ستكون النسخة القادمة من كأس أفريقيا، الكاميرون 2021، مميزة بالنسبة إلى المنتخبات العربية، بما أن سبعة منتخبات ستكون حاضرة، وهو رقم قياسي، إضافة إلى أن منتخب الجزائر هو حامل اللقب، الذي ستحاول كل المنتخبات الانتصار عليه.
وفي غياب مجموعة عربية خالصة، فإن الاهتمام سيكون منصباً على أربع مجموعات تضم المنتخبات العربية، حيث سنشاهد خلال الدور الأول 3 "دربيات" عربية قد تكون حاسمة بشأن التأهل للدور الثاني، إلى جانب الإثارة التي ستعرفها المباريات.
وستكون "كأس العرب" التي ستقام في قطر، في نهاية العام، فرصة هامة لعددٍ مهم من المنتخبات من أجل الإعداد للمسابقة الأفريقية، نظراً إلى أن توقيت النهائيات العربية سيكون مهماً للغاية، وسيساعد المدربين على تحديد بعض الخيارات النهائية.
وتجب الإشارة إلى أن نظام المسابقة يعطي كل المنتخبات فرصة كبيرة للتأهل للدور الثاني، بما أن أفضل أربعة من أصحاب المركز الثالث يمكنهم التأهل برفقة الأول والثاني في كل مجموعة. كما أن أهداف المنتخبات العربية تختلف، فالبعض منها يطارد التأهل في الصدارة والتتويج باللقب، والبعض الآخر يبحث عن التأهل لثمن النهائي.
ولن تكون مهمة المغرب وجزر القمر سهلة في المجموعة الثالثة، فمنتخب المغرب سيجد منافسة قوية من منتخب غانا من أجل صدارة المجموعة. ورغم قوة الدفاع المغربي الذي كان الأقوى في التصفيات، إلا أن ذلك لا يعكس صعوبة المهمة ضد منتخب تعوّد خلال الدورات الأخيرة على التأهل في صدارة مجموعته.
أمّا منتخب جزر القمر، فقد أحدث مفاجأة كبرى في التصفيات، ولكن الوضع سيختلف في النهائيات، لأن كل المنتخبات ستحاول تفادي مفاجأته. كما أن المركزين الأول والثاني حسما منطقياً لفائدة المغرب وغانا في وقت ستكون المباراة ضد الغابون شبه حاسمة، لأن الانتصار قد يضمن بنسبة عالية التأهل ضمن أفضل أصحاب المركز الثالث لمنتخب جزر القمر في حضوره الأول.
وفي المجموعة الرابعة، سيحاول المنتخب المصري هزم نيجيريا التي تُعتبر من أفضل المنتخبات في القارة، من أجل ضمان الصدارة في المجموعة الرابعة، وكل الخيارات تبقى ممكنة، خاصة وأن نيجيريا تملك خط هجوم قوياً للغاية ويمكنه أن يسبب مشاكل لكل المنافسين. ومبدئيا، فإن صدارة المجموعة ستنحصر بين هذين المنتخبين مع أسبقية مصرية، رغم أن نيجيريا حلت في المركز الثالث في آخر نسخة.
وفي المجموعة نفسها، سيحاول منتخب السودان أن يكون الحصان الأسود في هذه المجموعة، ذلك أن نتائجه في التصفيات كشفت أن لديه القدرة على التعامل مع المباريات الهامة، ومباراته ضد غينيا بيساو ستكون بوابة التأهل للدور الثاني، ما يعني إنجازاً تاريخياً لأبناء المدرب الفرنسي فيلود.
ويبدو المنتخب الجزائري، صاحب الرقم القياسي أفريقياً في عدد الانتصارات المتتالية، مرشحاً بقوة لتصدر مجموعته والدفاع عن لقبه بكل قوة، رغم وجود منتخب ساحل العاج الذي تخطاه المنتخب الجزائري في نسخة 2019، وكان أصعب منافس "للخضر". ومنطقيا، فإن أبناء جمال بلماضي يمكنهم التفكير منذ الآن في الدور الثاني.
أمّا المنتخب التونسي، فيدخل الدور الأول بعدما حقق إنجازاً تاريخياً بما أنّه يملك الرقم القياسي في التأهل توالياً للنهائيات، إذ إنّه يشارك منذ نسخة 1994 بانتظام، كما أنّه حصد أكبر عدد من النقاط في التصفيات، ولكن سيناريو النسخة السابقة يدفعه إلى الحذر بعدما تأهل بمجموع 3 تعادلات، حتى يمكنه السيطرة على مجموعته السادسة.
وتبدو فرصة منتخب موريتانيا في هذه المجموعة وافرة للتأهل في ثاني مشاركة للمرابطين، إذ يبدو أن التنافس سيكون قائماً بين أبناء الفرنسي مارتينس ومنتخب مالي، ونظراً إلى نتائج موريتانيا في التصفيات أو النسخة السابقة، فإن العبور إلى ثمن النهائي يبقى حلماً مشروعاً.