نولي والأرقام القياسية..4 أسباب أساسية صنعت الإنجاز الكبير

10 نوفمبر 2015
ديوكوفيتش هزم موراي في بطولة باريس الأخيرة (العربي الجديد)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في عام 2015، حقق نوفاك ديوكوفيتش إنجازات بارزة بفوزه ببطولات كبرى مثل باريس بيرسي، أستراليا المفتوحة، ويمبلدون، وأمريكا المفتوحة، محققًا رقمًا قياسيًا في عدد الألقاب والجوائز المالية.
- تميز ديوكوفيتش بحضور ذهني وبدني قوي، مما ساعده في السيطرة على خصومه، مستفيدًا من تراجع مستوى بعض المنافسين مثل فيدرير ونادال.
- يتميز بأسلوب لعب متنوع وذكي، معتمدًا على سرعته وقوته، ويظهر شغفًا كبيرًا باللعبة، مما يعزز معنوياته ويجعل منه لاعبًا محبوبًا.

قد يكون هذا العام مميزاً للكثير من الرياضيين حول العالم، لكنه من دون شك كان رائعاً للاعب التنس الصربي، نوفاك ديوكوفيتش، الذي استطاع مؤخراً تحقيق لقب بطولة باريس بيرسي للأساتذة، ليؤكد تفوقه في المركز الأول في التصنيف العالمي للاعبي التنس.

الفوز الأخير جاء مستحقاً على البريطاني آندي موراي ولكنه لم يقتصر فقط على حصد لقب جديد، حيث استطاع كسر رقم قياسي، لم ينجح أي لاعب في الماضي في الوصول إليه، إذ ترك الإسباني رافائيل نادال خلفه بخمسة ألقاب في عام واحد.

نولي حصد اللقب تلو الآخر هذا الموسم. بداية حقق بطولة أستراليا المفتوحة للتنس، ومن ثم تابع التألق ولم يتوقف قطاره الساحق في ويمبلدون على الأراضي العشبية، حين هزم السويسري روجير فيدرير، ولكنه سقط في فرنسا خلال بطولة رولان غاروس، حين التقى السويسري فافرينكا.

الصربي لم يتأثر وأكمل الطريق والزخم بقوة، وعاد وجدد الفوز في نهائي أميركا المفتوحة للتنس. وبذلك واصل ديوكوفيتش اقتناص الألقاب بعد تتويجه باللقب العاشر في 2015، وذلك قبل مشاركته البطولة الختامية في لندن، المفضلة لديه أيضاً. وتأهل أيضاً إلى نهائيات مونتريال وسينسيناتي للأساتذة، لكنه خسرها أمام موراي وفيدرير.

ووصل ديوكوفيتش بعد هذا الفوز إلى رقم كبير، بلغ 22 فوزاً متتالياً، ليغدو أول لاعب في التاريخ تتخطى جوائزه 16 مليون دولار، وبات رصيده في بطولات الماسترز 26، مبتعداً بلقب وحيد عن الإسباني نادال، صاحب الرقم القياسي.

نقاط كثيرة رجّحت كفة الصربي على خصومه هذا الموسم، وهو الذي استطاع السيطرة على معظم اللاعبين الذين واجههم في منافسات هذا العام، ولذلك نستعرض أهم المقومات التي ساهمت في ذلك.

الحضور الذهني والبدني
دائماً ما كان اللاعب الصربي جاهزاً على كل المستويات، فكان يحاول التركيز قدر المستطاع قبل المباراة وخلالها، وتخفيف الضغط الإعلامي عنه، حيث كان مرشحاً فوق العادة في البطولات التي يشارك فيها، لكنه كان يتحضر بشكل ممتاز، ودائماً ما كان العامل البدني يلعب دوراً محورياً في هزيمة خصومه، في ظل لياقته العالية، التي تخوله اللعب لفترة طويلة داخل أرضية الميدان. في المقابل كان نولي يفقد أعصابه قليلاً عندما يقترف بعض الأخطاء أثناء سير اللقاء، لكنه يعود ويهدأ ويصلح الأمور بشكل سريع، وهذا الأمر نابع عن ثقة كبيرة بنفسه، ويدفعه دائماً إلى العودة إلى نسق المباراة الطبيعي، وقلب الطاولة على خصومه.

خصوم غائبون
يعتبر البعض أن هذا العامل جعل الفارق في المستوى والنتائج بين نوفاك وخصومه كبيراً، فبداية لم يعد روجير فيدرير قادراً على اللعب لوقت طويل، وتحمل ضغط المباريات ومرور الوقت، فهو دائماً يسعى إلى حسم الأمور باكراً، وفي حال فشل في ذلك، فإنه يخسر اللقاء غالباً، بسبب تقدمه في العمر، وهذا الأمر بدا واضحاً في المواجهات الأخيرة بينهما، فكلما كُسر إرسال اللاعب السويسري، لا يستطيع لملمة الأوراق ثانية، ويخسر خيوط المعركة بعكس الأيام الخوالي.

في المقابل لم يصل باقي اللاعبين، أمثال فافرينكا وأندي موراي، إلى مستوى نولي، فرغم تمتعهم بالكثير من المهارات والقدرات البدنية، إلا أنهم ما زالوا يعانون كلما واجهوا نولي، وهذا الأمر يستمر في كل منافسة بين هؤلاء اللاعبين، على غرار الإسباني ديفيد فيرير العائد من الإصابة.

أما رافائيل نادال فهو الخصم الأبرز لديوكوفيتش، رغم انخفاض مستواه هذا العام لكنه يعود تدريجياً إلى سابق عهده، فهو يحتاج للوقت لاستعادة اللمسة القديمة، وهذا الأمر جعل ديوكوفيتش يرتاح من خصم ثانٍ صعب جداً على غرار فيدرير، وسيكون العام المقبل اختباراً أقوى بالنسبة للاعب الصربي، الذي يعلم أن رافا قادرٌ على العودة وخاصة على الملاعب الترابية التي يسعى الإسباني إلى التألق فيها ثانيةً، وتحديداً بطولة رولان غاروس، والتي يحلم نوفاك حتى هذه اللحظة في تحقيق لقبها.

أسلوب متنوع
دائماً ما يحاول ديوكوفيتش التنويع في لعبه، ولا تقتصر تحركاته في الملعب أمام خصومه على نسق أو طريقة واحدة، بل يحاول التبديل والتغيير بين الفينة والأخرى، فقد تراه تارة يلعب قريباً من الشبكة، ثم يقلب الأمور رأساً على عقب، ويتراجع إلى الخلف لتوجيه ضربات قوية في العمق، كما أنه يتمتع بضربات "إيس" ساحقة، يقتل بها الخصم من المرة الأولى، إضافة إلى هذه العوامل، يعتمد الصربي على سرعته في التحرك لإرباك الخصوم، وهذا الأمر يعطيه قوة إضافية لتنفيذ ضربات خاطفة قريبة من الشبكة، ولكن أهم ما يميز نولي هو الذكاء في لعب الكرة والاعتماد على القوة في وقت معين، ومن ثم يجعل الأمور بطيئة كي ينتفض في لحظة خاطفة، لكسر إرسال الخصم، الذي يشعر بالاطمئنان، فيفقد تركيزه ويشعر بالارتباك عندما يرى ثورة في أداء الصربي.

شغف باللعبة
لا يلعب ديوكوفيتش لمجرد حصد الألقاب والأموال، لكنه يشتعل حماسة عند كل لقاء، وينافس بروح عالية نابعة من شغف وعشق كبير للعبة التنس، وهو لاعب محبوب وهذا الأمر يرفع دائماً من معنوياته في أثناء سير المباريات، ويقدم له خدمات كبيرة في قول الكلمة العليا خلال اللقاء، لأنه النجم الأول في هذه الفترة، وعادة ما يتلقى تحية من الجميع، وحتى من خصومه الذين يشيدون بإمكاناته المذهلة منقطعة النظير.

اقرأ أيضاً:لقطات الأسبوع...من إصابة صلاح إلى المروحية في ملعب إنجليزي!

المساهمون