يعيش المنتخب الإيطالي بطل أوروبا مع جماهيره على الأعصاب قبل المباراة المرتقبة ضد منتخب أيرلندا الشمالية في الجولة الأخيرة من التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى المونديال، وذلك لأن أي تعثر يمكن أن يذهب بالأزوري إلى الملحق الذي لا يريده المدرب روبيرتو مانشيني، طبعاً.
ووصل المنتخب الإيطالي إلى الجولة الأخيرة وفي رصيده 15 نقطة وهو نفس العدد الذي يملكه المنتخب السويسري في المجموعة، وذلك بعد التعادل في الجولة الماضية على أرض ملعب "أولمبيكو" وبالتالي، فإنّ كلّ منتخب يحتاج للفوز مع أفضلية إيطاليا بفارق الأهداف، إذ في حال فاز المنتخبان معاً، ستتأهل إيطاليا من المركز الأول.
نقاط مهدورة كانت السبب
كان التأهل المباشر إلى بطولة كأس العالم 2022، بيد إيطاليا منذ البداية، لكن بعض النتائج أضرت بالأزوري كثيراً ومنها التعادل مع بلغاريا (1 - 1) في الجولة الرابعة ثم التعادل مع سويسرا خارج الأرض في الجولة الخامسة، ما يعني إهدار 4 نقاط تقريباً كانت كفيلة بمنح رجال مانشيني التأهل بسهولة.
وهنا يجب التنبيه إلى أنّ المنتخب الإيطالي قدم مباراتين كبيرتين وأضاع الكثير من الفرص لكنه لم ينجح في تحقيق الفوز، كما وأهدر ركلتي جزاء أمام سويسرا ذهاباً وإياباً، وهذا الأمر كلفه عدم التفوق على سويسرا وابعاده عن المنافسة أصلاً، الأمر الذي عقد موقف إيطاليا كثيراً وجعلها تنتظر حتى الجولة الأخيرة لمعرفة مصيرها.
ولولا هذه النقاط لكان المنتخب الإيطالي يملك اليوم 19 نقطة لا 15، ولكان ضامناً العبور بسهولة من دون أي مشكلة، وهو الذي ستكون الأنظار منصبة عليه يوم الاثنين لمعرفة إن كان سيخوص الملحق أو يتأهل بشكل مباشر، خصوصاً أنّه بطل أوروبا المتوج بلقب "يورو 2020" الصيف الفائت على ملعب "ويمبلي".
وبعد التتويج بلقب بطل أوروبا، لا يريد مانشيني أبداً الظهور بصورة متواضعة ولا يريد التفريط بالفوز أمام أيرلندا الشمالية، لكي لا يدخل في متاهة كبيرة تُعقد موقفه وتجعل الصحافة الإيطالية تنتقده بعد العمل الكبير الذي صنعه مع "الأزوري" خلال السنوات الماضية، كونه السبب في استعادة "الأزوري" للمستوى الذهبي الذي فقده بعد الفشل في التأهل إلى مونديال روسيا عام 2018.
وطبعاً لن تتحمل الجماهير الإيطالية فكرة عدم تأهل المنتخب الإيطالي إلى بطولة كأس العالم لأن هذا الأمر سيكون بمثابة كارثة كبيرة خصوصاً بعد التتويج بلقب "يورو 2020" ولا يمكن أن تحتمل الكرة الإيطالية أصلاً غياباً جديداً عن المونديال بعد الغياب عن روسيا في عام 2018.
وعليه، يجب على كلّ نجوم المنتخب الإيطالي القتال أمام منتخب أيرلندا الشمالية على أرض الملعب من أجل تفادي أي سيناريو سلبي يؤثر على مستقبل المنتخب ومستقبل المدرب روبيرتو مانشيني أيضاً. كما أنّ الأخير أمامه مهمة صعبة جداً لصناعة تشكيلة قوية قادرة على تحقيق الفوز الأهم في التصفيات الأوروبية الذي يحسم بطاقة العبور، كما أنّ مانشيني يريد متابعة سلسلة النتائج الجيدة والانتفاضة التي صنعها مع "الأزوري" منذ توليه مهمة المنتخب في عام 2018.
"كابوس السويد" ممنوع
يعرف مانشيني جيداً أن تكرار "كابوس" السويد ممنوع ومُحرم وعليه لا يريد الذهاب إلى ملحق من مباراتين ذهاب وإياب من أجل حسم التأهل إلى المونديال، لأنه يعرف جيداً أن مباراتين من 180 دقيقة أمر معقد وربما تحدث فيه أمور غير متوقعة ومفاجئة، وربما تُكلف المنتخب الإيطالي عدم التأهل وهنا ستحدث الكارثة.
ففي التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى مونديال عام 2018، خاض المنتخب الإيطالي الملحق المؤهل ضد منتخب السويد، وتفوق الأخير في مباراة الذهاب بهدف نظيف، بينما انتهت مواجهة الإياب على ملعب "سان سيرو" بالتعادل السلبي، وتحول حلم التأهل إلى كابوس حقيقي لجماهير إيطاليا آنذاك.
والمعروف أن مباريات الملحق هي مباريات إقصائية وأي خطأ لا يمكن تعويضه على أرض الملعب، وهو السيناريو الذي يريد المدرب مانشسني تجنبه لأنه بطل أوروبا وسيفقد الكثير من هيبته لو حصل هذا السيناريو، مع التنويه إلى أنه يوم مواجهة السويد كانت الأفضلية لإيطاليا، لكنّ كل شيء انقلب على أرض الملعب بشكل مفاجئ.