(1) "like" لتحقيق الذات
نظن نحن البشر بخلاف الحقيقة الفلكية أن مجرة درب التبانة تدور حول ذواتنا، ولدينا إحساس داخلي أن حياتنا عبارة عن قصة تستحق الكتابة، وأننا يوماً ما سنكون حديث العالم، وسيسطر التاريخ اسمنا ويخلد ذكرانا.
وقد وفرت لنا مواقع التواصل الاجتماعي شيئا من إشباع هذه الحاجات الضاغطة، كيف لا وقد بات لنا فيها كيان معنوي أقوى من الحقيقي في حالات كثيرة تعبر عنه صفحاتنا الشخصية.
إلا أن الملاحظ أن شهية التفرد والتمايز لم تعد تقنع بمجرد صفحة شخصية عابرة للتواصل المحدود، بل ظهرت حاجات جديدة لتحقيق الذات عبر جرعات كبيرة من "اللايكات"، و"الشيرات"، و"التعليقات"، وهذا ما يدفع الكثيرين إلى الظهور بمظهر الجريء في التعبير عن مشاعره، وانفعلاته، ومغامراته اليومية، بشكل فج ومستهجن، ولأن الفيسبوك لأسباب نفسية لا يتيح فرصة التعبير عن السخط عبر كبسة "dislike" مثلاً، فإن هذا شكل نوعاً من اللبس بأن ما نخطه أو نعبر عنه محل قبول وتمايز.
ولنا أن نتصور لو أن شخصاً من أولئك المحنطين أمام صفحاتهم على فيسبوك حاول إثبات ذاته المتضخمة بكتابة منشور، ثم لسبب أو آخر لاحظ أن عدداً من أصدقائه قد ركزوا على كبسة الـ "dislike"، فكيف سينظر لنفسه وقتها؟ وخصوصاً أن الدراسات النفسية تقول إن الإنسان بطبعه يميل إلى ملاحظة السلبيات والتركيز عليها.
ولعل هذا أحد أسباب غياب كبسة الـ"dislike" عن صفحاتنا، إنها الأسباب النفسية التي تراعى كي نبقى مختالين بأنفسنا، سعيدين بذواتنا، وبالتالي، وهو الأهم، أن نبقى من رواد الفيسبوك ومدمني استخدامه.
إذاً علينا أن نبحث عن وسائل أخرى نحقق بها ذاتنا، ونبحث عن إنجازات حقيقية في حياتنا لا تزول إن زالت صفحتنا التي تمثل ذاتنا الوهمية.
(2) "like" للتعبير عن الذات
حينما نبحر ونشق عباب محيط الفيسبوك الأزرق فإننا نحط رحالنا من حين لآخر على جزر منشورات تعجبنا أو نجد فيها ما يثير اهتمامنا، ونعبر عن ذلك بإنزال مرساة الـ"like"، ثم بعدها نغادر. إلا أننا قد لا ندرك في الحقيقة قيامنا بترك بصمتنا في المكان، وهذه البصمات تحدد سمات شخصياتنا وتعبر عن ذواتنا بشكل مفصل، وهذا ما أثبته باحثون في ستانفورد عندما قاموا بتطوير برنامج يقوم على تحليل سلوك مستخدمي الفيسبوك، ثم يتوقع فعل ورد فعل الأفراد المدروسين بناء على الـ"like" فقط، وبعد أن قاموا بدراسة سلوك 86,000 مستخدم قارنوا النتائج باستبيان لأقاربهم وأصدقائهم، فوجدوا أن البرنامج حينما قام بتحليل 10 "لايكات" للمستخدم استطاع فهم شخصيته أفضل مما فعل زميله في العمل، وحين قام بتحليل 70 "لايك" استطاع فهم شخصيته أفضل مما فعل صديقه أو زميله في السكن، وحين قام بتحليل 150 "لايك" استطاع تحليل شخصيته أفضل مما فعلت الأم، والأخ والأخت، أما حين قام البرنامج بتحليل 300 "لايك" استطاع تحليل شخصيته مما فعل الزوج!
وبذا يمكن القول لمستخدم الفيسبوك: راقب "لايكاتك" لأنها ستحدد ملامح شخصيتك.
(البحرين)
نظن نحن البشر بخلاف الحقيقة الفلكية أن مجرة درب التبانة تدور حول ذواتنا، ولدينا إحساس داخلي أن حياتنا عبارة عن قصة تستحق الكتابة، وأننا يوماً ما سنكون حديث العالم، وسيسطر التاريخ اسمنا ويخلد ذكرانا.
وقد وفرت لنا مواقع التواصل الاجتماعي شيئا من إشباع هذه الحاجات الضاغطة، كيف لا وقد بات لنا فيها كيان معنوي أقوى من الحقيقي في حالات كثيرة تعبر عنه صفحاتنا الشخصية.
إلا أن الملاحظ أن شهية التفرد والتمايز لم تعد تقنع بمجرد صفحة شخصية عابرة للتواصل المحدود، بل ظهرت حاجات جديدة لتحقيق الذات عبر جرعات كبيرة من "اللايكات"، و"الشيرات"، و"التعليقات"، وهذا ما يدفع الكثيرين إلى الظهور بمظهر الجريء في التعبير عن مشاعره، وانفعلاته، ومغامراته اليومية، بشكل فج ومستهجن، ولأن الفيسبوك لأسباب نفسية لا يتيح فرصة التعبير عن السخط عبر كبسة "dislike" مثلاً، فإن هذا شكل نوعاً من اللبس بأن ما نخطه أو نعبر عنه محل قبول وتمايز.
ولنا أن نتصور لو أن شخصاً من أولئك المحنطين أمام صفحاتهم على فيسبوك حاول إثبات ذاته المتضخمة بكتابة منشور، ثم لسبب أو آخر لاحظ أن عدداً من أصدقائه قد ركزوا على كبسة الـ "dislike"، فكيف سينظر لنفسه وقتها؟ وخصوصاً أن الدراسات النفسية تقول إن الإنسان بطبعه يميل إلى ملاحظة السلبيات والتركيز عليها.
ولعل هذا أحد أسباب غياب كبسة الـ"dislike" عن صفحاتنا، إنها الأسباب النفسية التي تراعى كي نبقى مختالين بأنفسنا، سعيدين بذواتنا، وبالتالي، وهو الأهم، أن نبقى من رواد الفيسبوك ومدمني استخدامه.
إذاً علينا أن نبحث عن وسائل أخرى نحقق بها ذاتنا، ونبحث عن إنجازات حقيقية في حياتنا لا تزول إن زالت صفحتنا التي تمثل ذاتنا الوهمية.
(2) "like" للتعبير عن الذات
حينما نبحر ونشق عباب محيط الفيسبوك الأزرق فإننا نحط رحالنا من حين لآخر على جزر منشورات تعجبنا أو نجد فيها ما يثير اهتمامنا، ونعبر عن ذلك بإنزال مرساة الـ"like"، ثم بعدها نغادر. إلا أننا قد لا ندرك في الحقيقة قيامنا بترك بصمتنا في المكان، وهذه البصمات تحدد سمات شخصياتنا وتعبر عن ذواتنا بشكل مفصل، وهذا ما أثبته باحثون في ستانفورد عندما قاموا بتطوير برنامج يقوم على تحليل سلوك مستخدمي الفيسبوك، ثم يتوقع فعل ورد فعل الأفراد المدروسين بناء على الـ"like" فقط، وبعد أن قاموا بدراسة سلوك 86,000 مستخدم قارنوا النتائج باستبيان لأقاربهم وأصدقائهم، فوجدوا أن البرنامج حينما قام بتحليل 10 "لايكات" للمستخدم استطاع فهم شخصيته أفضل مما فعل زميله في العمل، وحين قام بتحليل 70 "لايك" استطاع فهم شخصيته أفضل مما فعل صديقه أو زميله في السكن، وحين قام بتحليل 150 "لايك" استطاع تحليل شخصيته أفضل مما فعلت الأم، والأخ والأخت، أما حين قام البرنامج بتحليل 300 "لايك" استطاع تحليل شخصيته مما فعل الزوج!
وبذا يمكن القول لمستخدم الفيسبوك: راقب "لايكاتك" لأنها ستحدد ملامح شخصيتك.
(البحرين)