حققت نجمة التنس التونسية، أنس جابر، الثلاثاء، إنجازاً تاريخياً ببلوغها الدور نصف النهائي لبطولة أميركا المفتوحة، رابعة بطولات "الغراند سلام"، لأول مرة في مسيرتها، إثر تفوقها على الأسترالية أجلا توملجانوفيتش، البالغة من العمر 29 عاماً، والمصنفة الـ46 عالمياً، بشوطين دون رد.
ورصد "العربي الجديد" أربعة أسباب رئيسية أهدت اللاعبة ترشحها التاريخي، الذي من المنتظر أن يؤهلها لبلوغ المركز الثاني في التصنيف العالمي للاعبات التنس المحترفات، بعد أن كانت تحتل المركز الخامس، على اعتبار تطور نتائجها بالمقارنة مع مشاركتها للعام الماضي.
وكانت أنس جابر قد اكتفت في العام الماضي ببلوغ الدور الثالث، كذلك فإن اللاعبات اللاتي يتفوقن على التونسية في التصنيف، غادرن البطولة، باستثناء المصنفة الأولى، البولندية إيغا شفيونتيك، في انتظار أيضاً ما ستحققه المصنفة السادسة، البيلاروسية أرينا سابالينكا.
تطور كبير في الإرسال
من العوامل المساهمة في تحقيق أنس لإنجازها التاريخي، تطورها المذهل في الإرسال، حيث إنها حققت نقاطاً عديدة من خلال الإرسال المباشر. ففي مواجهة الأسترالية تمكنت من تسجيل 4 نقاط من الإرسال المباشر، من بينها 3 في الشوط الأول، فيما مثل الإرسال نقطة ضعف لمنافستها التي وقعت 9 مرات كاملة في أخطاء مزدوجة، وبالتالي واصلت اللاعبة العربية نجاحها الذي حققته في مواجهة الدور ثمن النهائي أيضاً، ضد الروسية فيرونيكا كوديرميتوفا، بـ11 ضربة إرسال ساحق.
التخلي عن "دروب شوت"
كانت اللاعبة التونسية البالغة من العمر 28 عاماً، تلجأ بكثافة لاستعمال ضربة "الدروب شوت"، وهو ما يفقدها كثيراً من النقاط السهلة، رغم أنها تبرع في إتقانها بشكل مميز. والملاحظ في طريقة لعب أنس في الفترة الأخيرة، أنها تخلت عن اللجوء إلى هذه الضربة كثيراً، وخصوصاً بعد أن انكشفت طريقتها لأغلب منافستها، وبالتالي إن الابتعاد عنها في هذه الفترة قرار مميز منها ومن طاقمها الفني بقيادة المدرب عصام الجلالي، حتى لا تسقط في فخ اللعب المكشوف.
عدم إضاعة الوقت
إن المُطلع على طريقة اللعب الجديدة لابنة مدينة قصر هلال، يلحظ التطور الكبير في قدراتها الهجومية، حيث أصبحت لا تضيع الكثير من الوقت لإحراز النقاط، فتلجأ للعب الهجومي كثيراً، وهو ما يجعلها تكسب مباريات بشكل أسرع، ويجنبها استعمال مجهودات بدنية وطاقة كبيرة في المباريات، وهو ما كان سبباً في الأعوام الماضية في خسارتها لعديد الألقاب في الأمتار الأخيرة، حيث تصل إلى الأدوار المتقدمة منهكة، بفعل طول مبارياتها في الأدوار الأولى.
حضور ذهني لافت
كان العامل الذهني من أكثر النقاط التي ترهق أنس جابر طوال مشوارها الرياضي، لكن منذ تعاقدها مع المعدة الذهنية الفرنسية ميلاني مايار، تطورت النجمة العربية كثيراً من هذا الجانب، وأصبحت قادرة على العودة في المباريات من مختلف الوضعيات وحتى أسوأها حين تخسر إرسالها، فقد كان ذلك يخرجها من المباريات كثيراً، لكن القوة الذهنية التي أصبحت تتحلى بها جعلتها قادرة على العودة في المواجهات مهما كانت درجة صعوبتها ومع أي منافسة تلعب معها.