وبلغت الأزمة المالية الخانقة التي ضربت الدوري الجزائري ذروتها، قبيل انطلاق الموسم الحالي، بسبب تراجع الدعم الحكومي، وكذلك الرعاة، في تقديم يد العون للأندية التي تواجه خطر الإفلاس، بالتزامن مع حبس الكثير من رجال المال والأعمال، ومنهم من كان مساهماً رئيساً في بعض الأندية؛ على غرار فريق اتحاد العاصمة الذي يواجه مصيراً مجهولاً، منذ سجن مالكه علي حداد زعيم "الكارتل" المالي السابق في البلاد.
وفي هذا السياق، فجّر الاتحاد الجزائري لكرة القدم "مفاجأة مدويّة" بعد أن كشف، في بيان، بعد اجتماع مكتبه التنفيذي، أنّ كل أندية دوري المحترفين التي يبلغ عددها حالياً 32 فريقاً "على أعتاب الإفلاس" سوى فريق واحد.
وجاء في البيان أنّ رضا عبدوش الرئيس الجديد لهيئة مراقبة وتسيير الأندية التي أطلقها الاتحاد، في أيلول/سبتمبر الماضي: "أشعر المكتب التنفيذي للاتحاد بأمر خطير، إذ أكد أنّ كل الأندية عاجزة مالياً وتقترب من الإفلاس، عدا فريقا واحدا فقط"، ولم يذكر بيان الاتحاد هوية هذا النادي.
غير أنّ مصادر مطلعة أكدت، لـ"العربي الجديد"، اليوم الإثنين، أنّ الأمر يتعلّق بنادي أتلتيك بارادو المملوك لرئيس الاتحاد الجزائري خير الدين زطشي، إذ لا يعتمد الفريق على ميزانية ضخمة لتسيير شؤونه مثل باقي الأندية، كما أنّ سياسته مبنية على توظيف شبان الأكاديمية للعب مع الفريق الأول، ولا يكلف ذلك مبالغ مالية كبيرة، فضلاً عن أنّ النادي لا يملك قاعدة شعبية واسعة، تجعله تحت ضغط النتائج والجماهير.
كما أنّ نادي أتلتيك بارادو بصدد تصدير الكثير من المواهب إلى أوروبا، ما يدرّ عليه أموالاً طائلة؛ مثل اللاعب هشام بوداوي المنتقل إلى نيس الفرنسي، في الصيف الماضي، وزميليه زكرياء نعيجي وهيثم لوصيف اللذين التحقا توالياً بفريقي جيل فيسنتي البرتغالي وأنجيه الفرنسي.
في بالمقابل، كشفت المصادر ذاتها أنّ فريق اتحاد العاصمة، يُعد النادي الأكثر مديونية في الدوري إذ بلغت ديونه 400 مليار سنتيم (حوالي 35 مليون دولار أميركي)، بينما يُعد ريق شبيبة القبائل الأقل مديونية في الدوري، بواقع 4 مليارات سنتيم (حوالي 350 ألف دولار).