- إنييستا يرد على الاتهامات موضحًا أن القضية تتعلق بإقامته الضريبية لعام 2018 وأنه قدم إقرارًا ضريبيًا في إسبانيا، مؤكدًا على تسوية الديون وطلب حل الازدواج الضريبي بين إسبانيا واليابان.
- القضية تبرز مشكلة التهرب الضريبي المتكررة بين نجوم كرة القدم العالميين وتحديات النظام الضريبي الدولي، مع الإشارة إلى حالات سابقة للاعبين مثل كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي.
اتهم مكتب الضرائب الإقليمي في أوساكا باليابان، اللاعب الدولي الإسباني السابق أندريس إنييستا بالتهرّب الضريبي، بالإضافة إلى لاعبَين آخرين، وهما كيم جين هيون حارس المرمى الكوري الجنوبي لفريق سيريزو أوساكا، وأندرسون باتريك أغيار المهاجم البرازيلي لفريق ناغويا غرامبوس.
وكشفت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية أنّ إنييستا مطالب بدفع مبلغ مالي يصل إلى 3.5 ملايين يورو، لعدم إعلانه عن الدخل الخاص به خلال فترة وجوده في اليابان للعب مع فريق فيسيل كوبي الياباني بين 2018 و2023؛ موعد انتقاله للعب في الدوري الإماراتي في فترة الانتقالات الصيفية الماضية، وقد أخفى نجم برشلونة الإسباني السابق مبلغ 5.2 ملايين يورو من رسوم التعاقد الخاصة به مع النادي الذي عاش معه أوقاتاً صعبة في موسمه الأخير، إثر تقدّمه النسبي في السنّ (39 سنة حالياً)، إذ إنّه لم يلعب إلا في 3 مباريات فقط كبديل.
وأصبح إنييستا ملاحقاً من الشرطة اليابانية، التي طالبته مع اللاعبَين الآخرين بدفع مبلغ يصل إلى 12.7 مليون يورو، بواقع 4.2 ملايين يورو للاعب الكوري، و3.6 للنجم البرازيلي.
وردّ نجم منتخب إسبانيا السابق على هذه الاتهامات، في بيان نقلته صحيفة "ماركا" الإسبانية: "في ضوء المعلومات المنشورة في اليابان بشأن مطالبة وكالة الضرائب اليابانية بمخالفة ضريبية مزعومة، أودّ أن أشير إلى أن الموضوع الأساسي يتعلق بإقامتي الضريبية في 2018، والتي خلال النصف الثاني منها، كما هو معروف، قمت بتغيير إقامتي إلى اليابان بعد التوقيع مع فيسيل كوبي، وقد قدمت خلال السنة المالية 2018 إقراراً ضريبياً في إسبانيا، للدخل وفقاً للوائح الداخلية الحالية".
وأضاف: "خلال عامي 2021 و2022، فتحت مصلحة الضرائب اليابانية عملية تفتيش ركّزت فيها على مناقشة إقامتي الضريبية، وخلصت إلى أنني كنت مقيماً ضريبياً يابانياً لجزء من 2018، وتمت تسوية الديون الناتجة عن هذا التفتيش بشكل كامل، وبما أن الدخل من هذه الفترة عانى من الازدواج الضريبي الواضح بين إسبانيا واليابان، فقد طلبت من خلال فريقي من المستشارين طلباً لفتح ما يسمّى "الإجراء الودي" المنصوص عليه في اتفاقية الازدواج الضريبي بين إسبانيا واليابان".
وأوضح إنييستا "هذا الإجراء قيد التنفيذ حالياً، ونأمل أن يتم حلّه بسرعة وفقاً للاتفاق الذي توصلت إليه الدولتان حتى تتمكنان من إعادة الضرائب الزائدة المدفوعة لي، ولهذا فإنني أطالب بالاحترام والحذر في ما يتعلق بالمعلومات المنشورة، في انتظار حسم العملية. لقد تصرفت دائماً وسأتصرف وفقاً للقانون واللوائح المعمول بها".
ولا يُعد إنييستا اللاعب الوحيد الذي كان ضحية للتبعات القانونية بشأن التهرب الضريبي الذي تفرضه الدول على نجوم كرة القدم بنسب متفاوتة بين بلد وآخر، حيث تفرض الحكومة الإسبانية المعدل الأعلى للضرائب بين كل الدوريات الخمسة الكبرى، بنسبة 52%، تليها ألمانيا بـ47.5%، ثم إيطاليا 46.2%، وإنكلترا وفرنسا بـ45% لكل منهما، عدا إمارة موناكو الفرنسية التي تتساوى مع روسيا بـ13% فقط.
ويعتبر النجم البرتغالي لفريق النصر السعودي كريستيانو رونالدو من أبرز لاعبي كرة القدم الذين اتُهموا بالتهرب الضريبي، حيث إنه واجه في عام 2017 اتهامات بالتهرب الضريبي في العاصمة الإسبانية مدريد، بعد أن نصّت عريضة الاتهام على أنّ "صاروخ ماديرا" تهرّب من دفع 1.39 مليون يورو عن عام 2011، و1.66 مليون يورو في 2012، و3.20 ملايين يورو في 2013، وأخيراً 8.5 ملايين يورو في 2014، وهو ما جعله محل ملاحقات قانونية عديدة.
كما أن أسطورة كرة القدم العالمية الأرجنتيني ليونيل ميسي، خلال مختلف التجارب التي عاشها في مسيرته، واجه اتهامات عديدة، منها تهم التهرب الضريبي عندما كان لاعباً في فريق برشلونة الإسباني، إضافة إلى إنشاء حسابات بعيداً عن إسبانيا، ولكنه كسب التحدي لاحقاً، وأثبت القضاء أنه تم تضخيم التهم والأرقام، وذلك بعد أن حكم عليه مع والده في عام 2016، من قبل محكمة إسبانية في مدينة برشلونة، بالسجن 21 شهراً بعد إدانتهما في ثلاث تهم تتعلق بالتهرب الضريبي، وقد استفاد من أن القانون الإسباني يسمح بإيقاف تنفيذ العقوبة إذا كانت تقل عن عامين، وهو ما حدث فعلاً.
وظهرت منذ أيام قضية أخرى تتعلق بالنجم التركي أردا توران، لاعب برشلونة وأتلتيكو مدريد الإسبانيين السابق، حيث إنه يواجه عقوبة السجن لمدة عام واحد في الفترة المقبلة، بعد أن تم اتهامه بالاحتيال الضريبي مرتين خلال عامي 2015 و2016، بجانب تغريمه بمبلغ مالي قيمته 633 ألف يورو، لكن تم إسعافه بإيقاف التنفيذ للعقوبة السجنية، وذلك لأن القانون الإسباني ينص أيضاً على عدم تنفيذ العقوبات بشأن مرتكبي جرائم الاحتيال الضريبي من أول مرة.
وكان اللاعب الفرنسي من أصول تونسية وسام بن يدر قد واجه حكماً، في إبريل/نيسان العام الماضي، بالسجن ستة أشهر مع وقف التنفيذ وغرامة قدرها 134 ألف يورو بتهمة التهرّب الضريبي في إسبانيا حيث لعب مع إشبيلية، وذلك بعد أن عدّ أنه لم يقدّم إقراره الضريبي في الوقت المناسب في عام 2017، بعد عامه الأول في إسبانيا.
وعانى الأسطورة الأرجنتيني الراحل دييغو أرماندو مارادونا طيلة مسيرته من اتهامات التهرب الضريبي، ولم يتم الكشف عن براءته إلا بعد وفاته عام 2020، وتحديداً منذ شهرين، بعد أن برّأت المحكمة العليا الإيطالية أسطورة كرة القدم الراحل، من تُهم التهرب الضريبي، لتُنهي بذلك معركة قانونية استمرت 30 سنة بين مهاجم نابولي الإيطالي السابق وسلطات الضرائب.