يستعد مدرب منتخب المغرب، وليد الركراكي، لتحديد القائمة النهائية المنتظر الاعتماد عليها في بطولة كأس أمم أفريقيا، التي تحتضنها ساحل العاج في مطلع السنة القادمة، إذ يسعى من خلالها منتخب "أسود الأطلس" للمنافسة على اللقب القاري، بعدما غاب عن خزينته منذ نسخة أديس أبابا 1976.
ومثلما خطف منتخب المغرب الأنظار إليه في بطولة كأس العالم في قطر 2022 من خلال بلوغه الدور نصف النهائي كأول منتخب عربي وأفريقي يحقق هذا الإنجاز، يطمح المدرب وليد الركراكي إلى تكرار الملحمة نفسها في بطولة كأس أمم أفريقيا، لكن هناك 3 عوامل ربما تفشل خطته في نيل مبتغاه، وبالتالي إسعاد الجماهير المغربية.
الإصابات معضلة كبرى
يعاني منتخب المغرب من كثرة الإصابات في صفوف لاعبيه منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، حيث غاب عدد منهم عن المباريات الأخيرة، من أبرزهم حكيم زياش وسفيان أمرابط قبل أن يعودا من بوابة مباراة تنزانيا، وسفيان بوفال وعز الدين أوناحي وسليم أملاح وأسامة العزوزي وسفيان ديوب، إذ يُعتبر هؤلاء من الركائز الأساسية التي يراهن عليها المدرب وليد الركراكي للمنافسة على لقب كأس أمم أفريقيا.
ووفقاً لمعلومات حصرية حصل عليها "العربي الجديد"، الاثنين، فإن الإصابات المتتالية أصبحت تشكل عائقاً كبيراً بالنسبة إلى المدرب الركراكي، من أجل الحفاظ على الركائز الأساسية ونظام لعب المنتخب المغربي المعتاد، الأمر الذي يُعقد مهمته في المنافسة على اللقب القاري، في ظل مشاركة منتخبات أفريقية وعربية قوية اعتادت لعب الأدوار الإقصائية في كأس أمم أفريقيا.
صعوبة التأقلم مع الأجواء
سيصطدم المنتخب المغربي بأجواء مناخية صعبة للغاية، نظراً لارتفاع الحرارة ونسبة الرطوبة في دول غرب أفريقيا، وتحديداً في ساحل العاج، وتنتظر اللاعبين مهمة صعبة من أجل التغلب على الظروف المناخية غير المعتادة عبر الاستئناس بها، قبل خوض غمار النسخة المقبلة لبطولة كأس أمم أفريقيا.
وفي هذا الإطار، طلب المدير وليد الركراكي من الاتحاد المغربي لكرة القدم إقامة معسكر تدريبي مغلق بأحد البلدان المجاورة لساحل العاج، بغرض منح اللاعبين فرصة التأقلم مع ارتفاع نسبة الرطوبة والحرارة المفرطة، فضلاً عن تساقط الأمطار بكمية غزيرة في فترات متقطعة.
ويُعد مناخ القارة الأفريقية أكبر عائق يواجه المنتخب المغربي خلال مشاركاته في بطولات كأس أمم أفريقيا، وهو ما صعب مأموريته في التتويج باللقب طيلة 49 سنة.
مشكلُ الإقامة
يتجه الاتحاد المغربي لكرة القدم إلى تغيير مقر إقامة منتخب "أسود الأطلس" في مدينة سان بيدرو، التي تحتضن مبارياته ضمن المجموعة السادسة، وذلك استجابة لطلب المدرب وليد الركراكي.
وحسب ما كشفه مصدر من الجهاز التدريبي لمنتخب "أسود الأطلس" لـ"العربي الجديد"، الاثنين، فإن الركراكي رفض الإقامة المتنقلة التي خصصتها اللجنة المنظمة لمنتخبات المجموعة السادسة، المكونة من المغرب وتنزانيا والكونغو الديمقراطية وزامبيا، نظراً لعدم جودتها ومطابقتها للمعايير المطلوبة.
وأوضح المصدر نفسه أن الاتحاد المغربي أخبر المنظمين برغبته في تغيير مقر إقامته، حفاظاً على تركيز اللاعبين، ولضمان أيضاً تحضير جيد لهذه البطولة الأفريقية.
وتُعد الإقامة مشكلاً آخر ربما يضاف إلى المشاكل التي ربما تكون عائقاً أمام المدرب، وليد الركراكي، في تحقيق حلم الجماهير بالتتويج بلقب كأس أمم أفريقيا للمرة الثانية في تاريخ الكرة المغربية.