مع تأجيل حسم لقب دوري المحترفين الأردني للجولة الأخيرة، واقتصاره على فريقي الرمثا المتصدر برصيد 46 نقطة، والوحدات صاحب المركز الثاني برصيد 44 نقطة، برزت ملاحظة سلبية، تمثلت في عبارات التخوين والإساءات والاتهامات بالبيع والشراء، التي توشحت فيها العديد من مواقع التواصل الاجتماعي، وخرجت بشكل فاضح وبعيداً عن اللباقة والأدب والروح الرياضية، خاصة مع اشتداد ضراوة المنافسة التي تجسد ظاهرة إيجابية تصب في مصلحة الكرة الأردنية على صعيدي المنتخبات والأندية.
في كل العالم، هناك مناكفات بين الجماهير، وربما تكون المناكفة بين شقيقين يعيشان في منزل واحد، وهذا شيء إيجابي ومطلوب، بل إنه يشكل حالة إيجابية لدوره في خلق أجواء من المتعة.
ما نشاهده حالياً على مواقع التواصل الاجتماعي من تبادل للاتهامات والإساءات بين فئة من الجماهير، لا يقبله عاقل، فلا يجوز لأي مشجع أن يقذف مشجعاً لآخر باتهامات لا أساس لها من الصحة، وليس من المنطق أن تنجر فئة تعتبر نفسها مثقفة وراء مثل هذه الاتهامات التي يرميها في الغالب شباب صغار في السن لا يعون ما يتكملون، وتأخذهم حمية المراهقة لنصرة فرقهم ولاعبيهم ظالمين أو مظلومين، بعيداً عن الحقائق والوقائع.
المعيب في الموضوع أن ما يردده الشباب المراهق على مواقع التواصل الاجتماعي من عبارات واتهامات، يردده مرة أخرى نجوم أو إدارات أندية، ما يخلق حالة من الاحتقان في الشارع الرياضي نحن في غنى عنها.
هنا وفي هذه المواقف يأتي دور نجوم الكرة من مدربين ولاعبين وإدارات، لتثقيف الشارع الرياضي، وحثه على التحلي بالروح الرياضية، انطلاقاً من أن الرياضة فوز وخسارة، وعلينا تقبل الخسارة كما هو تقبلنا للفوز.
بالتأكيد في مثل هذه المواقف الحاسمة ببطولة مهمة كبطولة دوري المحترفين، لا بد من انتشار "القيل والقال"، ولكن أن تصل لدرجة التخوين والاتهامات فهذا غير مقبول، وعلى الجميع من اتحاد كرة قدم وأندية ولاعبين ومدربين ورابط جماهير، التصدي لهذه الظاهرة، حتى نشهد تتويجا طبيعيا لفريق استحق الفوز باللقب.
ندرك جيدا أن جماهير الرمثا والوحدات تعيش حالة من الترقب لموعد الجولة الأخيرة، وندرك أيضا أن هذا الترقب ينطبق على فريقي معان والجليل اللذين سيهبط أحدهما لمصاف الدرجة الأولى، ولكن الواجب أن يكون الترقب حافلا بعبارات التحفيز الإيجابية للاعبين، ومن المنطق أن ينحاز كل جمهور لفريقه المفضل، ولكن ليس على حساب الإساءة لفريق آخر أو لاعب أو مدرب، ففي النهاية نحن أبناء وطن واحد، وهدفنا واحد، نختلف في تشجيع الأندية المحلية، ونجتمع على حب المنتخب وتشجيعه.