وأثار طرد ميسي ردود فعل واسعة في الصحافة العالمية، ولم تكن الصحف الأرجنتينية المعنية الوحيدة بالحادثة، بل تحدثت كل صحف العالم حول الأمر، وتعاطفت جميعها مع ميسي بل وأجمعت على أن حالة الطرد كانت ظالمة، لأنه لم يصدر من ميسي ما يستوجب الطرد، التي تعتبر الثانية في مشوار "العبقري"، والتي ستحرمه من خوض مباراة واحدة على الأقل في تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة لمونديال 2022 بقطر.
صحيفة "أوليه": ميسي أصبح يشبه مارادونا
خصصت صحيفة "أوليه"، التي تعتبر الأوسع انتشاراً في الأرجنتين، مساحات كبيرة للحديث عن حادثة الطرد وأبعادها، خاصة وأن ميسي أطلق تصريحات ولأول مرة يتفق فيها مع مارادونا، بخصوص انتشار الفساد في اتحاد أميركا الجنوبية.
وأكدت الصحيفة أن ميسي كان دائماً هادئاً، ويتجنّب التصريحات التي تخرج عن نص كرة القدم، على العكس من مارادونا، لكنه هذه المرة خلع جلباب الهدوء وتحدث عن الفساد وألمح إلى وجود مؤامرة من اتحاد "كومنيبول".
ووفقًا للصحيفة ذاتها، فإن قائد المنتخب الأرجنتيني أبدى سخطه واستياءه بعد طرده في الدقيقة 37 أمام تشيلي، وانعكس ذلك بعد رفضه الحصول على ميداليته البرونزية في المقصورة الرئيسية، التي كانت تعج بالشخصيات الرياضية والسياسية.
وأوضحت الصحيفة أن ميسي رفض تقليده من قبل منظمي الكوبا بالميدالية البرونزية، بعد حصد الأرجنتين (المركز الثالث)، وبقي في غرفة تبديل الملابس ولم يخرج رفقة زملائه لاستلام الميداليات والكأس الخاص بصاحب الترتيب الثالث.
تصريحات نارية
وجه ميسي انتقاداً لاذعاً إلى الحكام، مؤكداً أنهم و"الفساد" يحرمون مشجعي كرة القدم من الاستمتاع باللعبة، معرباً عن حزنه لـ"تحيز" اتحاد كرة القدم في أميركا الجنوبية "كومنيبول" لصالح البرازيل، مشيراً إلى أن كأس كوبا أميركا "محصنة" لصالح المنتخب البرازيلي مضيف البطولة، وأضاف أيقونة الكرة الأرجنتينية: "يجب أن لا نكون جزءاً من هذا الفساد..الكأس محصنة لصالح البرازيل".
اتحاد "كومنيبول" يرد بشدة
ولم يقف اتحاد كومنيبول مكتوف الأيدي، بل تحرك بسرعة للرد على تصريحات ميسي والتي تصدرت كبريات الصحف وقنوات التلفزيون العالمية، وذكر كومنيبول في بيانه الرسمي: "في كرة القدم هناك رابح وخاسر، وأحد الركائز الأساسية للعب النظيف، هي قبول النتائج باحترام وإخلاص، وينطبق الشيء نفسه على قرارات الحكام، التي تصدر عن بشر ولن تصل أبداً لحد الكمال".
وأضاف البيان: "الاتهامات التي تم توجيهها تنم عن نقص الاحترام للبطولة ولجميع اللاعبين المشاركين، ومئات من المحترفين في اتحاد أميركا الجنوبية الذي يعمل منذ عام 2016 بلا كلل لجعل كرة القدم في القارة شفافة واحترافية".
وختم البيان: "من غير المقبول إطلاق اتهامات تشكك في نزاهة كوبا أميركا بسبب حوادث شخصية في بطولة شارك بها 12 منتخباً في نفس الظروف"، ونفى الاتحاد تُهم ميسي الذي قال إن بطولة كوبا أميركا "محصنة" لمصلحة البرازيل.
ميديل: أنا وميسي لا نستحق البطاقة الحمراء
ومن المفارقات أن اللاعب التشيلي غاري ميديل، أكد أنه وميسي قائد الأرجنتين لم يستحقا البطاقة الحمراء، خلال مواجهة المنتخبين، بعد أن دخل "البرغوث" في صدام مع لاعب تشيلي في الدقيقة 37 من المباراة، ليُقرر حكم المباراة طرد الثنائي، في المباراة التي فاز بها "راقصو التانغو" بـ(2-1) وتوجوا ببرونزية البطولة.
وقال ميديل، خلال تصريحات نقلتها الصحافة البرازيلية "لا أتفق مع ما حدث في المباراة، تعامل حكم المباراة بشكل سيئ للغاية، وكان يجب أن يُشهر لي ولميسي البطاقة الصفراء فقط وينتهى الأمر، لكنه أخطأ بطردنا مباشرة"، وأضاف: "البطاقات الصفراء الأخرى مثل التي حصل عليها جان بوسيغور أخرجتنا من المباراة، والحكم سمح للاعبي الأرجنتين بارتكاب الكثير من الأخطاء".
وتابع: "أعتقد أن الأرجنتين تأثرت بما حدث ضد البرازيل، وتعرضوا للظلم، ولا أرى ما حدث في هذه المباراة كان صحيحاً، وأشعر بالإعجاب بالأرجنتين، لقد فازوا دائمًا بالألقاب، ونحن أيضًا، المنتخبان كبيران"، واستكمل لاعب تشيلي تصريحاته قائلاً: "لم يكن هناك أمن أثناء طردي أمام الأرجنتين، إذ ألقت الجماهير بعض الأشياء علي وقت خروجي من الملعب".
طرد ميسي حديث الصحافة الألمانية
من جهتها ركزت الصحف الألمانية على حادثة البطاقة الحمراء التي نالها ميسي، ولم تتحدث كثيراً عن نتيجة المباراة وعن حصول الأرجنتين على المركز الثالث في كوبا أميركا، وقالت صحيفة "بيلد زايتونغ" إن ميسي خطف الأضواء بنيله البطاقة الحمراء والكلّ أصبح يتحدث عن حالة الطرد أكثر من تحقيق الأرجنتين للمركز الثالث.
"كلارين" الأرجنتينية: ميسي يهاجم الكومنيبول
وعنونت صحيفة (كلارين): "المركز الثالث..الأرجنتين تتفوق في مباراة مثيرة أمام تشيلي"، وأضافت "ليونيل ميسي هاجم الكومنيبول (اتحاد أميركا الجنوبية)، ولم يتوجَّه لتسلم ميدالية المركز الثالث"، وفي النسخة الرقمية من صحيفة "لا ناثيون" جاء العنوان "الأرجنتين فازت على تشيلي في معركة صغيرة دفع ميسي ثمنها غاليًا"، وأضافت "من الصعب فهم ما حدث، لكنه حدث: ميسي، الذي لا يميل للصدامات، طُرد في مباراة لا قيمة لها".
ماذا قالت صحافة تشيلي؟
من جانبها، ذكرت صحيفة (تشيلي) "الأرجنتين تفوز بالمركز الثالث في مباراة مليئة بالمشاكل والجدل"، فيما خرجت صحيفة "باغينا 12" بعنوان "الأرجنتين تفوز على تشيلي بدون ميسي في الشوط الثاني وأغويرو يستلم شارة القيادة".
وفي البرازيل، كادت جميع الصحف أن تجمع على أن قرار الحكم بطرد ليونيل ميسي لم يكن صائباً، لأن اللقطة كانت عبارة عن تلاسن بين اللاعبين وكان على الحكم أن يشهر بطاقة صفراء لكل لاعب وتنتهي القصة، فيما قالت "لاجغازيتا أسبورتيفا" التي تصدر في ولاية ساو باولو "ميسي تعرض للظلم والبطاقة الحمراء وهي الثانية في تاريخه ستحرمه من خوض بداية تصفيات مونديال قطر".
وحتى الآن، لم يصدر أي رد فعل من الأسطورة مارادونا الذي لا يترك فرصة لا يفتح فيها النار على التحكيم وعلى اتحاد "الكومنيبول".