الاتحاد الآسيوي يعاقب الإمارات بسبب مباراة قطر

عاقب الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، الاتحاد الإماراتي للعبة، وذلك على خلفية الأحداث التي شهدتها مباراة نصف نهائي كأس أمم آسيا 2019، والتي خسرها المنتخب الإماراتي على يد المنتخب القطري برباعية نظيفة.

وأصدر الاتحاد القاري بيانا رسميا نشره على موقعه الرسمي، أكد فيه أنه فرض على الإمارات خوض مباراة واحدة دون جمهور مع غرامة مالية بقيمة 150 ألف دولار بسبب قيام جماهير المنتخب المضيف للبطولة برمي الأحذية والمقذوفات في مباراة نصف نهائي كأس آسيا 2019 التي خسرتها أمام قطر.

وبحسب القرار الذي اتخذته لجنة الانضباط في الاتحاد الآسيوي، ستلعب الإمارات من دون جمهور أول مباراة على أرضها ضمن تصفيات كأس آسيا 2023.

وأكد الاتحاد الآسيوي أن الاتحاد الإماراتي لكرة القدم يتوجب عليه دفع الغرامة في غضون 30 يوماً، بحسب المادة 11.3 من لائحة الانضباط والأخلاق في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، مشيراً إلى أنه في حال ارتكاب مخالفات مماثلة في المستقبل فسيتم فرض عقوبات أشد عليه.



وتلقت الإمارات التي نظمت النسخة الأخيرة، هزيمة مذلة برباعية نظيفة على ملعب محمد بن زايد في أبوظبي في 29 كانون الثاني/يناير الماضي، على يد المنتخب القطري والذي نجح بدوره في التتويج لاحقا بلقب بطولة أمم آسيا لأول مرة في تاريخه بعد فوزه على حساب اليابان 3-1.

وبعد تسجيل الأهداف القطرية في الشباك الإماراتية خلال المباراة، قامت جماهير الدولة المضيفة برمي أحذية وعبوات مياه على لاعبي "العنابي" المحتفلين بالفوز.

وبدأ رمي الأحذية والقوارير، بعد تسجيل المهاجم وهداف البطولة القارية المعز علي واحتفاله بالهدف الثاني لمنتخب قطر في الشوط الأول.

وأعلن الاتحاد الآسيوي في اليوم التالي إجراء تحقيق شامل بالأحداث، مؤكدا: "يجري الاتحاد الآسيوي تحقيقا شاملا في الأحداث. بمجرد انتهاء التحقيق سيتخذ الاتحاد الآسيوي الخطوات المناسبة". قبل أن يصدر قراره بمعاقبة الإمارات بسبب تلك الأحداث.

ولم تكن تلك الحادثة هي الوحيدة التي شهدتها المباراة ذاتها، بل أطلق نحو 38 ألف متفرج صافرات تجاه المنتخب القطري خلال عزف النشيد الوطني القطري، فيما غابت جماهير قطر عن البطولة التي توج منتخبها بلقبها للمرة الأولى في تاريخه، بعدما رفضت السلطات الإماراتية دخول أي مشجع قطري على خلفية الحصار الذي تفرضه الإمارات إلى جانب السعودية والبحرين ومصر على قطر منذ يونيو/حزيران من العام 2017.

ومارست الإمارات العديد من المضايقات تجاه قطر وحتى مشجعيها من الجنسيات الأخرى وفرضت حصارا آخر في البطولة، إذ تعرض مواطن بريطاني للسجن والتعذيب في الإمارات العربية المتحدة، بسبب ارتدائه قميص منتخب قطر خلال إحدى مباريات بطولة كأس آسيا 2019، التي أقيمت هناك.

وتحولت عطلة المواطن البريطاني علي عيسى أحمد صاحب الـ26 عاماً إلى مأساة حقيقية، وذلك بعدما حضر مباراة العراق وقطر في دور الـ16، والتي انتهت بفوز العنابي بهدفٍ دون مقابل بحسب ما أكدته صحيفة "غارديان" البريطانية، كما أكد في تصريحات صحافية سابقة تعرضه للتعذيب والقهر نظير ارتدائه قميص العنابي.

كما تعاملت الشرطة الإماراتية بطريقة مشينة مع الجماهير العمانية، التي خرجت في شوارع أبوظبي للاحتفال، بعد فوز منتخب قطر في نهائي بطولة كأس آسيا على نظيره الياباني بثلاثة أهداف لواحد.

وانتشر مقطع فيديو مصور على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر قيام السلطات الإماراتية بملاحقة الجماهير العمانية والعربية، التي دعمت منتخب قطر في النهائي وشجعته في المدرجات رافعة أعلامه.

وعوضت الجماهير العمانية والسودانية والجزائرية والكويتية غياب الجماهير القطرية عن البطولة، بسبب منع الإمارات دخول مناصري العنابي، لأسباب سياسية.

ولاحقت الشرطة الجماهير التي كانت تغني "حيو العنابي حيو"، قبل أن تصادر منهم أعلام قطر من دون أي مبرر، مع العلم أن الكثير من الجماهير الإماراتية دعم منتخب اليابان في المدرجات.

وسبق للإمارات أن منعت الوفد الصحافي القطري من الدخول إلى أراضيها قبل انطلاق البطولة، وحاولت منع نائب رئيس الاتحادين الآسيوي والقطري لكرة القدم، ورئيس اللجنة المنظمة لبطولة كأس أمم آسيا، سعود المهندي من دخول أراضيها قبل أن ترضخ للضغوطات وتسمح بدخوله في النهاية.