حوّل الإماراتيون الصحراء إلى جنة، يحج إليها كل عشاق الحياة والرفاهية. وبدون شك، أنهم يفكرون بعقلية مختلفة. لكن الأكيد على الرغم من ذلك كله، أن السلام لأجل السلام لن يصنع السلام، بل سيعطي إسرائيل دفعةً جديدة من من الحيوية، لتحقيق مشاريعها في المنطقة.
فجأة عُلقت على مشجب الفلسطيني كل مآسي العرب، فهو من خرّب المنطقة، وأشعل فيها الحروب، وكان سبباً في تخلفها، وتناست هذه الزمرة أن الفلسطينيين هم من احتلت أرضهم عصابات هجينة سبّبت الخراب، وأنهم هم فقط الضحايا.
عدا عن أن إسرائيل تتفوق على العالم العربي، سياسيا واقتصاديا وعسكريا، فإن شرعية النظم العربية مشكوك بها وتفتقر التمثيل الشعبي. وبالتالي لا تستطيع أن تستخدم هذه الورقة المهمة في أي مفاوضات، لأن هؤلاء يدافعون عن مصالح أنظمتهم لا شعوبهم.
أصبحت الصين ضحية نجاحاتها، فالدولة أصبحت مجتمعاً من الطبقة الوسطى، النشطة سياسياً، والتي لن يلائمها أبداً منطق النخبة الحاكمة، والتي لا ترى في أي إصلاح إلا تعزيزاً لدور الحزب الشيوعي، وهذا ما لا تحتاجه الصين.
الأردن كمن يُمسك بكرةٍ من نار، يقلبها بين يديه، فلكي لا تحرق يديه يستمر في قذفها، كي لا تستقر وتعطب ذلك الجزء، فهي إن سكنت حرقت، وبالتالي يريدها عالقة في الهواء أطول وقت، علّ غيثاً ينزل من السماء فيطفئها
بحسب الجغرافي الإسرائيلي، أرنون سوفير، كان يُفترض أن يتزامن بناء الجدار الفاصل مع مقايضةٍ تاريخيةٍ، كادت أن تسفر عنها الجهود الدولية، بحيث تتنازل إسرائيل عن الأرض المحتلة، وتفكك المستوطنات، في حين يتخلى الفلسطينيون عن حق العودة.
الشباب في العراق ولبنان لم يعودوا يؤمنون بالسياسيين، وهم ليسوا معنيين بطموحات إيران ورغبة وليها الفقيه، وهم يكرهون أميركا التي تركتهم نهبًا لإيران، ولجوعهم وحرمانهم، خرجوا كطوفان هادر يتسلّح بحبه للحياة ورغبته بأن يكون له وطن لا تطاوله هيمنة الآخرين.
تبنّت نقابة المعلمين الأردنيين أسلوباً متحرّكاً، فاستخدمت القرار القانوني نفسه الذي دان الإضراب، لتعلن من خلاله أنها ليست حراكاً خارجاً عن القانون، بل في صميمه، وهي ليست في مواجهةٍ مع المجتمع، بل في صلبه، ومن رحمه، فعلّقت الإضراب.
ربما تتسع ظاهرة اضراب المعلمين في وزارة التربية والتعليم في الأردن، وتنضم لهم في المطالب نقابات أخرى، بسبب أن الحكومة راكمت وعودا كثيرة لم تلتزم بها، فهل تشكل هذه المطالب المؤجلة سيلاً جارفاً من الاحتجاجات؟
أفرغت البيروقراطية الحكومية من عقلها المدبر، لأن جُلّ من يُخرجون الآن هم أصحاب خبرة طويلة وكفاءة عالية، وكان لهم القدرة على فرض واقعٍ يحدّد القرار السياسي ضمن مساق واضح، يخدم غاياتٍ مُعدة سلفاً ومعروفة.