علومنجي
من بين هذه الصفحات، صفحة "علومنجي" والتي تهتم بنشر العلوم بين الأطفال وإعداد ورش عمل ودورات علمية عادة ما تضم علوما متنوعة من تجارب في الفيزياء والكيمياء وتجارب في علم التشريح والطب الشرعي والتعرف على البكتيريا والفيروسات من خلال الميكروسكوب ومفهوم الطاقة المتجددة وكيف تُستخدم في حياتنا في سبيل خلق أجيال شغوفة بالعلوم، أطفال يجتهدون في سبيل الالتحاق بالكليات العلمية حبا فيها وليس مجرد إرضاء للأهل، وإيمانا من فريق "علومنجي" بأن العلم لا بد أن يراه الطفل ويحسه، لا ليحفظه ويضعه في ورقة الامتحان.
تقول شيماء خالد، مؤسسة الفكرة، والمعيدة بكلية العلوم جامعة المستقبل بمصر، نستهدف الأطفال من سن 4 سنوات إلى 15 سنة، ونعتمد في "علومنجي" على النزول في كل مكان، في حضانات رياض الأطفال والمدارس والأكاديميات المختلفة، فلا يوجد مقر رئيسي خاص بنا، وتؤكد شيماء لـ"العربي الجديد": أن مجتمعاتنا لا تمهد الطريق للباحثين والعلميين، فالمدرسة تعتمد على تحفيظ الأطفال منهج العلوم وعدم دراسته بشكل عملي، أولياء الأمور أيضا لا يوفرون البيئة المناسبة للاكتشاف والاختراع والبحث العلمي، وأي اهتمام بالعلوم مجرد أنشطة تابعة لمنظمات ومراكز أجنبية، ومن هنا جاءت فكرة "علومنجي".
وتستطرد شيماء قائلة: وحتى يستفيد من لم يحالفه الحظ بالمشاركة معنا على أرض الواقع، نعلن عن مسابقات لمختلف التجارب العلمية على صفحتنا بموقع التواصل الاجتماعي، ويتم تكريم الفائزين، وعلى غير المتوقع نجد إقبالا هائلا من الأطفال المشاركة بحب وشغف وحماسة.
وتشكو حالة الروتين والبيروقراطية في التعامل ورفض المدارس الحكومية استقبالهم لمشاركة التلاميذ التجارب العلمية التي يدرسوها بشكل عملي، رغم عدم تكبدهم لأي تكاليف مادية، وبالتالي حرمان الكثير من الأطفال من متعة العلم والتعلم، وتقول: أتمنى دعم الأنشطة العلمية من قبل الحكومات بعيدا عن التمويل الأجنبي الذي غالبا ما يشوبه الكثير من الانتقادات والاتهامات.
أطفال علماء في تونس
وفي 2011 انطلقت صفحة "أطفال علماء" كقناة تهتم بنشر أنشطة جمعية "أطفال علماء" وهي جمعية تونسية تنتشر فروعها في مناطق متفرقة من تونس وتسعى منذ بدايتها إلى خلق مجال مختلف للطفل للتعليم وتعلم العلوم بطرق مسلية ومبتكرة ونشر ثقافة السلم والحوار والبحث العلمي، ورغم استمرارها ونجاحها من عام إلى عام في جذب عدد أكبر من الأطفال، تنشط الجمعية باعتمادها على المتطوعين من الأساتذة والطلبة، وتوفر قنوات للدعم في محاولة للوصول إلى الهدف المنشود في بناء قرية علمية متعددة الاختصاصات بحلول 2021 باعتبار الجمعيات العلمية هي المستقبل وهي صمام الأمان للبلاد.
يقول حبيب العوجة مدرب ورئيس جمعية "أطفال علماء" فرع مريم الأسطرلابي، "تختص جمعيتنا في تأطير الأطفال فيما بين سن السابعة إلى حدود السابعة عشرة سنة، يتلقى خلالها الطفل تكوينا في شتى أنواع العلوم إلى جانب تأصيل القيم وتهذيب المهارات المتنوعة حتى ينتهي التكوين بتوجيه كل موهبة إلى تخصصها، ويشير: نشاطنا أسبوعي في خلية مريم الاسطرلابي لأطفال علماء بمعدل ساعة في الأسبوع وتتنوع الأنشطة بين ورش عمل وألعاب هادفة وتجارب علمية وزيارات خارجية ميدانية إلى حرفيين للتعرف على خصائص حرفهم وغير ذلك، مع العلم أن كل الأنشطة مجانية بشكل كامل.
علماء صغار
"علماء صغار" هو عنوان لصفحة أخرى تشارك الأطفال التجارب العلمية المختلفة وتساعدهم على الملاحظة والاستنتاج والتحليل، تقول مديرة الصفحة، طبيبة الصيدلة إيمان إبراهيم للـ "العربي الجديد": نهدف من خلال هذا المشروع إلى تبسيط العلوم للأطفال من خلال التجارب العلمية المرحة والأنشطة العلمية المبسطة وغالبا ما تكون بأدوات بسيطة جدا متوفرة في كل بيت.
وتضرب إبراهيم مثالا لذلك فتقول: قمنا بعمل سلسلة "علوم في المطبخ" والتي اشتملت على أكثر من 40 تجربة علمية بأدوات موجودة في كل مطبخ مثل الملح والفلفل والبيكنغ بودر والخميرة والخل وهكذا، كما نهدف إلى مساعدة الأمهات التي قد لا تملك الوقت الكافي للبحث وقراءة الكتب والإطلاع على أحدث طرق تدريس العلوم في العالم وتقديم هذه المعلومات في شكل أنشطة بسيطة وسريعة لن تأخذ من وقتها الكثير ولن تكون عبئا عليها وفى نفس الوقت تقدم للطفل معلومات علمية مهمة بطريقة مرحة.
وتتابع: انطلاقا من صفحتنا قمنا بإنشاء موقع (نادي الأطفال Atfalclub.com) والذي يخدم نفس الغرض ولكن بشكل موسع حيث أننا لا يجب أن نقتصر على فرع واحد من العلوم وإنما يجب أن نعلم أطفالنا شيئا عن كل شيء، أي أن يكون الطفل على علم ودراية بكافة العلوم ثم نراقب ونلاحظ ما العلم الذي يحبه ويميل إليه أكثر وبالتالي يكون التركيز عليه.
وتوضح: نشاطنا ينحصر على شبكة الإنترنت فقط لعدم توافر الإمكانات لعمل دورات على أرض الواقع وإن كنا نتمنى أن ننشئ مركزا لتعليم الأطفال من خلال الأنشطة واللعب على أن يكون بالمجان أو بأجر رمزي، ويعتمد على متطوعين من كليات العلوم والصيدلة والطب والهندسة والتربية وأي شخص لديه علم أو معرفة يرغب في تقديمها للأطفال.
العلوم أساس الحياة
وتشير إبراهيم إلى أن العلوم أساس الحياة، وأهمية العلوم لا تكمن فقط بأنها مادة علمية ومجموعة من الحقائق، بل تكمن أهميتها في الاستفادة من دراستها في تغيير طريقة التفكير وطريقة البحث عن المعلومة والاعتماد على النفس واستخدام الطرق المنهجية في التفكير وحل المشكلات، فإذا كنا نريد نهضة بلادنا وتغيير أوضاعنا فلنبدأ بتعليم أولادنا العلم بطريقة مرحة
تحببهم في العلم ولا تنفرهم منه. وعلى كل أم أن تعي هذا ولا تعتمد فقط على المدرسة فأغلب المدارس لا يتم تدريس العلوم فيها إلا في الصف الرابع الابتدائي وهذا خطأ كبير لأن الطفل يُصدم فجأة بمعلومات كبيرة تدّرس له بطريقة لا مرح فيها ولا متعة فيكرهها.
يجب أن نربط الطفل بالعلوم في سن صغيرة بداية من مرحلة الحضانة وما قبلها على حسب استعداده، ولنبدأ معه بتجارب عملية ممتعة مثل تجارب نفخ البالون بالكيمياء والصاروخ الطائر ومعجون الفيل وغيرها من التجارب البسيطة والمسلية جدا للطفل، قد لا يفهم التفسير العلمي جيدا ولكن الهدف الأساسي هو أن يحب العلوم ويدرك أنها مادة ممتعة ومرحة.