تعود عجلة الدوري السعودي إلى الدوران، بعد التوقف الدولي الأخير الذي فرض ركون الدوريات إلى الراحة، حيث سيكون الموعد انطلاقاً من اليوم الجمعة مع مباريات الأسبوع الـ14 الذي سيكون مثيراً وسط التنافس القوي على المراكز الأولى في الترتيب، وستُقام 4 مباريات في الدفعة الأولى من هذا الأسبوع.
وستكون المواجهة بين الاتحاد صاحب المركز الخامس برصيد 24 نقطة أمام الاتفاق السابع برصيد 22 نقطة من بين أهم المباريات في هذا الأسبوع، بما أن حامل اللقب يُواجه أزمة نتائج في المباريات الأخيرة قادت إلى رحيل مدربه البرتغالي نونو سانتو، الذي أقيل من مهامه بسبب ضعف النتائج رغم كل ما حققه الفريق في الموسم الماضي من نتائج مميزة وخاصة التتويج بالدوري السعودي بعد سنوات طويلة من الانتظار، فالصراع مع نجوم الفريق قاده إلى الرحيل وخسارة خطته.
وتكمن أهمية هذه المباراة في ارتباطها بالظهور الأول للمدرب الأرجنتيني مارسيلو غايردو الذي رفض الكثير من العروض الأوروبية طوال الأشهر الماضية، منذ أن رحل عن فريق ريفر بلايت في الدوري الأرجنتيني، ولكنه في النهاية قبل التحدي مع "العميد" والهدف هو تحقيق أول النجاحات بعيدا عن أميركا، ذلك أن غايردو يُصنف من بين أفضل المدربين في الأرجنتين وترك بصمته مع فريقه السابق رغم أن المهمة في الدوري السعودي ستكون صعبة حتما.
ولن يكون اللقاء سهلاً على نادي الاتحاد الذي لم يظهر منذ بداية الموسم أنه مستعد للدفاع عن لقبه، وظهر ذلك منذ المشاركة في البطولة العربية في السعودية، ولهذا فإن جماهيره قد تتلقى صدمة جديدة رغم أن المباراة الماضية شهدت تألق الفريق بعد رحيل المدرب البرتغالي، حيث حقق انتصارا على فريق أبها واستعاد قوته بتسجيل أربعة أهداف، لكن الوضع سيختلف هذه المرة مع قوة المنافس.
كما أن نادي الاتحاد سيخوض المواجهة في غياب نجمه الفرنسي نغولو كانتي، الذي كان من أفضل اللاعبين منذ بداية الموسم، غير أن الإصابة ستحرم الفريق من خدماته لمدة 3 أسابيع، وبالتالي سيكون الفريق في موقف صعب ومدربه الجديد سيبحث عن خيار جديد في وسط الميدان. وفي الجهة المقابلة، فإن الاتفاق الذي كانت بدايته موفقة يرغب بدوره في استغلال الفترة الصعبة التي يمرّ بها منافسه وسيحاول أن يستغل هذه الوضعية من أجل تحقيق الانتصار، الذي سيضمن له تجاوز الاتحاد في الترتيب العام.
والأهم بالنسبة إلى الاتفاق هو تدارك النتائج السلبية الأخيرة، حيث حقق الفريق انتصاراً وحيداً خلال آخر 6 مباريات في حصاد دون المأمول بلا شك، بعدما توقعت الجماهير أن يكون فريقها متألقاً في هذا الموسم وينافس على المراتب الأولى، كما أن هجومه لم يكن فعالاً وفشل في التهديف خلال آخر مواجهتين في الدوري، وهو مؤشر على أن الفريق لم يعد متماسكاً ومدربه ستيفن جيرارد، قد يتعرض للانتقادات إن لم يعثر على الوصفة التي تساعد الفريق على العودة إلى الانتصارات.
ويملك الاتحاد أسبقية على منافسه في آخر 4 مباريات رسمية بعدما حقق 4 انتصارات وحسم التعادل مواجهة. وتبدو مهمة النصر، صاحب المركز الثاني برصيد 31 نقطة وبفارق 4 نقاط عن الهلال المتصدر، أسهل نسبيا من الاتحاد حيث سيواجه الأخدود صاحب المركز الـ16 برصيد 10 نقاط والمهدد بالهبوط، ولكن الأهم أنه مهدد بأن ينقاد إلى خسارة بفارق كبير في هذه المواجهة، وبخاصة أن الفريق لا يبدو في وضع جيد.
وشهدت نتائج النصر تحسناً كبيراً في المباريات الأخيرة في كل المسابقات، حيث حقق انتصارات مثيرة مكنته من تحسين الترتيب ليصعد إلى المركز الثاني رغم البداية المتعثرة، وظهر الفريق في ثوب البطل في المباريات الأخيرة مع استعادة هجومه الفاعلية رغم تأثير غياب تاليسكا في بعض المواجهات وعدم استقرار أداء النجم السنغالي ساديو ماني، الذيي لم يقدم بعد الإضافة التي تنتظرها منه الجماهير وذلك قياسا بما قدمه مع ليفربول الإنكليزي، سابقا، من عطاء.
ويُعتبر الهجوم نقطة النصر الأساسية هذا الموسم، حيث سجل الفريق 36 هدفاً إلى حدّ الآن في 13 مباراة بمعدل يقارب 3 أهداف في كل مباراة وهو ما جعل الفريق يحتل مركزاً متقدماً في الترتيب، ونجمه الأول رونالدو أمام فرصة من أجل دعم موقفه في صدارة الترتيب الهدافين، حيث سجل "الدون" 13 هدفاً إلى حدّ الآن بمعدل هدف في كل مواجهة، وقد سجل أكثر من فريق الأخدود إلى حدّ الآن الذي سجل 10 أهداف منذ بداية الموسم، كما أن شباكه اهتزت في 20 مناسبة وهي معطيات تقرب النصر من الانتصار، ذلك أنه خلال آخر 11 مباراة في الدوري، انتصر في 10 مباريات وتعثر بالتعادل في لقاء واحد، وتأمل جماهيره ألا يتأثر أداء النجوم بالمباريات الدولية والرحلات الطويلة.
وفي بقية مباريات الجمعة، سيحاول التعاون صاحب المركز الثالث أن يبقى قريبا من النصر والهلال عندما يواجه الرياض، صاحب المركز الـ14، إذ يبدو فريق التعاون الذي صنع المفاجأة في بداية الموسم، الأقرب من أجل الانتصار وإضافة ثلاث نقاط جديدة إلى رصيده بينما يهدف الرياض إلى الهبوط من المراتب الأخيرة في الترتيب بعد البداية المتعثرة.
وفي اللقاء الأخير سيتواجه الطائي صاحب المركز الـ15 برصيد 11 نقطة مع الرائد الذي يملك في رصيده تسع نقاط في المركز الـ17 وما قبل الأخير، وبالتالي فإن كل فريق يرغب في الحصول على ثلاث نقاط ستكون لها قيمة مضاعفة باعتبار التقارب بين الفريقين وبالتالي فإن الفوز سيضمن لصاحبه تحسين الترتيب بشكل كبير.