حسم نادي نهضة بركان، لقب بطولة كأس العرش المغربي، بعد فوزه بصعوبة على حساب منافسه الرجاء الرياضي بهدف مقابل لا شي، السبت، في المواجهة التي أقيمت على ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، ليخطف الفريق البرتقالي لقب الكأس الثالث في تاريخه.
وانطلقت المباراة بإيقاع متوسط، في الوقت الذي حاول الرجاء الرياضي كما نهضة بركان السيطرة على خط الوسط منذ البداية، قبل أن يحاول الفريق الأخضر الاعتماد على التمريرات القصيرة من أجل بلوغ مرمى الحارس أمين الوعد، الذي استفاد كثيرا من الحضور القوي لزميله المدافع الأوسط يوسوفو دايو ومعه عادل تاحيف.
وتلقى الرجاء صدمة في الدقيقة 26 بطرد مدافعه مروان هدهودي، بعد تدخله الخشن على مهاجم نهضة بركان يوسف الفحلي، ليضطر مدرب الرجاء الألماني زينباور بعد ذلك لإخراج المهاجم سفيان بن جديدة وإقحام المدافع جمال حركاس، من أجل خلق المزيد من التوازن في الخط الخلفي للرجاء.
واستؤنفت المواجهة برغبة واضحة لنهضة بركان من أجل بلوغ مرمى حارس الرجاء أنس الزنيتي، بالاعتماد على تحركات الظهير الأيمن حمزة السمومي ومعه متوسط الميدان ياسين البحيري، في مواجهة لمع فيها التوغولي أهولو في وسط ميدان الرجاء، حيث تحمل كامل الضغط من أجل قيادة حملات هجومية أمام دفاع نهضة بركان، الذي حاول جاهدا استغلال النقص، الذي عانى منه الرجاء دون جدوى، خاصة وأن النهضة استفاد من دخول اللاعب شادراك بدل زميله أيوب خيري، ثم جبريل وتارا مكان حمزة السمومي.
ولم يرتفع إيقاع المواجهة في الشوط الثاني، حيث تواصلت الحيطة والحذر، الذي كان شعار اللاعبين فيه، خاصة أن لاعبي الرجاء لم يغامروا كثيرا بالاندفاع، مقابل ذلك ظل نهضة بركان يناور فقط في الهجوم عن طريق لاعبه الشرقي البحري دون أن يترك بصمته واضحة.
وتواصلت المواجهة، وسط دعم جماهيري كبير لأنصار الرجاء، الذين حضروا بقوة لمؤازرة الفريق الأخضر، ليضطر لاعبو الرجاء لتجريب حظهم بالتسديد من بعيد مثلما قام به نوفل الزرهوني في الدقيقة 58، لكن كرته مرت عالية من مرمى الحارس الوعد، الذي اضطر رفاقه للتراجع للوراء من أجل الاعتماد على المرتدات السريعة لإرباك الحارس أنس الزنيتي دون جدوى، في مباراة لم تشهد الكثير من فرص التسجيل بعدما ظلت عناصر الرجاء كما نهضة بركان تخشى التسرع، ليغيب عنها التركيز، وينتهي الوقت القانوني من المباراة بالتعادل السلبي.
ومع انطلاق الشوط الإضافي الأول، عاد نهضة بركان للضغط على دفاع الرجاء الرياضي، ليتحرك اللاعب الفحلي من الجهة اليمنى، ويحصل على ركلة جزاء في الدقيقة 105 بعد عرقلته من مدافع الرجاء بنتايك، نفذها البوركيني يوسوفو دايو بنجاح، معلنا عن الهدف الأول للفريق البرتقالي.
واستمرت المباراة وسط غضب أنصار الرجاء ولاعبيهم، الذين حاولوا خلال الشوط الإضافي الثاني الضغط على مرمى الحارس الوعد الذي لم يختبر كثيرا في مواجهة ظل الصراع منحصرا فيها في خط الوسط، في الوقت الذي اضطر فيها نهضة بركان للتراجع للخلف من أجل تأمين نتيجة الانتصار المستحق الذي حققه.