- يوفنتوس يسعى لتجاوز موسمه المتقلب واستعادة مجده بالفوز بالكأس، بينما أتالانتا يأمل في تأكيد قوته وتحقيق إنجاز بالفوز باللقب، مستفيدًا من نجاحاته الأخيرة.
- النهائي يعد صراعًا بين تقاليد يوفنتوس العريقة وطموح أتالانتا الصاعد، مع ضغوط وتوقعات عالية من الجماهير، مما يجعل المواجهة لا تُنسى لكلا الناديين ومحبي كرة القدم.
يستعد نادي يوفنتوس لمواجهة فريق أتالانتا، اليوم الأربعاء، في نهائي بطولة كأس إيطاليا لكرة القدم، على ملعب أولمبيكو في العاصمة روما، في تمام الساعة العاشرة مساءً بتوقيت القدس المحتلة، إذ تترقب الجماهير الرياضية مباراة مثيرة، على اعتبار التقارب الكبير في المستوى بين الفريقين، وكذلك ترتيبهما في الكالتشيو، حيث يحتل يوفنتوس المركز الرابع برصيد 67 نقطة، بينما يحتل أتالانتا المركز الخامس برصيد 63 نقطة، غير أنه لعب مباراة أقل منه.
وكان أتالانتا قد قدّم هدية إلى يوفنتوس، الأحد الماضي، بعد انتصاره على روما، وهي نتيجة ضمنت ليوفنتوس رسمياً التأهل إلى دوري أبطال أوروبا، وهي الهدية الثانية التي يتلقاها الفريق في عام 2024، بعد أن ضمن المشاركة في كأس العالم للأندية عام 2025، إثر انتصار برشلونة الإسباني على نادي نابولي في دوري أبطال أوروبا، رغم أن موسمه لم يكن مثالياً، ولا سيما في نصفه الثاني.
وخلال هذا الموسم تقابل الفريقان في مناسبتين، حيث تعادلا ذهاباً بنتيجة 0ـ0 في الدوري وفي الإياب تعادلا أيضاً بنتيجة 2ـ2، وهو ما يؤكد التقارب في المستوى بينهما. وهذه المواجهة سيكون لها تأثير كبير في الفريقين، ولا سيما يوفنتوس الذي يريد العودة إلى حصد الألقاب، بعد أن تراجعت نتائجه في المواسم الأخيرة وخسر الزعامة في إيطاليا وتورط في الكثير من الأزمات.
ونجح يوفنتوس بقيادة المدرب الإيطالي ماسيميليانو أليغري، في تضييق الخناق على إنتر ميلانو بالصراع على تصدر الترتيب في الكالتشيو، لكن نتائج الفريق شهدت تراجعاً كبيراً مع بداية 2024، ليرفع إنتر الفارق ويتراجع يوفنتوس تراجعاً متواصلاً، إلى أن خسر المركز الثاني لفائدة ميلان ثم المركز الثالث لبولونيا، وبات قريباً من فقدان المركز الرابع أيضاً.
ورغم أن إدارة النادي اختارت بالاتفاق مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، عدم المشاركة في المسابقات الأوروبية هذا الموسم، بسبب قوانين اللعب المالي النظيف، فإن الغياب عن المسابقات الدولية لم يُساعد يوفنتوس كثيراً وقد تلقى النادي من الصدمات، خصوصاً إثر ثبوت تعاطي نجم الوسط الفرنسي، بول بوغبا، مواد محظورة، ثم استبعاده من المباريات، إضافة إلى تورط لاعب وسطه الإيطالي، نيكولو فاجيولي، في قضية المراهنة الرياضية غير القانونية، واستبعاده من الاتحاد الإيطالي لمدة موسم كامل، من دون نسيان إصابات النجوم ومشكلة تمديد عقد الفرنسي أدريان رابيو، وخلاف المدرب مع عدد من النجوم مثل الإيطالي إنريكو كييزا.
كل هذه الأحداث، جعلت يوفنتوس يواجه الكثير من الأزمات، ولم يقدر على منح الفرصة للاعبين شبّان، باستثناء التركي كنان يلديز، الذي كان من بين المواهب التي فرضت حضورها، رغم أن المدرب لا يعتمد عليه كثيراً. وسيحاول يوفنتوس رفع رصيده إلى 15 لقباً في المسابقة، وهو يحمل الرقم القياسي في عدد التتويجات باللقب، إذ كانت آخر مناسبة حصد فيها اللقب عام 2021، عندما انتصر على أتالانتا بنتيجة 2ـ1، وهو يملك بلا شك أسبقية على منافسه، لكن الوضع اليوم يختلف كثيراً.
فقد نجح أتالانتا في تحقيق نتائج مميزة في النصف الثاني من الدوري الإيطالي، خصوصاً عندما انتصر على ليفربول الإنكليزي بنتيجة 3ـ0، في ربع نهائي الدوري الأوروبي، في واحد من أكبر الانتصارات في المسابقات الأوروبية هذا الموسم، ليصل الفريق إلى النهائي الأوروبي في أكبر إنجاز بمسيرته. ويعتمد أتالانتا على خبرة مدربه جيان بييرو غاسبيريني الذي يُعتبر من أفضل المدربين الإيطاليين في السنوات الأخيرة، وهو يتفوق من حيث إدارة المباريات على جميع منافسيه، ولهذا نجح في إعادة تكوين مجموعة قوية نجحت في التألق أوروبياً، إضافة إلى قرب حجز بطاقة التأهل المباشر إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.
وتبدو نهاية الموسم مثيرة لأتالانتا، فهو يُنافس على كأس إيطاليا، وكذلك يُنافس على الحصول على المركز الخامس أو الرابع الذي يضمن التأهل إلى دوري الأبطال، إضافة إلى أنه سيخوض نهائي الدوري الأوروبي أمام باير ليفركوزن الألماني بعد أيام قليلة، ولن يكون من السهل على الفريق التعامل مع نهاية الموسم التي ستكون قوية، ولكن خبرة غاسبيريني قد تساعد الفريق على تحقيق الأهداف التي يطمح إليها. وسيخوض أتالانتا النهائي السادس في مسيرته، فقد حصد اللقب في مناسبة وحيدة كانت عام 1963 وخسر النهائي في أربع مناسبات.
وخلال المواسم الأخيرة كان أتالانتا من بين أفضل الفرق في إيطاليا وخطف الأضواء بنجاحاته الكثيرة وأسلوب لعبه، وفي كل مرة يبرز في صفوف بعض النجوم، حيث كان الهولندي تيان كوبماينرس، من بين نجوم الدوري بعروضه القوية، كذلك بات الإيطالي جورجيو سكالفيني، من بين أفضل المدافعين، وانضمّ إلى منتخب إيطاليا، وتلاحقه العديد من الأندية. ورغم أنّ أتالانتا خسر في الميركاتو الصيفي الماضي بعض نجومه، ولا سيما المهاجم الدنماركي، راسموس هويلوند الذي انتقل إلى مانشستر يونايتد، إلا أنّ الفريق استعاد قوّته سريعاً وقدّم موسماً رائعاً.
وبالنظر إلى التقارب الكبير في المستوى، لن يكون من السهل معرفة اسم الفريق الذي سيحصد اللقب، خصوصاً أن أتالانتا بانتصاره على روما، الأحد الماضي، أكد حسن استعداده في وقت تعادل فيه يوفنتوس مع ساليرنيتانا، في نتيجة صادمة لجماهيره التي باتت تشكك في قدرات الفريق. وفي حال الفشل في الحصول على اللقب، سيكون المدرب أليغري مهدداً بالرحيل عن الفريق في نهاية الموسم بعد الانتقادات التي طاولته، في وقت لم يحسم غاسبيريني قراره بخصوص الاستمرار مع أتالانتا من عدمه.