ترى "جمعية المخرجين السينمائيّين"، التي تضمّ قرابة مئتي مخرج تونسي، أنّ قطاع السينما في البلاد يعيش منذ سنوات ضبابية كبيرة بلغت أوجها في الفترة الأخيرة مع شلل عمل "المركز الوطني للسينما والصورة"، والذي قالت إنّه انحرف عن دوره الأساسي.
تمثّل المهرجانات الثقافية في تونس جانباً من مشهد ثقافي عامّ مختلّ لم تسع وزارة الثقافة إلى تقويمه. لكنّ النقد سيأتي منها هذه المرّة؛ فقبل أيام، دعت وزيرة الثقافة إلى تقليص العدد الهائل من المهرجانات المتشابهة، والتوجّه لإقامة مهرجانات متخصّصة.
لعلّ من شأن قيام وزارة الثقافة بنقل الأعمال الفنّية التاريخية من "القصر السعيد" إلى "دار الكتب" حمايةُ رصيد فنّي لا يُقدَّر بثمن. لكنّ الأفضلَ منها عرضُ تلك الأعمال بدل تركها في سراديب رطبة ومغلقة.
نفى "المعهد الوطني للتراث" و"وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية" تعرُّض المبنى لـ"حفريات عشوائية"، لكنّهما اعترفا بحدوث انتهاكات فيه؛ تمثَّلت في خلع كلّ أبوابه وهدْم جزء من جدار كان يحمي إحدى أبوابه، إضافةً إلى اقتلاع مُربّع رخامي في مدخله الشمالي.
أُعلن، قبل أيام، في مدينة القيروان التونسية عن بدء "المعهد الوطني للتراث" بتهيئة متحفين جديدين في "المدرسة الوحيشية" و"المدرسة العوانية"، في خطوة أُريدَ منها أن تبدو مكمّلة لقرارات الترميم التي أصدرتها وزارة الثقافة في آذار/ مارس الماضي.
اقتصرت الاحتفالية، التي نُظّمت قبل أيام في جزيرة شِكلي قبالة تونس العاصمة احتفاءً بمئوية السينما التونسية، على عرض شريط وثائقي وإقامة حفل تضمّن مقاطع من أفلام تونسية، إضافةً إلى تكريم بعض الوجوه السينمائية.
مع إعلان "اتّحاد الناشرين التونسيّين" مقاطعته أنشطة وزارة الثقافة بسبب اللامبالاة والتهميش غير المسبوقين اللذين يعيشهما صنّاع الكتاب في البلاد، قد تجد الوزارة نفسها مضطرّة إلى تأجيل الدورة المقبلة من "معرض الكتاب التونسي".
كثيرون كانوا ينتظرون تصنيف المبنى ضمن قائمة المعالم التراثية، لكنْ ها هو يُصَنَّف كبناية آيلة للسقوط، وهو ما يشير إلى حالة من الإهمال العمراني لا تعيشها المرسى وحدها، بل معظم المدن التونسية.