يعتبر أنطونيو دي اوليفييرا فيليو الشهير باسم "كاريكا"، أحد أبرز لاعبي الجيل الذهبي للكرة البرازيلية، في ثمانينيات القرن الماضي.
ولد كاريكا في ولاية ساو باولو وانطلق من نادي غواراني ومثل ناديي ساو باولو ونابولي مع مارادونا اللذين فازا بالدوري الإيطالي "الكالتشيو" وكأس الاتحاد الأوروبي، وأحرز كاريكا 73 هدفا لنابولي خلال المواسم الستة التي لعب فيها و30 هدفا لمنتخب "السامبا". كاريكا نزل ضيفاً على "العربي الجديد" وخصنا بالحوار الآتي:
قطر ستنظم مونديال 2022 وأنت عشت التجربة المونديالية مرتين وتعرف هذه الأجواء.. ماذا تتوقع؟ هل ستنجح قطر في تنظيم هذا الحدث العالمي؟
أعتقد أن قطر كبلد لديه كل المقومات لإنجاح هذا الحدث العالمي والذي ينتظره العالم مرة كل أربع سنوات... قطر أنجرت ملاعب كبيرة وضخمة وبنية تحتية فندقية، ووسائل نقل متطورة وقد شاهدت هذه الاستعدادات.
أنا عشت تجربة كأس العالم مرتين مع منتخب البرازيل خارج بلدي، وفي كل مرة كنت أتعرف على ثقافة جديدة وعلى شعوب جديدة، والقاسم المشترك بيننا جميعاً هو حب كرة القدم.
أعتقد أن قطر بثقافتها وتاريخها وتراثها بإمكانها أن تجلب السياح لحضور مهرجان كأس العالم في عام 2022.
المونديال لا يقتصر على المباريات في الملاعب، وإنما هو مناسبة تجتمع فيها شعوب العالم، لهذا فإن شعوب العالم، وخاصة البلدان التي ستحقق التأهل لهذه المناسبة، لن تفوت الفرصة، وسيذهب كثيرون إلى هناك بدافع الفضول وللتعرف إلى ثقافة الشعب القطري وعلى معالم المدينة. سيكون حدثاً حضارياً كبيراً يجمع بين متعة الكرة والسياحة.
لعلك تابعت منتخب قطر في كوبا أميركا في مبارياته الثلاث، ما هو تقييمك لأدائه أمام كل من باراغواي وكولومبيا والأرجنتين؟
تابعت منتخب قطر، وشاهدت مبارياته الثلاث، قطر خرجت بتجربة كبيرة وهناك تطور نوعي في أداء الفريق ولديهم مدرب ذكي جداً ملتزم بأسلوب مدرسة الكرة الإسبانية التي نعرفها. ومن الواضح أن منتخب قطر يتميز بلاعبين يمتلكون مهارات فنية عالية ولديهم السرعة أيضاً. وأمامهم متسع من الوقت لكي يتطوروا ويكسبوا الخبرة من الآن وحتى بلوغ عام 2022.
ومن النتائج اللافتة إلى النظر لقطر كانت أمام كولومبيا وهو منتخب مرشح للمنافسة على اللقب وشاهدت معاناة كبيرة بسبب إصرار القطريين وكانت خسارة غير مستحقة، إثر هفوة دفاعية في الدقائق الأخيرة.
ومباراة قطر أمام الأرجنتين كان الفارق فيها الخبرة ووجود أسماء كبيرة مثل ميسي وأغويرو والقطريون لعبوا بكل ندية وقدموا أداء مشرفاً. كان من الطبيعي أن تفوز الأرجنتين لأنها تحت الضغط. لكن المفاجأة كانت انتزاع التعادل أمام باراغواي. نأمل أن تكون قطر في الموعد بعد ثلاثة أعوام من الآن وأن تجهّز منتخباً لديه قدرة تنافسية لأن قطر وهي بطل آسيا ستمثل القارة.
المصري محمد صلاح أبهر العالم في البريميرليغ. هل تعتقد أنه بإمكانه أن ينافس على المراكز الأولى في الكرة الذهبية؟
أعتقد أنه من الصعب أن ينافس المصري محمد صلاح على جائزة الكرة الذهبية بسبب وجود كم كبير من النجوم. وأعتقد أن صلاح عانى كثيرا من الإصابات وخاصة في دوري الأبطال ولعب في مونديال روسيا وهو مصاب. لكن هذا اللاعب يمتلك مواهب فنية وتهديفية خارقة، وأصبح منتظما في ليفربول وحقق لقب هداف الدوري للموسم الثاني على التوالي، وأصبحت لديه ثقافة الفوز وحاسة التهديف.
إنه لاعب جيد جدا وكنت أتابعه عندما دافع عن ألوان روما الإيطالي واليوم أصبح صلاح يخوض تجربة أخرى في البريميرليغ وفي دوري نعتبره الأقوى في العالم. وسيكون صلاح مرشحا لحصد جوائز أخرى شخصية وربما الكرة الذهبية. أتمنى لصلاح كل النجاح والتوفيق.
هل تعتقد أن انتقال صلاح من روما إلى ليفربول كان مغامرة؟
من الصعب الإجابة عن هذا السؤال أحيانا. اللاعب يمتلك موهبة، ولكنه لا ينجح في التأقلم وأعرف لاعبين كثيرين وقعوا في هذا الفخ.
أنا لا أعرف شخصياً محمد صلاح، ولكن يبدو أنه لاعب يعرف كيف يتأقلم بسرعة والدليل نجاحه مع ليفربول منذ الموسم الأول. وبالفعل برهن صلاح أنه لاعب قادر على التأقلم مع أجواء الملاعب الإنكليزية، ولم ينتظر طويلا لكي يبرز إمكاناته في وقت قصير جدا.
وفي الموسم الحالي أحرز نسبة من الأهداف أقل من الموسم الماضي، وهذا أجد له تفسيرا بأن الكل أصبح يأخذ حذره من صلاح، وبالتالي أصبح يخضع لرقابة لصيقة. أتمنى أن يواصل صلاح تفوقه وأن يمتع الجماهير بأهدافه.
لو كنت مكان نيمار هل تبقى في باريس سان جيرمان أم تعود لبرشلونة أم تذهب لريال مدريد؟
من الصعب أن أكون محل نيمار الأمر يعود إليه وهو صاحب القرار. ما يهمنا الآن هو كيف ننتفع من نيمار كلاعب مع "السيليسياو" لأن الجماهير البرازيلية لم تشبع من موهبة هذا اللاعب. هو لاعب رائع فنياً ومختلف عن بقية نجوم العالم، وبعيداً عن مستقبله البرازيليون ينتظرون منه الكثير، خاصة أن سنه مناسبة ونيمار قادر على إمتاع وإسعاد البرازيليين.
هل تعتقد أن البرازيل ستكون أفضل في مونديال 2022 بقطر وهل ستقدم مونديالاً أحسن من مونديال روسيا؟
أعتقد أن منتخب السامبا يشهد حالياً تغييرات، وهناك دماء جديدة من المدرب تيتي ونحن ننتظر خبراً سعيداً في كوبا أميركا والمدرب بصدد تشكيل فريق جديد فيه لاعبون شبان. على الأقل ننتظر الوصول إلى نهائي المسابقة.
في المونديال المقبل سيكون منتخب البرازيل منتخباً شاباً، ونأمل أن يكتسب هؤلاء الشبان الخبرة في تصفيات المونديال، وأن تكون لهم شخصية وأن يحصلوا على فرصتهم كاملة، حتى نذهب إلى المونديال بفريق قوي.