تُودع جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم التي تمنحها سنوياً مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية، مرحلة تميزت أساساً بالسيطرة الثنائية التي فرضها الأرجنتيني ليونيل ميسي، والبرتغالي كريستيانو رونالدو.
فخلال عقدين من الزمن تقريباً، توج الثنائي بكل الجوائز، حيث كان نصيب الأرجنتيني 7 كرات ذهبية وحصدها البرتغالي 5 مرات ولم يكسر التنافس التاريخي غير الكرواتي لوكا مودريتش في عام 2018، وكذلك إلغاء الجائزة في عام 2021 بسبب انتشار فيروس كورونا في العالم، والفرنسي كريم بنزيمة الذي توج في عام 2022.
وخلال نسخة العام الماضي، كان ميسي خارج قائمة 30 لاعباً اختارتهم اللجنة، وخلال نسخة هذا العام فإنّ رونالدو يغيب عن الجوائز، في أحداث تاريخية لم تكن متوقعة، ولكن تقدم كل لاعب في السن جعله يغيب عن الترشيحات الرسمية بعد سنوات المجد.
ومن المتوقع منطقياً، أن يغيب الثنائي عن القائمة الموسم المقبل، وإن تم الاختيار لهما ضمن قائمة 30 لاعباً بحكم إقامة "كوبا أميركا" التي قد تشهد تتويجاً أرجنتينياً جديداً، أو منافسات بطولة أوروبا "يورو" التي قد يتألق خلالها منتخب البرتغال، ولكن من الصعب توقع تتويج أحد اللاعبين مستقبلاً.
كما يُفترض أن تشهد جائزة الكرة الذهبية انطلاقاً من العام المقبل بروز جيل جديد ينهي التنافس بين الأسطورتين، والأمر يتعلق بأسماء بارزة تركت بصمتها في الموسم الماضي، وبداية الموسم الجديد، مثل النرويجي إرلينغ هالاند من مانشستر سيتي والفرنسي كيليان مبابي من باريس سان جيرمان الفرنسي أو الإنكليزي جودي بيلينغهام أو البرازيلي فينسيوس جونيور من ريال مدريد، وبدرجة أقل الإسباني يامين لامال من برشلونة.
وهذه النسخة من الكرة الذهبية قد تكون الأخيرة التي يكون خلالها أحد العملاقين ضمن دائرة كبار المرشحين، ذلك أنّ "البولغا" الذي انتقل للعب في الدوري الأميركي، أو "الدون" الذي يلعب في الدوري السعودي، سينهزمان في مواجهة جيل جديد، ولكن يتوقع تجدد التنافس التاريخي مثلما حصل بين ميسي ورونالدو، غير أن ميسي بحصوله المرتقب على الجائزة للمرة الثامنة سيجعل من شبه المستحيل تحطيم رقمه قريباً.