سكاي سبورتس: هاميلتون هدد بترك مرسيدس!

وبعد نهاية سباق أبو ظبي الأخير، والذي فاز به هاميلتون لكن زميله روزبرغ تُوّج بلقب العالم متفوقاً بفارق النقاط، سأل صحافي من قناة "سكاي سبورتس" هاميلتون وقال له "بعد الحادث الذي وقع بينك وبين روزبرغ في سباق إسبانيا، هددت بترك الفريق، هل هذا الكلام صحيح؟

وبحسب "سكاي سبورتس" فإن رد هاميلتون كان بمثابة الجواب الذي أعطى الصحافي الخبر اليقين بأن البريطاني فعلاً هدد الفريق بالرحيل، وذلك بسبب عدم نفي هاميلتون للقصة تماماً عندما قال رداً على السؤال: "هذه قصة خاصة بفريق العمل ومن الماضي".

جواب نفي؟
تؤكد قناة "سكاي سبورتس" عبر تقريرها أن هاميلتون هدد فريقه بالانسحاب في عام 2016 بعد الحادث مع روزبرغ في سباق إسبانيا. وذلك بسبب رفض الفريق اعتبار بطل العالم الحالي، الألماني نيكو روزبرغ مذنباً بهذا الحادث، إذ يعتقد هاميلتون أن روزبرغ هو المسؤول، لكن الأمر الذي أغضب هاميلتون هو عدم اعتراف فريق "مرسيدس" بذلك.

وهو الأمر الذي دفع بلويس هاميلتون إلى تهديد فريق "مرسيدس" بالرحيل بعد سباق إسبانيا وبأنه لا يريد متابعة الموسم الحالي مهما كلف الأمر. وبحسب "سكاي سبورتس" فإن هاميلتون هو شخص حساس ويغضب سريعاً من أي تصرف يزعجه. لكن وبعد سباق أبو ظبي كل هذا الكلام لم يذكره هاميلتون واكتفى بالنفي خلال حديثه مع "سكاي سبورتس".

وبالعودة إلى ما حصل خلال الموسم المنصرم، فإن سيارة هاميلتون تعرضت مرتين لتوقف محرك وهذا الأمر تسبب بابتعاد البريطاني عن روزبرغ بحوالي 43 نقطة، وهي من الأمور التي دفعت بهاملتون لاعتبار أن فريقه "مرسيدس" يعيق منافسته على لقب بطولة العالم بسبب الاستراتيجية المتبعة.

وخلال حديث لهاميلتون مع "سكاي سبورتس" في الصيف الماضي، وصف هاميلتون سباق برشلونة بأنه مؤثر جداً على المنافسة، وأضاف "هناك أشياء لا يمكن كشفها إلا بعد الاعتزال، لكنني عشتها في هذا السباق، وفي اليوم التالي استيقظت وذهبت للتدريب لكن أشياء كثيرةً كانت ندور في ذهني في ذلك الوقت".

ماذا حصل بعد ذلك؟
يُشير تقرير "سكاي سبورتس" إلى أن أدلة كثيرة تؤكد وقوع هذه الحادثة، وتهديد هاميلتون بترك "مرسيدس" لم يكن إشاعة. بعد سباق "كتالونيا" بقيت الفرق على حلبة السباق ليومين للراحة. وخلال هذه الأيام قاد روزبرغ سيارة "مرسيدس" وكان من المتوقع أن يُسلم السيارة لاستبيان أوكون أحد سائقي الفريق الصغار، لكن فجأة ظهر السائق باسكال ويهرلين سائق "مرسيدس أم ج".

وتم استدعاء باسكال ويهرلين، وكان مستغرباً إشراك ويهرلين بهذه الطريقة لأنه وبحسب قوانين فورمولا 1 لا يمكن إشراك سائق جديد من دون أن يخوض ثلاثة سباقات سابقة، وهي المواصفات التي تنطبق فقط على السائق أوكون وليس باسكال ويهرلين، وهو الأمر الذي أثار شكوكا كبيرة حول إمكانية ترك هاميلتون للفريق الألماني.

وبعد انتشار خبر غياب هاميلتون عن السباق واستبداله بالسائق باسكال ويهرلين في الصحف الرياضية، نشر فريق "مرسيدس" بياناً رسمياً أعلن فيه أن استدعاء باسكال ويهرلين كان بسبب تجربة تعديلات جديدة على السيارة، ويحتاج الفريق إلى سائق يملك خبرة قليلة في عالم فورمولا 1.

لم تقتنع قناة "سكاي سبورتس" بهذا البيان ونشرت تقريراً يُشير إلى أن استدعاء باسكال ويهرلين، كان عملب احتياطيا تحسباً لإمكانية ترك هاميلتون للفريق كما قال بعد سباق إسبانيا، وبالتالي يجب تحضير ويهرلين لخوض سباق "موناكو" القادم وإلا ففريق "مرسيدس" قد يظهر بدون سائق ثاني على حلبة السباق.

العدول عن القرار؟
بعد نشر كل هذه الوقائع السابقة، تؤكد مصادر "سكاي سبورتس" أن السائق البريطاني لويس هاميلتون عاد عن قرار مغادرة فريق "مرسيدس"، وذلك بعد أن انتشرت الأخبار والتقارير الصحافية التي تكشف أن هاميلتون هدد "مرسيدس" بالرحيل، ولكي يتفادى البريطاني أزمة داخل الفريق قرر العدول عن قرراه.

لكن لماذا عدل هاميلتون عن قرار كان اتخذه بعد سباق إسبانيا؟ بحسب "سكاي سبورتس" فإن أحد كبار فريق "مرسيدس" لعب دوراً في إقناع هاميلتون بالعودة عن قراره وهو ربما رئيس الفريق توتو ولف أو السائق التاريخي والمدير التقني الحالي لمرسيدس نيكي لاودا. هذا بالإضافة إلى أمر أخر يتعلق بروزبرغ الذي قد ينفرد في المنافسة على لقب العالم في حال تنحي لويس هاميلتون.

بعد نهاية هذه العاصفة عاد هاميلتون بقوة ونافس روزبرغ حتى السباق الأخير في أبو ظبي، وفاز في ستة سباقات من أصل سبعة، لكنه لم يتمكن من الوصول إلى القمة بسبب فارق النقاط الكبير مع الألماني نيكو روزبرغ الذي حل ثانياً في السباق الأخير وتُوج بلقب العالم لأول مرة.

وبعد نهاية سباق أبو ظبي الأخير، كشفت تقارير صحافية أن هاميلتون رفض اتباع تعليمات الفريق خلال السباق وذلك من أجل المنافسة بشراسة مع روزبرغ، وقد يتعرض البريطاني لعقوبات من "مرسيدس"، ومن يعرف ربما يترك بطل العالم أربع مرات الفريق. وعندها قد يكشف حقيقة ما حصل بعد سباق إسبانيا على الهواء مباشرةً وأمام الجميع وعندها يتضح كل شيء بخصوص الحادث بين هاميلتون وروزبرغ الذي كاد أن يغيّر كل شيء في موسم فورمولا 1.