخ جراح والتهجير التعسفي لأصحاب الأرض، لقي البعض انتقادات واسعة.
محمد النني ورياض محرز وبول بوغبا وآخرون كانوا مناصرين للفلسطينيين بوجه ما كانت تقوم به سلطات الاحتلال، لكن كثراً في أوروبا خرجوا للقول إن "هذا التصرف يخالف المبادئ الرياضية التي تنصّ على التزام الحياد".
أنا الآن لا أرى الحياد الرياضي حاضراً، لكنني سعيدٌ أنه لم يغب أبداً، دعم أولئك اللاجئين والمهجرين من منازلهم واجب، أولئك الذين يعانون يومياً من ويلات الحرب نفسياً وحتى جسدياً، الدعم من المجتمع الكروي لما يتعرّض له الأبرياء في العالم لا يحتاج إلى الحياد أبداً، من أوكرانيا إلى فلسطين وسورية واليمن والإيغور الخ الخ الخ....
المبدأ واحد فأبو تريكة كان يعلم...