قيل في المرويات القديمة، أن بعض اللوحات تسكنها المشاعر الأخيرة لرساميها وقد حُكي أن ملكاً سأل محكوماً بالإعدام عن رغبته قبل أن يموت. أجاب الأخير: أن أرسم لوحة. وكان له ما أراد، منحه الملك علبة ألوان كاملة، ونصف يوم.
عبر قصة رجل تجاوز الأربعين، وهو موظف في مكتب رث لشحن الأنبذة والزيتون، تقدّم رواية "ألعاب العمر المتقدم" للكاتب الإسباني لويس لانديرو، الإنسان عبر اللامعقول حين يتحوّل إلى طريقة في ترتيب المعنى والأشياء. العمل صدر في 2017 بترجمة صالح علماني.
هيلا الآن لديها حبيب تجوب برفقته السهول، ويتراهنان كل صباح على من يجمع أكبر قدر من الفراشات. (في عالم المرايا لا توجد ذاكرة ولا قوانين ولا زمن، فقط مروج صفراء وعشاق لا يعرفون الملل).
مرّت من أمامه ولم تلتفت إليه أو ربما التفتت. لكن ثقتها بنفسها لم تهتز وفرحها لم ينقص، ظل ينظر إليها حتى غابت خلف الأبنية ثم تابع طريقه ليكتب قصيدة، لكنه لن يفعل لأن قصيدته أجهضت فقد عقرها ذئب الكراهية...