رحل عن عالمنا أسطورة كرة القدم العالمية بيليه، نجم البرازيل والسامبا، عن عمر 82 عاماً، في مدينة ساو باولو البرازيلية، بعد صراع مع مرض سرطان القولون.
الملك صاحب الإنجازات الضخمة والبطولات والعديد من الألقاب والأوسمة خلال مسيرته الكروية، الذي يُعد لاعب القرن الـ20 لكرة القدم، الأيقونة والعلامة الفارقة وأعظم لاعبي كرة القدم على مدار التاريخ، بل أكثر الشخصيات الرياضية تأثيراً ونجاحاً في القرن 20.
الجوهرة السمراء بيليه (إديسون أرانتس دي ناسيمنتو) وُلد في ساو باولو يوم 23 أكتوبر 1940، في أسرة فقيرة، وظهرت موهبته في نادي سانتوس بساو باولو من عام 1965 لغاية 1974، محققاًً 25 بطولة، ثم انتقل إلى نيويورك كوزموس الأميركي من 1974-1977 وحقق هناك لقبين. أرقام قياسية حققها الملك، حيث لعب في مختلف الملاعب، خاض 1363 مباراة وسجل 1281 هدفاً، ليدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية.
مثّل بيليه منتخب السيلساو في 92 مباراة وسجل 77 هدفاً، وهو الهداف التاريخي للبرازيل مع نيمار برصيد 124 مباراة و77 هدفا. أول مباراة دولية أمام الأرجنتين بعمر 16 عاماً و9 أشهر، ليبدأ مسيرة الإنجازات بالتتويج بكأس العالم 3 مرات، أولها كان في 1958 في السويد بعمر 17 عاماً و249 يوماً، بتسجيل 6 أهداف في البطولة، ولقب 1972 في تشيلي، و1970 في المكسيك، مسجلاً 4 أهداف (شارك في 4 بطولات كأس عالم، لعب 14 مباراة، سجل 12 هدفاً وصنع 10 أهداف ).
الملك بيليه اختير لحصد عدة جوائز ومناصب خلال حياته الرياضية، أهمها لاعب القرن من الاتحاد الدولي لكرة القدم عام 2000، ورياضي القرن في 1999 من قبل اللجنة الأوليمبية الدولية، وأيضاً لاعب القرن 1999 في أميركا الجنوبية، 7 مرات أحسن لاعب في القارة والعديد من الجوائز.
على مستوي المناصب، عمل كسفير عالمي للقضايا الإنسانية في الأمم المتحدة واليونسكو، كذلك شغل منصب وزير استثنائي للرياضة من 1995 حتى 1998، وتلقّى إشادة من رؤساء البرازيل، إذ ما قاله الرئيس جانيو كواد ورس عام 1961 يؤكد ذلك "بيليه ثروة قومية". الرئيس المنتخب أخيرا للبرازيل إيناسيو لولا دسيلفا (ولاية رئاسية ثالثة) أكد أنه محظوظ لأنه شاهد بيليه يلعب، قائلاً "بيليه لم يكن يلعب فقط بل كان عرضاً".
كلمات مؤثرة عبر التاريخ قيلت عن الساحر بيليه، حيث تلقّى إشادة كبيرة من نجوم اللعبة، كالمجري بوشكاش الذي قال عنه في إحدى المناسبات "أعظم لاعب كرة قدم دي ستيفانو، أما بيليه فهو خارج التصنيف". في حين قال الإنكليزي بوبي تشارلتون "كرة القدم اخترعت من أجل بيليه".
ونتابع سرد بعض التعليقات الأخرى، حيث قال البرازيلي زيكو في إحدى المناسبات "بيليه ليس لاعب القرن فقط، بل هو الأعظم وبفارق كبير". أما دي ستيفانو أسطورة ريال مديد فقد قال في مناسبة سابقة "بيليه، ميسي، رونالدو الأفضل، ولكن بيليه أحسنهم".
في حين أن الراحل الهولندي يوهان كرويف صاحب 3 كرات ذهبية قال عنه "بيليه لاعب اخترق حدود المنطق". أما البرتغالي حارس بنفيكا كوستا بيريرا فقال "تأكدت أنه لم يولد على نفس الكوكب".
حتى بعد وفاته، جاءت كلمات الرثاء من النجوم ينعون بيليه، على رأسهم الأرجنتيني ميسي الذي قال "ارقد بسلام أيها الملك". أما البرتغالي كريستيانو رونالدو فكتب "كلمة الوداع لن تكون كافية". في حين أن الأورغوياني لويس سواريز قال "سيظل إرثه أبدياً". وأخيراً ما قاله البرازيلي نيمار "بيليه رحل لكنّ سحره سيبقي".
من أهم أقوال بيليه "النجاح ليس من قبيل الصدفة، إنه العمل الجاد والمثابرة والتعلّم والدراسة والتضحية، والأهم من ذلك كلّه حبّ ما تقومون به أو تعلّم ذلك".
بيليه الأفضل في تاريخ اللعبة، لامتلاكه أعلى المهارات على مستوى المراوغة، إضافة إلى الترويض والتمرير وتسديد ضربات الرأس والتهديف، إضافة إلى كل ما سبق هناك الاستمرارية والتألق لسنوات. أما السبب الثالث فهو الإنجازات والألقاب والبطولات، كما نذكر الجانب الأخلاقي والسلوكي. الملك رحلته مليئة بالعطاء والألقاب والأهداف التي لا تنسى.. ستبقى خالداً في الذاكرة... وداعاً بيليه.