الثورة المضادة

تسبب الموقف الأوروبي المفتقر إلى أبسط قواعد الشعور بالمسؤولية، في الشأن السوري، في التعقيدات الخطيرة التي أطلقت "درع الربيع"، ومنحت اليونان لقب "الدرع الأوروبية".

المؤسف في السودان غياب الحساسية الإنسانية تجاه قرارٍ مجحف بحقوق الإنسان، وعلوّ نبرةٍ عنصريةٍ تصدر عن السودانيين الذين عانوا من العنصرية في بلادهم وخارجها، ولعل هذا هو العنوان الأبرز لانتصار الثورة المضادّة.

تقارب المتشابهين أمر حيوي في جميع الأحوال. وتحالف بشار الأسد في سورية وخليفة حفتر في ليبيا لا يشذّ عن هذا الحكم. مثل هذا التحالف يقلل كثيراً من احتمالات الكذب والتلطي تحت شعاراتٍ لطالما لعب حفتر والأسد عليها.

ما الذي تبقّى للسوريين غير التشتت والضياع والتشكك بالهوية الوطنية التي تتناهش خريطتها الدول المتدخلة؟ هل من سبيل للبدء بعمل سوري جامع، يتبنّى شعار وحدة سورية أرضاً وشعباً، في دولة مدنية وديمقراطية تحقق المواطنة التامة لأطياف السوريين كافة؟

يراهن بعضهم على قدرة النظام في مصر على تفكيك الأزمات، بينما يراهن آخرون على خيار التغيير عبر الثورة وإزاحة النظام، وفئة ثالثة تراهن على الإصلاح وتحقيق تغيير ديمقراطي في ظل النظام. وتحتاج الأطروحات الثلاث إلى نقاش جاد، يتجاوز الرؤى المسبقة.

يرى 20% في مصر أن حال بلادهم سيصبح أفضل في السنوات الخمس المقبلة، مقابل 40% يرونه سيسوء أكثر، وهو عكس تونس، إذ يرى نحو النصف (50%) أن حالها سيكون أفضل مقابل أن نصفهم يرونها أسوأ.