استمع إلى الملخص
- جمال الشريف يوضح أن حكام "الفار" يستخدمون زوايا كاميرات متعددة وإعادات بسرعات مختلفة، مؤكداً على دور الإمكانات التقنية في تحقيق العدالة.
- يُبرز الشريف التداخل بين عمل المخرج التلفزيوني و"الفار"، مشيراً إلى أهمية الكاميرات الخاصة والتقنيات العالية لزيادة شفافية وعدالة القرارات.
تُثير قرارات حجرة حكم الفيديو المساعد، المتعارف عليها بحجرة "الفار"، جدلاً واسعاً، منذ انطلاق اعتماد هذه التقنية في مباريات كرة القدم، من أجل مساعدة الحكم في اتخاذ القرار الأكثر عدالة، وقد شهد نهائي كأس الكونفيدرالية الأفريقية، بين الزمالك المصري ونهضة بركان المغربي، جدلاً، بخصوص بعض اللقطات، ومجال تدخل "الفار" لمساعدة الحكم.
كما أن جماهير الترجي التونسي عبّرت عن تخوّفها من اختيار اللقطات في نهائي دوري أبطال أفريقيا، يوم السبت المقبل، أمام الأهلي المصري، معتبرين أن اختيار اللقطات من قِبل مخرج مصري قد يفقده الحياد، وسط ارتباك بخصوص تحديد مجال تدخل المخرج التلفزيوني في عمل حجرة "الفار". وقد حاول خبير التحكيم في "العربي الجديد"، جمال الشريف، شرح مجال تدخل المخرج التلفزيوني، في اختيار اللقطات.
وقال الحكم المونديالي السابق، جمال الشريف: "لا يُمكن المقارنة بين بطولات، مثل كأس العالم، أو بطولة أوروبا، أو دوري أبطال أوروبا، أو بطولات مهمة أخرى، والتي تحتكم على إمكانات تقنية كبيرة، وأخرى أقل منها، ومن ثمّ سيكون من الظلم مُقارنة نهائي كأس الكونفيدرالية، أو دوري أبطال أفريقيا، مع هذه المسابقات، لأن الإمكانات هنا مَحدودة، وهي تتناسب مع إمكانات معظم الدول المشاركة في البطولة، والملزمة بنقل المباريات، لأنها حق لجماهير الفرق الزائرة البعيدة جغرافياً، والتأكيد أيضاً على مبدأ الشفافية في نقل الأحداث الرياضية".
وأضاف الشريف: "اختيار اللقطات هو قرار يعود لحكام غرفة "الفار"، بهدف التحقق من اللقطات التلفزيونية بشكل تلقائي، معتمدين على زوايا كاميرات متعددة، وسرعات وإعادات مختلفة، ولكن ضمن الإمكانات التقنية المتاحة لهم، من حيث عدد وأماكن توزع الكاميرات، التي تساعد في الكشف عن الحالات المهمة والمؤثرة، كتحديد التسلل مثلاً أو لضبط المنافسات، داخل وحول منطقة الجزاء، من خلال وجود كاميرات أخرى خلف المرمى، وغيرها من الأماكن المناسبة الأخرى، أما المخرج فيختار لقطاته بما يتناسب مع الوظيفة الأساسية في نقل الحدث الرياضي، بكل تفاصيله، للمشاهدين، ومن ثمّ تُوزع كاميرات وفق قواعد وضوابط مهنية محددة لتأدية تلك الوظيفة، وفي كل مرة يختار الكاميرا حسب الحاجة، لكن مع دخول تقنية (الفار) زادت المسؤوليات والأعباء على النقل التلفزيوني، والفنيين العاملين به".
واستدرك الشريف: "لكن هذه الأعباء تقل نسبياً، وتزداد مساحة الشفافية، وتصبح القرارات أكثر عدالة، مع توفر الإمكانات ووجود الكاميرات الخاصة بـ "الفار"، وتحديداً بالبطولات الكبرى، وعندما تكون الإمكانات التقنية محدودة، يسعى الجميع لمحاولة استغلال التجهيزات المتوفرة لأقصى حد، من أجل مساعدة حكام غرفة "الفار" على التحقق تباعاً من جميع الحالات، والتدخل لتأكيد، أو تصحيح القرارات المؤثرة منها، ومَنح الحكم الزاويا الفُضلى، لاتخاذ القرار الصحيح والمقنع، كما يحق للحَكم أيضاً أن يطلب من حجرة "الفار" زوايا إضافية، أو استخدام إعادات، أو سرعات مختلفة، من أجل تحديد تفاصيل المخالفة وشدتها".
وتابع الشريف شرح التداخل بين عمل المخرج التلفزيوني، وعمل حجرة "الفار"، مؤكداً: "المخرج يبحث عن الكاميرا المناسبة لتأدية عمله بأفضل صورة ممكنة، إلا أنه في بعض الاحيان لا يملك خيارات عديدة، وهذا بالطبع سيؤثر على اللقطات المختارة، وقد يحدث في بعض الأحيان تأخير، عند محاولة المخرج البحث لتقديم اللقطة الأفضل، التي تخدم الحقيقة، وهذا بالتأكيد يعتمد على الإمكانات المتاحة له، وعلى خبرته وتجربته الطويلة، وتخصصه في نقل هذه النوعية من الأحداث، ويظهر ذلك جلياً عند قيام شركات مُختصة تضم مخرجين وفنيين ذوي جودة عالية، تساعدهم في القيام بمهامهم على أعلى درجة من الاحترافية، فيصبح الحدث الرياضي أكثر وضوحاً وشفافية وجمالاً".