مؤلف وروائي يمني مقيم في تركيا، له روايتان ومجموعة قصصية، وينشر في عدد من الصحف. يعبّر عن نفسه بالقول "اختلف معي لأراك، فقد مللت من رؤية صورتي في المرآة كل يوم".
صديقي العزيز، مع عامي الجديد أكتب إليك بقلم يكاد مداده يجف، أناديك بلسان عاشق ليس في مذكراته أية حبيبة يسكب من أجلها دم قلمه وجلّ اهتمامه، وليس لي سواك فتقبّل مني ما سأكتبه إليك من كلمات.
الكثير من الأدباء والكتاب ناقشوا في أعمالهم مسألة العودة إلى الوطن بأساليبهم الأدبية المختلفة. البعض رأى أنّ العودة كانت بهدف استعادة بعض الحقوق المسلوبة منهم، كما في رواية "بيدروا باراموا" لخوان رولفو..
سهولة الوصول وتهافت بعض منصات النشر أعطت صفة كاتب لأناس كُثُر لا يستحقونها؛ يتعاملون مع الكتابة على أنها مجرّد موضة أو وسيلة لنيل رضا جماعة أو زمرة من الناس، والمؤسف أنّ الغالبية ممن يبدون آراءهم في ما تجري كتابته ليسوا بقرّاء أو نقاد.
رغم المحاولات المتكررة من قبل الأديان والفلاسفة للوصول إلى إجابات مقنعة وشافية، إلا إنها لم تنجح في إقناع العقل البشري أن يكف عن التساؤل، ولا يمكن أن يكف ما دامت هناك أسئلة تستفزه من حين لآخر، خصوصا عندما لا يجد الإمكانات اللازمة للوصول إلى الإجابات.
مؤلم أن يصبح الاختلاف عيباً أو جريمة. الحكومات ترى من يخالفها إرهابياً يجب إقصاؤه، المتديّن يرى المتحرّر شيطاناً يجب إسكاته أو تصفيته، القبيلة ترى من يلبس لباساً يخالف عاداتها وتقاليدها مائعاً أو صعلوكاً... متى نرى العالم بألوان الطيف المتعدّدة؟
وصلت أخيراً إلى منزلنا فوقفت على أعتابه أنشد خروج أحدهم لاستقبالي، ناديت الجميع واحداً تلو الآخر فلم يجبني أحد، يبدو أن الجميع نيام أو ربما أنهم رحلوا. أتلفت في الأرجاء فلا أجد سوى الهدوء الجاثم يحوم حول منزلنا..
في الحقيقية لم أكن قارئًا يومًا ما. بل كنت أشعر بأن القراءة مضيعة للوقت لا أكثر. للأسف، لقد كنت مخطئًا في حكمي على القرّاء، فبعد أن انغمست في الكتب تغيّر تفكيري تمامًا عن القراءة.
أرسل لك هذه الرسالة وأتمنى أن تقرئيها حتى النهاية. قد تتساءلين "من هذا الذي يراسلني دون سابق معرفة؟" أعرف شعور الفتيات وهن يستهجنّ تصرفات بعض الشباب الطائش.
نظر نحو صديقه وقال بأسف: شوف يا أخي هذا الاستديو الحقير، عندما يعرض أغاني تراثية سعودية أو خليجية يكتب أمامها "تراث سعودي" أو "تراث خليجي" ولما يوصل إلى عند أغاني التراث اليمني يكتب أمامها "من التراث" بدون تحديد..