اقترنت كرة القدم الإنكليزية في السنوات الأخيرة بحوادث عنصرية مخزية، حيث أضحى اللاعبون أصحاب البشرة السمراء والمسلمون، والآسيويون بدرجة أقل، عرضة لعبارات جارحة بمواقع التواصل الاجتماعي، وهي ظاهرة مرشحة للاستمرار في ظل عجز التكنولوجيا.
وكشفت شبكة "سكاي سبورتس" البريطانية عن الأسباب التي تجعل الحد من ظاهرة العنصرية تستمر في كرة القدم على المواقع الشهيرة، حيث كان السبب الأول هو عجز موقعي "تويتر" و"فيسبوك" على وجه الخصوص عن وضع تقنية "تصفية التعليقات"، لعدم وجودها أساساً.
وتكمن المشكلة بعدم وضع تقنية من قبل شركتي "فيسبوك" و"تويتر" ترصد الكلمات العنصرية مباشرة عند نشرها، حيث يتطلب ذلك العمل على تزويد المواقع بأداة جديدة تتطلب مصاريف مالية كبيرة جداً، وهو الأمر الذي لم يحصل لحد الآن.
ويبقى العائق الثاني الذي واجه هذه المؤسسات العالمية، في حال اعتماد تقنية "التصفية"، هو معاقبة مشتركين آخرين يكتبون تلك الكلمات التي لا توحي بالضرورة بكلام عنصري، مثل أسماء الحيوانات، التي يستعملها العنصريون عادة في تصرفاتهم الهمجية.
ويُعتبر السياق عاملاً ثالثاً يُعيق إيقاف الهجمات العنصرية الخاصة بكرة القدم. فبالرغم من الذكاء الصناعي الذي بلغه العالم، فهو عاجز أمام تحديد المعاني التي تقال بهذه المواقع والهدف من ورائها، ما يربك حسابات الجمعيات التي تحارب العنصرية في العالم الافتراضي.
ويعجز الأمن البريطاني، الذي يسعى لتولي حالات العنصرية بالقبض على أصحابها، أمام تقنية تغيير هوية الشخص والتعرف إلى عنوانه، لاستعمال العنصريين برامج تغير "الآي دي"، ما يعكس السوء الذي يعملون على نشره بطرقهم الخاصة.
ومن المستحيل توظيف الملايين من مراقبي التعليقات في هذه المؤسسات الكبرى، بالنظر للعدد الهائل من المشتركين، ومئات الملايين من الكلمات التي تكتب في وقت واحد بعد مباريات كرة القدم، وهو عائق خامس يجعل من العنصرية واقعا مريرا لا يُصيب سوى ضحاياه.