وأضاف الرجل العابر قال/ جَرَّبَ أن يغفو/ فتذكّر شيئاً يتحدّث معه/ جَرّبَ/ أن يجلس في صمت/ فتساءل كلّ الناس/ أحتاج لِسَطرٍ شِعر/ كي أعبر هذا الشارع/ أَتَذَكّر عيني أمي/ كي أعرف ما لم يُذكر في زمن لم يأت إلينا.
تستلهم/ أو ترفع بعض ذوائبها/ تعقد منديلاً خلف الرأس وتمشي/ تنظر من شق الباب الخشبي الباهت/ لا شيء يفسر هيبتها/ تفتح باب الثلاجة/ تقفلها/تتراجف/ تقرأ آخر سطر من بعض رسائلها، المخبوءة/ تصغي/ وتُنَفّض أرديةً/ وتلوذ إلى كل سماء.
قالت أمٌّ للولد الذاهب تحت حقيبته:/ "كان الله بعونك"./ وتشاهد ما كان رهيباً./ كانت كفّاها راجفة،/ وهواء مكتظّ يتوجّس،/ "كان الله بعونك"./ يتدحرج في طُرق ضيّقة، بعض كلام،/ نتعرّج،/ ونعيد الأحرف أو بعض خطانا للكلمات.
وينزّ التلفاز كلاماً زلقاً،/ صورته تبدو عاثرة / في المنزل دفتر إملاء مفتوح، مبتلٌّ في قاع الصفحة. قالوا: أحلام الأطفال حريرٌ، أو قيل رخامٌ، والنرجس يتراءى أو يلمع في ماء والقاع محار. / في المنزل أسئلة تضع الرأس طويلاً بين يديها.
أمشي وحدي كي أصدّق/ ثم أجْمع ما تساقطَ من حروف/ فلقد تكون مَلاذنا/ أو قد تكون الفائقَ المكنونَ ما تحتَ الغبار/ أو قد تكون السيرة العجفاء، ما كنّا وما كانت/ أو قد تكون/ أو هكذا قالت لنا الأيامُ، والتفّتْ قليلاً/ كنّا نحدّق في دخان الوقت والزمن الخبيء.
في الليل صوتٌ قد تسرّب واضحاً/ قالت ممرّضةٌ/ الضوء منسكبٌ علينا/ والباب، نصفُ الباب مفتوحٌ/ ونصفٌ كان يأخذه الغناء أو التبتّل في الكلام/ هيا استمرّي/ قولي حطامك، فالبهو يحفظ سرّنا/ قولي حطامك إننا/ نحن التشابهُ في الحطامْ.
تعرفه الطرق الفرعية. خالية حيناً، أو حين يلوذ الناس إليها، ولدٌ مختصَرٌ، مختصَر جداً ■ كم كان الوقت رشيقاً، هذي المرّة..........! ■ كيس من خيش يتحرك في الجهة الأُخرى. رجلٌ، تحت الكيس تماماً يَتململ، أو يحشر جثته أو دمعَته، يكتم أَنَّته، يتكتّم.
كان أنيقاً/ حين تَودّعنا، أعرف أن الرمل سيفتح شهوته، لكنا/لا نملك إلا قلباً يتبصّر في كل مكان أو يبحث/ عن ضَوء حتى لو كان شظايا/ يَستجلس غيباً/ ويقول كلاماً، شبه كلام لفراغ/ يتناول أسئلة ويميل عليها، يمسح أتربة عنها...
صاحبة البقّالة كانت، تسند مطلع أُغنيةٍ بيديها/ وتقول لَعلّ الدنيا/ وكذلك كانت تنساب بعيداً وتُحرّك غيباً/ وتعود لتحمل كيس الخيش الفارغ وتُنَفّض أيضاً/وتُحرّك نصف العين إلينا/ لا تَخدِش/ أو تُخدَش، تنساق إليها أمكنة وظلال بلاد، تَسرد صفحتها الأولى...