وصلنا إلى اليوم الموعود، الأحد 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، حين تقام المباراة الختامية لبطولة دوري الأمم الأوروبية، بنسختها الثانية، بعدما كانت البرتغال قد توجت في المناسبة الأولى.
على ملعب سان سيرو في مدينة الموضة الإيطالية ميلانو، يلتقي منتخبا فرنسا وإسبانيا في قمة استثنائية من العيار الثقيل، مواجهة تجمع خبرة أبطال العالم عام 2018 في مونديال روسيا بروح شباب إسبانيا ومدربهم المميز لويس إنريكي، الذي يعرف بالضبط من أين تؤكل الكتف مهما كان اسم الخصم.
وصل منتخب إسبانيا إلى النهائي بعدما ردّ الدين لإيطاليا في نصف النهائي، بفوزه 2-1 وتقديمه عرضاً جيداً، موقفاً سلسلة الأزوري بدون هزيمة بـ37 مباراة، والذي كان قد أطاح بلاروخا من يورو 2020 في طريقه نحو تحقيق لقب أوروبا.
في المقابل كانت فرنسا في طريقها لوداع المنافسات بعد تأخرها أمام بلجيكا بهدفين دون مقابل، ومن الطبيعي أن أحلام الديوك كانت قد بدأت بالانهيار بعد تلقي هدفين أمام منتخب يمتلك أسماء كبيرة في اللعبة على غرار روميلو لوكاكو وإيدين هازارد وكيفن دي بروين نجم مانشستر سيتي والحارس تيبو كورتوا وآخرين، لكن كريم بنزيمة أعاد الأمل للفرنسيين قبل أن تتحقق الانتفاضة بعدها بهدفٍ ثان لكيليان مبابي من ركلة جزاء وثالث من لاعب ميلان ثيو هيرنانديز في الوقت القاتل.
إسبانيا الشابة
انتهى جيل جيرارد بيكيه وبيدرو رودريغز وديفيد سيلفا وأندريس إنييستا ودييغو كوستا، بقي ما تبقى من تشكيلة الخبرة على غرار سيرخيو بوسكتس وإمكانية عودة سيرجيو راموس مستقبلاً للمشاركة في مونديال قطر 2022، إضافة إلى ألفارو موراتا (الغائب عن المنافسات حالياً)، لكن في المجمل تعتبر تشكيلة إسبانيا مع المدرب لويس إنريكي فتية للغاية.
برز في الآونة الأخيرة متوسط ميدان نادي برشلونة بدري (18 عاماً)، إضافة إلى زميله في البلاوغرانا غافي، الذي لعب مباراة إيطاليا قبل أيام وبات أصغر لاعب في تاريخ المنتخب الإسباني محطماً رقماً عمره 85 عاماً، إذ كان أنخل ريدوندو أصغر من شارك عام 1936 بمباراة ودية ضد تشيكوسلوفاكيا، لكن لاعب البارسا كان عمره حين لعب ضد إيطاليا 17 عاماً و60 يوماً.
ولا يمكن إغفال بقية العناصر التي تثبت وجودها بقوة على غرار فيران توريس لاعب مانشستر سيتي صاحب الـ21 عاماً الذي سجل ثنائية في شباك إيطاليا، وتدرّب لوحده الجمعة لكن يأمل مدربه في مشاركته.
وكان إنريكي قد تحدث عن سعادته بلعب المنتخب وفقاً لهوية المنتخب المنافس، وهو الذي يعول على خبرة بوسكيتس وسيزار أزبلكويتا وزميله في تشلسي بطل دوري الأبطال ماركوس ألونسو.
خبرة وحيوية فرنسيتان
كانت بطولة يورو 2020 مخيبة للآمال بالنسبة لفرنسا بطلة العالم، دخلتها مرشحة قبل أن تصدم بالخروج مبكراً في دور الـ16 على يد سويسرا.
بعد تخطي بلجيكا في نصف النهائي، تبدو فرنسا في حالة صلابة، لا سيما من الناحية الهجومية، فكريم بنزيمة يتابع تسجيل الأهداف والتألق، حتى إنه ساند زميله كيليان مبابي الذي عانى من عدم التسجيل لخمس مباريات تقريباً، لكن نجم ريال مدريد أهداه ركلة الجزاء ضد بلجيكا، رغم أن المهمة موكلة إليه لتنفيذ تلك الضربات بحال حصلت عليها فرنسا.
الجميع في فرنسا يمتلك حساسية وخبرة المباريات الكبيرة إن كان على مستوى الأندية أو المنتخب، فالحارس هوغو لوريس في مركزه منذ سنوات وكذلك مدافع مانشستر يونايتد رافائيل فاران وبول بوغبا وحتى أنطوان غريزمان لاعب أتلتيكو مدريد، ونجم تشلسي نغولو كانتي وآخرون.
يعلم المدرب ديدييه ديشان أن المهمة ستكون صعبة أمام إسبانيا، فأسلوب لعبه مختلف جداً عن طريقة البلجيكيين، اعترف بطل العالم 1998 أن الفريق الخصم في النهائي أجبر إيطاليا على الدفاع من خلال حرمانها الدائم من الكرة والاستحواذ في معظم دقائق اللقاء، وهنا تكمن المعركة التي ينتظرها الجميع في وسط الملعب.