تخشى المنتخبات العالمية التي تُشارك في النسخة العاشرة من بطولة كأس القارات، التي تستضيفها ملاعب كرة القدم الروسية خلال الفترة ما بين السابع عشر من شهر يونيو الجاري وحتى الثاني من شهر يوليو المقبل، مما يُسمى بـ"لعنة" بطولة كأس القارات التي تفرض على المنتخب المتوج بلقب هذه البطولة خسارة بطولة كأس العالم التي تقام في العام التالي.
وانطلقت مساء السبت منافسات النسخة العاشرة من بطولة كأس القارات التي تستضيفها أربع مدن روسية خلال الفترة من 17 يونيو/حزيران الجاري لغاية الثاني من يوليو/تموز، بمشاركة ثمانية منتخبات وزعت على مجموعتين، ضمت الأولى روسيا ونيوزيلندا والبرتغال والمكسيك، في حين ضمت الثانية ألمانيا وتشيلي والكاميرون وأستراليا.
ورغم أن خوض بطولة كأس القارات ومحاولة الفوز بها تُعد بمثابة أفضل وسيلة للاستعداد لبطولة كأس العالم روسيا 2018، إلا أن جماهير المنتخبات العالمية قد أصبحت تُفضل خلال الوقت الحالي عدم فوز منتخب بلادها بلقب هذه البطولة، وذلك بسبب ما يُسمى بـ"لعنة" بطولة كأس القارات التي تفرض على المنتخب المتوج بلقب هذه البطولة خسارة النسخة التالية من بطولة كأس العالم.
الأرجنتين
ويُعد المنتخب الأرجنتيني هو أول من دفع ضريبة الفوز بلقب بطولة كأس القارات، وذلك بعدما خرج منتخب الألبسيلستي من الدور الثاني لبطولة كأس العالم 1994 التي أقيمت في الولايات المتحدة الأميركية، وذلك بعد أن كان قد تُوج بلقب كأس القارات قبلها بعامين في المملكة العربية السعودية.
البرازيل
فيما يُعتبر المنتخب البرازيلي المتضرر الأكبر من العقدة التي سيطرت على أذهان الملايين من عشاق الساحرة المستديرة، إذ فشل منتخب السيلساو بالتتويج بلقب كأس العالم أربع مرات في العام التالي لتتويجه بطلاً لكأس القارات، كان أولها في نهائي مونديال 1998 عندما خسر آنذاك لقب كأس العالم بعد الهزيمة الثقيلة أمام فرنسا بثلاثية نظيفة في المباراة النهائية، وذلك رغم تتويجه قبلها بعام بلقب بطولة كأس القارات التي أقيمت في السعودية إثر فوزه العريض على أستراليا بسداسية نظيفة.
في حين كانت المرة الثانية عندما تُوج المنتخب البرازيلي بلقب بطولة كأس القارات عام 2005، التي أقيمت في ألمانيا، بعد فوزه في المباراة النهائية على حساب المنتخب الأرجنتيني بنتيجة أربعة أهداف مقابل هدف، وذلك قبل أن يُودع السيلساو بطولة كأس العالم التي أقيمت في عام 2006 من الدور ربع النهائي، بعد الهزيمة أمام فرنسا.
وأصابت لعنة التتويج بلقب كأس القارات منتخب السيلساو للمرة الثالثة في بطولة كأس العالم 2010 التي أقيمت في جنوب أفريقيا، حيث خرج المنتخب البرازيلي من الدور ربع النهائي بعد الهزيمة أمام هولندا بنتيجة هدفين مقابل هدف، إذ جاء هذا الخروج بعد عام واحد فقط من تتويجه بلقب كأس القارات عام 2009 على حساب الولايات المتحدة، بعد فوزه في المباراة النهائية بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين.
وتكرّرت الواقعة نفسها مع المنتخب البرازيلي في النسخة الأخيرة من بطولة كأس العالم التي أقيمت في البرازيل في عام 2014، فبعد أن تُوج منتخب السيلساو بلقب كأس القارات 2013 إثر فوزه على حساب المنتخب الإسباني بنتيجة ثلاثة أهداف من دون مقابل، في المباراة النهائية التي أقيمت على ملعب ماراكانا في ريو دي جانيرو؛ ودّع المنتخب البرازيلي بطولة كأس العالم 2014 من الدور نصف النهائي بعد الهزيمة التاريخية التي مُني بها على يد نظيره الألماني بنتيجة سبعة أهداف مقابل هدف، في المباراة التي جمعت بين المنتخبين في الثامن من شهر يوليو عام 2014 على استاد مينيراو في مدينة بيلو هوريزونتي البرازيلية.
فرنسا
وطاردت لعنة التتويج بلقب بطولة كأس القارات منتخب فرنسا مرتين متتاليتين، فقد ودّع منتخب الديوك بطولة كأس العالم عام 2002 التي أقيمت في كوريا الجنوبية واليابان مبكراً من دور المجموعات، وذلك رغم تتويجه بلقب كأس القارات 2001، إثر الفوز الذي حقّقه على حساب المنتخب الياباني بنتيجة هدف دون مقابل حمل إمضاء اللاعب باتريك فييرا.
وتكرّر السيناريو ذاته مع المنتخب الفرنسي في نسخة عام 2006 التي أقيمت في ملاعب كرة القدم الألمانية؛ حيث خسر منتخب الديوك آنذاك المباراة النهائية على يد المنتخب الإيطالي بضربات الجزاء الترجيحية بعد التعادل في الوقت الأصلي والإضافي بنتيجة 1-1، حيث جاءت خسارته هذه بعد نحو ثلاثة أعوام من تتويجه بلقب بطولة كأس القارات 2003 إثر الفوز الذي حقّقه على حساب المنتخب الكاميروني بهدف تييري هنري في الدقيقة 97 من الشوط الإضافي الأول.
الدنمارك
وعانى المنتخب الدنماركي الأول لكرة القدم هو الآخر من لعنة الفوز بلقب كأس القارات، إذ ودّع منتخب أحفاد الفايكنغ بطولة كأس العالم 1998 من الدور ربع النهائي، إثر خسارته على يد نظيره المنتخب البرازيلي بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين، ليُغادر المنتخب الملقب بـ"الديناميت" البطولة العالمية، وذلك بعد عامين فقط من تتويجه بلقب كأس القارات عام 1995 التي أقيمت في المملكة العربية السعودية.
المكسيك
وتكرّر الأمر ذاته مع المنتخب المكسيكي، فبعد أن تُوج منتخب "إل تري كولور" بلقب بطولة كأس القارات 1999 إثر فوزه على حساب المنتخب البرازيلي بنتيجة أربعة أهداف مقابل ثلاثة؛ خرجت المكسيك من الدور ثمن النهائي لبطولة كأس العالم عام 2002 التي أقيمت في كوريا الجنوبية واليابان، وذلك إثر خسارته أمام منتخب الولايات المتحدة الأميركية بنتيجة هدفين دون مقابل.