تعمل روسيا على إرساء صورة "دولة النظام" في سورية من خلال مؤسساته، فتصبغ معظم تحركاتها بصبغته، وتضعه في الواجهة الإعلامية لصناعة الحدث الذي تقوم بتصميمه، وأحياناً تنفيذه، بنفسها.
كم يبدو سهلاً على الغرب إلقاء اللوم على سورية والعراق، وتسيير حملات الكره الانتخابية التي لا تحصد الأصوات وحسب، بل تساهم، بكل اطمئنانٍ، في تغطية ثقوب السياسات المهترئة التي تخدم أصحابها.
قد لا يكون حدث وفاة مئات الأطفال السوريين حافزاً كافياً لتغيير العقلية المسيطرة على رجال المعارضة السورية، ما دام مئات آلاف القتلى لم يشكلوا حافزاً مشابهاً قبل ذلك. ألا يجب علينا أن نضع "حداً أعلى" للأخطاء الفردية؟
ثمة خزان بشري من المؤسسات السورية المدنية في لبنان يكفي، بالتأكيد، لإيجاد بديل، ولو مؤقت، للدولة السورية الغائبة. وفيه من الكوادر وأصحاب الخبرة والوعي والرغبة ما يكفي لتشكيل كيان سوريٍ يكون مسؤولاً ومعنياً بإدارة وضع السوريين في لبنان.
إذا كان باحثون سياسيون كثيرون قد توقعوا اكتفاء الأسد بنسبة تقارب 75%، كسراً للروتين، فإن أغلب الظن أن الأسد الآن ينتظر النتائج النهائية للانتخابات المصرية، ليحدد النسبة التي سيقبل بها، والتي سيصر، بالضرورة، على أن تتجاوز النسبة التي سيحققها السيسي.
أما وحال المعارضة ما يزال يتأرجح بين البكائيات والاستجداءات ونظرية التآمر على الثورة والتأكيد على أنها مستمرة على النهج ذاته، فهذا معناه الاستمرار في السير، وفق خطة النظام السوري "بالحرف".