يزور منزله في الحلم فلسطينيٌّ/ ويأمل أن يجد أثراً له عند العتبة/ مثل طفل يأمل أن يجد لعبته المخفية/ في أصابعه رائحة البرتقال/ يستيقظ في بلد آخر/ وينظر إلى موته.
لو أحببتكَ/ لنَزفَ الأزرق في السحاب مرتين/ وانفكت أقدام المطر من قلبي/ وجُنَّت أزهار الزعفران/ لو أحببتك/ لحَلَّ الربيع في أنقرة مرتين/ وتفتَّحت الزنابق في مُقَلِ البراري/ وتمرَّدت الطيور/ لو أحببتك/ لتغيَّرت لغتي/ وصارت كل حروفي زرقاء.
أطلّ من النافذة المفتوحة على الزرقة/ "وعلى ارتباطٍ بالشمس".كأن قدمي على النجوم/ وشعري في الرياح/ كأنني زهرةَ كرزٍ وشقائقَ بيضاء/ في حديقة يانعة الخضرة/ لم تُغلق النافذة بعد/ هلمّوا، هلمّوا يا أولاد/ إذا لم نلحق باجتماع المساء/ سيشنقون الحرية.
أفكّر في الطيور/ بأجنحتها المحصورة/ وهي تحترق على أشجار الزيزفون/
أفكر في أطفال ملثمين سُرقت أحلامهم/ يعانقون أوراق الأشجار. يقول أحدهم
في العتمة المتعمّقة/ إن عيون الاستبداد كبيرة/ وعيونه تصوّر جحيمًا جنونيًا.
كان على تلك المرأة أن تحبّك يا بودلير/ على تلك المرأة أن تحب/ مثلما ترتدي النساء كلهن الأنوثة/ عليها أن تسحب ذلك الحزن الفاحم من عينيك/ أن تسحب أفراحك قبل أن تسوّد/ كأنها تسحب أحزان الأطفال كلهم.