كان الهولندي رونالد كومان مدرب برشلونة الجديد تحت المجهر في أول مباراة رسمية له، لكنه اجتاز الاختبار بنجاح باهر بعد الفوز 4-0 على فياريال في بداية مشوار الدوري الإسباني، وجاءت كل الأهداف في الشوط الأول. وظهرت عدة عوامل في المباراة تدعو جماهير "البرسا" للتفاؤل بعد الموسم الماضي الكارثي..
تطور فاتي
كان الإسباني (أصله من غينيا بيساو) أنسو فاتي نجم المباراة، وسجل أول هدفين في غضون أربع دقائق، ونال ركلة جزاء نفذها الأرجنتيني ليونيل ميسي، ولم يعد ينظر إليه كمهاجم واعد فقط، بل يبدو مؤهلاً للعب دور القائد الحاسم، رغم أنه لم يبلغ 18 عاماً بعد، لما يملكه من نشاط وحيوية وفاعلية على المرمى، ويمكن أن يكون قاعدة للجيل الجديد، ولمرحلة ما بعد ميسي.
تماسك الدفاع
لم يواجه خط دفاع "البرسا" مشاكل دفاعية في المباراة، رغم أنّ الرباعي؛ الإسباني سيرجي روبرتو ومواطنَيه جيرارد بيكيه ووجوردي ألبا والفرنسي كليمان لينغليه، هو نفسه الذي تجرع مرارة الهزيمة 2-8 من بايرن ميونخ الألماني في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث ظهر الخط متماسكاً، وتألق ألبا في انطلاقاته وصنع الهدف الأول. ولعب الإسباني سيرجيو بوسكيتس بجوار الهولندي فرانكي دي يونغ في الارتكاز، وشارك البوسني ميراليم بيانيتش بديلاً، وساهموا في إجهاض أي خطورة لفياريال.
تعدد البدائل
كان ضعف مقاعد البدلاء وقلة الخيارات من عيوب "البرسا" في الموسم الماضي، لكن التشكيلة ازدادت عمقاً الآن، وخاصة في الهجوم في وجود البرايزيلي فيليبي كوتينيو وأنسو فاتي والفرنسي عثمان ديمبلي والإسباني بيدرو غونزاليس لوبيز "بيدري" والبرتغالي فرانسيسكو ترينكاو والإسباني ريكي بويغ والدنماركي مارتن برايثويت بجانب ميسي، وانضمام بيانيتش والإسباني كارليس ألينيا إلى محور الارتكاز مع بوسكيتس ودي يونغ وسيرجي روبرتو.
عدم الاتكال على ميسي
يبدو أنّ كومان وضع هدفاً بعدم الاعتماد على ميسي بمفرده في حسم المباريات، كما كان الحال في السنوات الماضية، وظهر كوتينيو وفاتي أكثر تحرراً، في انتظار تحرر الفرنسي أنطوان غريزمان أيضاً دون قيود أو إجبار على التمرير لميسي دائماً. ويبقى ميسي العنصر الأهم والأخطر بالفريق، لكن كومان يحبذ أسلوباً جماعياً، وحلولاً متنوعة في الهجوم.
خطة مثمرة
غيّر كومان خطة 4-3-3 الثابتة في برشلونة منذ عهد الهولندي يوهان كرويف والإسباني بيب غوارديولا، واتبع خطة 4-2-3-1 بوجود ميسي كمهاجم وهمي، وهي نفس خطته مع منتخب هولندا سابقاً، وانسجم "البرسا" معها سريعاً، وكانت تتطور خلال اللقاء ليهاجم بالرباعي كوتينيو وغريزمان وميسي وفاتي معاً. وتنوعت الهجمات من العمق والأطراف، كما قدم دي يونغ العون لبوسكيتس ليزيد الأمان في وسط الملعب، واعترف بوسكيتس بأنه لم يشعر بأنه وحده كما كان الإحساس في السابق.