من المعاناة إلى الذهب
بدايةً من منتخب كرة القدم الذي غابت عنه الإنجازات باستثناء ما حصل في تصفيات مونديال عام 2014. أما منتخب كرة السلة فآخر مرة تأهل فيها إلى بطولة كأس العالم كانت في عام 2010، ولم يُحقق النتائج المُعتادة في بطولات كأس آسيا خلال السنوات الأخيرة. في الألعاب الأولمبية وبطولات ألعاب القوى، كان لبنان بعيدا جداً ولم يُحقق الكثير من الميداليات الذهبية.
لكن ما حدث بعد ذلك هو انتفاضة رياضية بكل معنى الكلمة، والتي جعلت الجماهير تحلم من جديد بأن يكون اسم لبنان حاضراً في المحافل الدولية والآسيوية بعد غياب طويل. عام 2018 أعاد الهيبة للرياضة اللبنانية، والرياضيون اللبنانيون ثابروا واجتهدوا كثيراً من أجل رفع العلم اللبناني من جديد في المنافسات القارية والدولية، ولم لا ربما بعد سنوات سنحضر لأول مرة في بطولة كأس العالم 2022؟
كرة القدم والإنجازات
لم يعرف المنتخب اللبناني لكرة القدم نجاحاً كبيراً مثل الذي يشهده الآن. لبنان ولأول مرة في تاريخه يخوض 16 مباراة دولية متتالية دون أن يتعرض لأي خسارة. فالمنتخب اللبناني لم يخسر منذ 24 آذار/مارس 2016 عندما انهزم أمام كوريا الجنوبية بهدف نظيف في تصفيات بطولة كأس العالم 2018.
بعد ذلك، حقق المنتخب اللبناني ثمانية انتصارات وتعادل في ثماني مباريات أيضاً دون أن يتعرض لأي خسارة، ومن بينها مباريات في التصفيات المؤهلة إلى بطولة كأس آسيا 2019 في الإمارات.
وبفضل هذه النتائج الرائعة، قفز المنتخب اللبناني قفزة نوعية في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم، فبعد أن كان يحتل المركز الـ 147 في عام 2016، وصل إلى المركز الـ 85 في عام 2017، ليبلغ ولأول مرة في تاريخه الكروي المركز الـ 79 في عام 2018.
لم يكتفِ لبنان بهذه الإنجازات الرقمية، بل إنه يحتل المركز الثاني بين جميع منتخبات العالم كأكثر الذين حافظوا على سلسلة مباريات دون خسارة حتى الآن. فالمنتخب اللبناني (16 مباراة دولية دون خسارة) هو وصيف المنتخب الإسباني (24 مباراة دون خسارة). كما أن لبنان تأهل لأول مرة إلى بطولة كأس آسيا عبر نظام التصفيات.
السلة والمونديال...حلم قريب
بعد غياب عن بطولة كأس العالم 2010، والنتائج المتواضعة في بطولة كأس آسيا بحلول لبنان خامساً في نسخة البطولة عام 2015 في الصين، وإنهاء المشوار سادساً في نسخة عام 2017، بدأ المنتخب اللبناني يستعيد عافيته كثيراً وخصوصاً في تصفيات بطولة كأس العالم 2019.
يتصدر المنتخب اللبناني مجموعته في التصفيات رفقة منتخب نيوزيلندا برصيد 13 نقطة جمعها من ستة انتصارات وخسارة وحيدة. وكان آخر انتصار على العملاق الصيني قبل أيام في العاصمة بيروت (92 – 88) والذي جعل لبنان يقترب أكثر وأكثر من مونديال السلة بعد غياب دام ثماني سنوات. والمُلفت أن لبنان بحاجة لفوز على نيوزيلندا من أجل ضمان التأهل بشكل رسمي من الآن.
إنجازات وأحلام
لم تكتفِ الرياضة اللبنانية بهذه الإنجازات فقط، فمنتخب لبنان للسيدات تحت 18 سنة و15 سنة حصد المركز الثاني في بطولتي غرب آسيا الأخيرتين. وأثبتت ناشئات لبنان أنهن على قدر كبير من المسؤولية ويملكن موهبة كروية مُميزة قادرة على المنافسة قارياً وعالمياً.
في المقابل، لا يمكن إغفال الإنجازات اللبنانية في بطولة الألعاب الآسيوية الأخيرة في عام 2018. ففي الرماية حصدت الرامية راي باسيل والرامي ألان موسا الميدالية الذهبية عن جدارة واستحقاق. في وقت حصد المصارع دومينيك أبو نادر الميدالية الفضية في منافسات 86 كلغ، أما راي باسيل فحققت منفردة الميدالية البرونزية في الرماية وأخيراً حصدت لايتيتيا عون الميدالية البرونزية في رياضة "التايكواندو" منافسات 35 كلغ.