- تقارير تشير إلى عدم حماسة بعض اللاعبين للمشاركة مع منتخباتهم، مثل كيليان مبابي وإيدير ميليتاو، مما يعكس ظاهرة أوسع لتفضيل الأندية أو الراحة.
- الظاهرة تشمل منتخبات عربية مثل ليبيا وتونس، بينما يصر نجوم مثل لوكا مودريتش وكريستيانو رونالدو على المشاركة الدولية، مما يبرز التباين في الالتزام.
غاب عدد من النجوم عن مباريات المنتخبات في الأشهر الماضية مفضلين البقاء مع أنديتهم المختلفة بدل المشاركة في المواعيد الدولية على أهميتها، وقد أثار بعض النجوم جدلاً كبيراً بسبب تصرفاتهم التي لا تُراعي قيمة المباريات والتحديات التي تواجه المنتخبات مع تعدد البطولات والمباريات المهمة.
وقد أثار قائد منتخب إنكلترا لكرة القدم هاري كين جدلاً كبيراً بعد التصريحات الأخيرة التي هاجم فيها بعض اللاعبين الذين رفضوا المشاركة مع منتخب إنكلترا في الفترة الماضية، معتبراً أن هذه التصرفات لا تتماشى مع القيمة الرمزيّة للمباريات الدولية. وهي تصريحات تؤكد أن بعض النجوم أصبحوا يفضلون في بعض الفترات رفع التحدي مع أنديتهم على المشاركة مع المنتخبات، كما أن البعض منهم يبادر باعتزال اللعب دوليا.
وقال كين في تصريحاته لصحيفة ذا غارديان البريطانية، بعد انتشار أخبار تؤكد عدم حماسة لاعبين للمشاركة في آخر مباراتين في العام الحالي مع منتخب إنكلترا، بقيادة المدرب المؤقت لي كارسلي: "لقد أعاد غاريث ساوثغيت (مدرب إنكلترا السابق) لنا المتعة من أجل اللعب لمنتخب إنكلترا، كان الجميع متحمساً للحضور إلى المنتخب، وكانوا يريدون اللعب لإنكلترا، وهذا هو الشيء الأكثر أهمية. إنكلترا تأتي قبل أيّ شيء، إنكلترا تأتي قبل النادي. إنها أهم شيء بالنسبة للاعب كرة قدم محترف. كان غاريث حريصاً على ذلك، ولم يكن خائفاً من اتخاذ القرارات إذا بدأ بعض اللاعبين في الانحراف عن المسار الصحيح قليلاً".
ولم يتوقف نجم فريق بايرن ميونخ الألماني في حديثه عند هذا الحد، إذ واصل هجومه على بعض اللاعبين باعتقاده أنهم استغلوا الأمر من أجل عدم المشاركة في المباراتين المقبلتين مع المدرب لي كارسلي قبل رحيله، ليضيف في هذا الشأن: "ما حدث هذا الأسبوع مؤسف، من الواضح أنها فترة صعبة من الموسم، ربما كان هناك من يريد استغلال هذا الوضع، أنا لا أحب ذلك حقاً إذا كنت صادقاً تماماً، إنكلترا تأتي قبل أيّ شيء، حتى النادي".
وتؤكد تصريحات هاري كين أن ضغط المباريات وازدحام الروزنامة حفّز بعض النجوم على الغياب عن المباريات الدولية، مفضلين التركيز على التحضيرات مع الأندية أو استغلال فترة الراحة من أجل استعادة الجهوزية البدنية والهروب من الضغط الكبير المسلط عليهم، وقد كان الفرنسي كيليان مبابي عنوان أزمة كبيرة في فرنسا، خلال الشهر الماضي، عندما طلب من مدرب منتخب فرنسا ديديه ديشان عدم دعوته إلى المباريات، حيث فضّل البقاء مع فريقه والإعداد للمرحلة الثانية من الدوري الإسباني، وهي خطوة جعلت مبابي يواجه انتقادات قوية للغاية في فرنسا بسبب تفضيل مصلحة فريقه على المنتخب الفرنسي، وعدم تحمّسه لخوض المباريات، ورغم أنه رغب في العودة إلى منتخب بلاده خلال التوقف الدولي الحالي، إلا أن ديشان رفض دعوته هذه المرة.
كما تعرّض لاعب ريال مدريد الإسباني إيدير ميليتاو إلى انتقادات قوية خلال الشهر الماضي، بعدما غاب عن معسكر منتخب بلاده مدعياً أنه يُعاني من إصابة، حيث تلقى انتقادات لاعتقاد الجماهير أنه ادعى الإصابة من أجل عدم المشاركة مع منتخب "السامبا"، بما أنه كان مستعداً للعب مع فريقه قبل أن يتعرض لإصابة خطيرة أنهت موسمه سريعاً، ولن يُعاود المشاركة في المباريات إلا بعد أشهر طويلة.
كما أثار محمد صلاح خلال عام 2024 أزمة إثر نهاية مشاركة منتخب مصر في كأس أمم أفريقيا، حيث طلب من المدرب الجديد حسام حسن عدم دعوته إلى المباريات التي أقيمت في شهر مارس/ آذار، في خطوة أثارت جدلاً كبيراً في مصر، بما أن نجم ليفربول يُشارك مع فريقه الإنكليزي ولم يكن يعاني من الإصابة، ولكنّه فضل التمتع براحة إضافية للتعافي، وهو أمر تكرر خلال الشهر الماضي، حيث غاب عن مباراة الإياب بين مصر وموريتانيا، لأن عشب ملعب المباراة يمكن أن يُسبب له إصابات، وبالفعل فقد عاد إلى إنكلترا، كما أنه لم يكن حاضراً في المعسكر الحالي لمنتخب بلاده، ولكنه يشارك في كل المباريات مع فريقه في مختلف المسابقات، ويصرّ على أن يكون حاضراً في مختلف المواعيد.
وواجه منتخب بلجيكا، خلال الشهر الماضي، أزمة بعدما طلب كيفن دي بروين، نجم مانشستر سيتي، عدم دعوته حتى يمكنه التركيز مع فريقه ليستعيد جهوزيته البدنية، وذلك بعدما ظهر في آخر مبارياته الدولية غاضباً من رفاقه، وعبّر عن سخطه بسبب ضعف الأداء وتراجع النتائج، وخلال المعسكر نفسه، غاب مهاجم نادي نابولي الإيطالي روميلو لوكاكو، الذي اعتبر أنه ليس مستعداً بشكل كامل، رغم أنه شارك مع فريقه وسجل أهدافاً في الدوري الإيطالي، قبل أن يعود خلال المعسكر الحالي، وذلك بعد الانتقادات القوية في بلجيكا للاعبين على حدّ سواء.
ورغم أن بعض النجوم يصرون على المشاركة في المباريات الدولية متحدين ضغط الأندية أو التقدم في السنّ، مثل الكرواتي لوكا مودريتش أو البرتغالي كريستيانو رونالدو، إلا أن ضغط المباريات والجدول المزدحم والسفرات الطويلة للنجوم جعلت بعض اللاعبين يفقدون شغف المباريات الدولية، خاصة عندما لا يتعلق الأمر بالنهائيات، ولهذا فقد تكررت مثل هذه الحالات وطاولت بعض المنتخبات العربية، مثل منتخب ليبيا الذي يخوض مبارياته من دون لاعبيه المحترفين الذين يرفضون اللعب منذ مدة طويلة، كما واجه منتخب تونس مثل هذه الأزمة في الفترة الماضية مع لاعبه إلياس العاشوري، الذي لم يكن متحفزاً لخوض المباريات وطالب المدرب فوزي البنزرتي بعدم دعوته، وفق تصريحات المدرب السابق لـ"نسور قرطاج".