استمع إلى الملخص
- **تحديات شخصية ومهنية**: تأثر بوفاة مدربه مراد آيت عمار قبل ثلاثة أشهر من الأولمبياد، مما أثر على تحضيراته النفسية والرياضية، وأبدى ارتياحه لإنهاء المسابقة بصحة جيدة رغم ألم في الكاحل.
- **إنجازات سابقة وآمال مستقبلية**: حقق العديد من الميداليات في ألعاب البحر الأبيض المتوسط والألعاب الأفريقية والعربية، ويأمل في العودة بقوة في الاستحقاقات المقبلة.
انتهى مشوار العدّاء الجزائري ياسر تريكي (27 عاماً)، في أولمبياد باريس 2024، بعد أن أخفق، الجمعة، في الفوز بإحدى الميداليات الملونة ضمن رياضة الوثب الثلاثي، إثر احتلاله المرتبة التاسعة بين المتسابقين بقفزة بلغ طولها 17.22 مترا، وبعد محاولة أولى خاطئة، ثم ثانية بلغت مسافتها 17.05 مترا، وهو ما لم يسمح له بدخوله سباق التتويج، الذي طارت فيه الميدالية الذهبية للإسباني دياز فورتوني بتحقيقه قفزة بمسافة 17.86 مترا، والفضية للبرتغالي بيكاردو بقفزة 17.84 مترا، أما البرونزية فكانت من نصيب الإيطالي دياز هيرنانديز بقفزة طولها 17.63 مترا.
وتحدّث ياسر تريكي، بعد نهائي الوثب الثلاثي لشبكة بي إن سبورتس القطرية، عن مشواره في أولمبياد باريس، إذ ظهر عليه التأثر الشديد لإخفاقه في التتويج، ولو أنه أرجع ذلك للعديد من الأسباب، أبرزها تأثره بوفاة مدربه، مراد آيت عمار، قبل ثلاثة أشهر من انطلاق هذه التظاهرة الرياضية، وهو الذي كان مهماً جداً للعدّاء الجزائري على المستويين الرياضي والشخصي.
وقال ياسر تريكي، في تصريحاته: "أستطيع أن أؤكد لكم أنني لست سعيداً، بل حزين جداً، لأن هدفي الأول كان التتويج بإحدى الميداليات في هذه الألعاب الأولمبية، لكن يبقى من الجيد أنني أنهيت هذه المسابقة في صحة جيدة، باستثناء ألم في الكاحل. لقد كان موسماً صعباً، خاصة أنني كنت أعتبر مدرباً لنفسي، وأتمرن بنفسي وطبيباً لنفسي كذلك، لقد كنت كل شيء لنفسي منذ ثلاثة أشهر تقريباً، بعد وفاة مدربي، الأمر لم يكن سهلاً، كما يراه البعض".
وأضاف ياسر تريكي: "نهائي أولمبياد باريس كان أقوى نهائي في تاريخ رياضة الوثب الثلاثي، لأن من الغريب أن تحتل المركز التاسع بقفزة مسافتها 17.22 مترا، كنت أراها مسافة ستضعني مع الأوائل، لكن قدّر الله وما شاء فعل، أتمنى أن أعود بقوة في الاستحقاقات المقبلة، ولو أنني لم أضع أي برنامج حتى الآن يخص مسيرتي بعد الألعاب الأولمبية، سآخذ قسطاً من الراحة وبعدها أقرر".
ياسر تريكي.. رحلة صعبة لم يُكتب لها النجاح
مرّ ياسر تريكي بظروف صعبة خلال الفترة الأخيرة، بسبب تذبذب تحضيراته للألعاب الأولمبية في العاصمة الفرنسية باريس، إذ كان أحد المرشحين لإهداء الجزائر إحدى الميداليات الملونة، عطفاً على مشواره المميز في مختلف البطولات القارية والعربية خلال الأعوام الأخيرة. كما كان قد أعطى انطباعاً إيجابياً في أولمبياد طوكيو الماضي، بعدما حقق في النهائي قفزة بلغت مسافتها 17.43 مترا، سمحت له باحتلال المركز الخامس في جدول ترتيب المتسابقين.
وجاءت وفاة مدربه، مراد آيت عمار، لتعقّد أكثر من وضع تحضيرات ياسر تريكي للألعاب الأولمبية، خاصة من الناحيتين الذهنية والنفسية، هذا ما دفعه لأن يدخل تحضيرات الأولمبياد مع منتخب أوزبكستان للوثب الثلاثي، وتحت إشراف مدرب أوكراني، لكن في الوقت نفسه عمل على تطبيق برنامج مدربه الراحل وبقي مخلصاً له، إلا أن هذا لم يكن كافياً لأن يضعه في منصة التتويج بأولمبياد باريس.
وحقق ياسر تريكي، التي تنحدر أصوله من ولاية قسنطينة شرقي الجزائر، العديد من الإنجازات في مشواره برياضة الوثب الثلاثي، فبعد العديد من الميداليات في فئة الشباب، حاز الميدالية الفضية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 2018 في تاراغاونا الإسبانية، وفي العام نفسه ظفر بفضية الألعاب الأفريقية في نيجيريا ثم الذهبية عام 2019 بالمغرب، وفي العام نفسه ذهبية الألعاب العربية في القاهرة، وواصل تألقه كذلك عام 2021 بإحرازه ذهبية الألعاب العربية في رادس التونسية. وواصل ياسر تريكي تألقه بعد ذلك في مختلف التظاهرات الرياضية، ما أعطى للجزائريين أملاً في رؤيته متوجاً في باريس، على غرار إحرازه الميدالية البرونزية بالبطولة الأفريقية عام 2022 في إثيوبيا، ثم ذهبية الألعاب المتوسطية والألعاب العربية، اللتين احتضنتهما الجزائر توالياً. أما في عام 2024 فقد حقق الميدالية الفضية في الألعاب الأفريقية بمدينة أكرا الغانية.