باحث وشاعر سوري، من أسرة "العربي الجديد"، من أعماله: كمن يشهد موته (بيت المواطن، 2014)، خطأ انتخابي (دار الساقي، 2008)، لو يخون الصديق (2008). حاز على جوائز متعددة وترجمت بعض أعماله للإيطالية والانكليزية. له أبحاث ومقالات في الاقتصاد والطائفية.
هل يمكن لهذه الديمقراطيات الغربية أن تنعم بالرفاه الاقتصادي الذي عرفته، وتستمر باستقرارها لولا الاتفاقيات الاقتصادية المجحفة بحق دول الجنوب والشرق، ومنع توطين التكنولوجيا وتطوير اقتصاداتها إلا من داخل نمط الهيمنة الغربي؟
يخوض الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين معركته ضد الغرب الديمقراطي من موقعه دكتاتورا يسعى إلى تثبيت أركان حكمه، بل لا يتورّع عن الإعلان عن إفلاس الديمقراطية الليبرالية، ساعيا إلى فرض نظام بديل عنها، هو النظام الدكتاتوري الفردي الأمني الذي أقامه في بلاده.
طالما رفض بعض الإسلاميين العلمانية باعتبارها منتجا غربيا يسعى لهدم أسس الإسلام، وبالمقابل يرفض العلمانيون المتشددون أي دور للدين في الحياة السياسية. نحن اليوم بحاجة إلى مقاربة مسألة العلمانية من خارج نظامي تفكير الطرفين للتوصل إلى فهم مشترك للعلمانية
تكاد تكون لكل نظام عربي مؤسساته وأبواقه الدينية التي تشرعن سياسته وتجمّل استبداده، الأمر الذي يطرح مسألة العلاقة بين الدين والسلطة على نطاق البحث، ليس في الراهن الحالي، الآن وحسب، بل أيضا على امتداد التاريخ الإسلامي.
إذا كانت إسرائيل مجسّدة وعينا، بأنها قتلت وشردت الفلسطينيين، فإن السلطات المستبدة دمّرت أيضا أحياء بأكملها وفق سكانها الطيبين، وإذا كانت إسرائيل تمارس عنصرية غير مسبوقة ضد الشعب الفلسطيني، فإن عنصرية الأنظمة فاقتها، لنصبح أمام "نظم عربية إسرائيلية".
إفراغ الساحة التونسية من أحزابها كما يأمل ربما الرئيس قيس سعيّد، ومن دون تحفيز ولادة بدائل سياسية أو تنظيمات جديدة أو أحزاب جديدة، لا يعني إلا توسيع الفراغ الذي "قد" يمهّد للمجهول الذي نأمل ألا تقترب منه تونس أبدا. ولكن الآمال وحدها لا تكفي.
من يتأمل مكونات الوعي السوري (مجتمعاً ونخبة) قبل عام 2011 واليوم، يجد أننا أمام وعي جديد، وعي يقطع مع العالم القديم وينتمي إلى روح العصر الحديث، على الرغم من أن كثيراً من مكونات الوعي القديم، خصوصاً في الشق الاجتماعي والثقافي والديني، لم تزل قائمة.
تعمل سلطات ما بعد الربيع العربي على إنتاج "أساطيرها الدينية" و"رجال دينها" بغية إعادة ضبط الحقل الديني، لإعادة استخدام الدين مجددا في معركة بقائها ضد الشعوب، مقدمة نفسها باعتبارها "حامية الدين" فيما هي لا تتورع عن تدنيسه حين تريد ذلك
كان الكاتب الفلسطيني، سلامة كيلة، التجسيد الحيّ للمعنى الجديد للمثقف، المعنى المعجون بوجع الناس وآمالهم بالحرية والعيش الكريم والطالع من رائحة الشوارع التي أثخنها الاستبداد، وهي تتوق للتخلص منه.
لا يمكن للثورات أن تنجح، مهما امتلكت من مطالب محقة أو عادلة، من دون امتلاك خصيصة التنظيم والمثابرة، كما لا يمكن لنظام أن يسقط من دون هذا التنظيم الموجه ضده، حتى لو فقد كامل مشروعيته الأخلاقية والسياسية والوطنية.