لن تبدأ تركيا وحدها مئوية جديدة بقيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بل إن المنطقة والعالم مرغمان اليوم على هذه البداية، فالسنوات المقبلة هي سنوات وضع الأساسات الصلبة والدائمة لمشروع العدالة والتنمية في تركيا، لتحديد موقع تركيا في العالم.
لا نريد أن نقف مطولاً عند عبارات الاستنكار والتنديد التي نبرع بها كعرب لحضور مجرم حرب قمة عربية في المملكة العربية السعودية، فنحن لا نُعنى كثيراً كشعوب بالبروتوكولات الرسمية للمؤسسات الإقليمية والدولية.
على النظام السوري أن يتحرّك سياسياً، وألا يختار الانتحار وتدمير ما تبقى من البلاد، فلم يعد يوجد من يستطيع إنقاذه حالياً إلا الاستجابة لمتطلبات التغيير مهما كانت قاسية. هل يفعل وينقذ البلاد من الدمار والسوريين من الجوع؟
المأزق السوري الحاصل حاليا أصبح يحتاج سياسيين يتمتعون بالشجاعة الكافية لكسر كل المُسَلَّمات عن القضية السورية، للدخول في تحديات جديدة تشمل كلّ المبادرات الممكنة مهما كانت غريبة ومتطرفة سياسياً. هل هناك من يمتلك الشجاعة ويحمل الراية؟
بدا الفجر شاحباً، قطعنا الجسر وصولاً للمربع الأخير، كانت الوجوه مملوءة بالرعب والفجيعة، وكنا نحن المهزومين في آخر معركة لنا نبتسم للقدر الذي لم يترك لنا ما نخسره بعد اليوم، لقد صار القتال هو الذاكرة، وصارت الأرض كلها مقبرة فحسب..
لست ثائراً حتى الرمق الأخير، ولا يعنيني كثيراً أن توضع صورتي يوماً على جداريات الثوار أو في كتب ذكريات الثورة اللاحقة كثائر، لست أرى في الثورة انتماء أو بوصلة حق، ولست أرى فيها انحيازاً أقدر على مجاراته..
هل حريتنا مخيفةٌ إلى هذا الحدّ الذي يتكالب فيه العالم كلُّه ضد وصولنا إليها؟! هل كنَّا عبيداً لهذه الدرجة التي لا تسمح لنا بسلخ رداء عبوديتنا؟! هل كان كلُّ مجرمي العالم يلعبون دور سادتنا الذين يتاجرون بنا في سوق نخاستهم؟!
كان أسهل ما يمكن أن يحدث، هو إعلان القدس عاصمة للصهاينة، وهدم الأقصى، وسلب حقنا في الأرض المباركة، كان ذلك سهلاً، يومها انتفض الرعاع كمثلي الآن.. ودونوا رفضهم، وانتهت المعركة بانتصار العدو، وإطلاق هاشتاغ من لا يجيدون إلا الصراخ #القدس_لنا.
إننا نحن.. الناس.. البشر.. أبناء هذه البلاد.. من يعطي للحياة قيمتها وللأوطان قيمتها وللثورات قيمتها، وبنا يتشكل كلّ شيء وتنتظم المفاهيم، ونحن فقط من يقرر القضايا ويلغيها.. نحن فقط من يقرر الإيمان من عدمه..